٢٠٠٨/٠٩/٢٦

حكومة التجار

بالدول المتقدمه توضع النظم واللوائح لخدمة المواطن والمستهلك بالمقام الأول أما بالكويت توضع النظم واللوائح لخدمة مصالح فرديه وهؤلاء الأفراد سيكونون على الأغلب تجارا ومتنفذين , فأكبر مشكله لدينا بالكويت أن الحكومه هي التاجر وهي التي تضع القوانين لتجعل التاجر يسحق المستهلك. رغم كل شكاوي التجار والمؤسسات من شؤون البيروقراطيه بالحكومه الكويتيه افولها صراحه هذا كذب وهراء فأموالهم ومصالحهم ممكن نقلها باي مكان بالعالم لكنهم على ثقه انه لا توجد حكومه بالعالم ستعطيهم هذا القدر من النفوذ على حساب المواطن .

وبدلا من الكلام العام لنأخذ امثله حيه :

شركات الإنترنت :

عندما حدثت مشكلة خط الإنترنت الدولي قبل سنه هبت الحكومه الكويتيه لنصرة شركات الإنترنت ومطالبتها للشعب بعدم الشكوى أوالمطالبه بتعويض بسبب أن المشكله دوليه وموجوده بأكثر من مكان . هذا بحد ذاته امر مثيرللجدل هل شركات الإنترنت ككوالتي نت وفاست تلكو وغيرها جهات حكوميه كي تحصل على هذه الفزعه ؟العقد شريعة المتعاقدين عندما أنا المستهلك اتعاقد مع التاجر كي احصل على خدمه أو سلعه يجب علينا نحن الإثنين الإتزام بهذا العقد واي تقصير من أحد الطرفين سيعرض ذلك الطرف للمسائله القانونيه التي على موجبها ستحدد العقوبه . أي بنظام عادل الحكومه ستطالب عن طريق الجهاز القضائي شركات الإنترنت بتعويض المستهلك لأنها قد أخلت بإلتزماتها وهذا من بديهيات القانون التجاري بأي قطر بالعالم . هل مشاكل شركات الإنترنت قد توقفت لهذا الحد ؟ بالطبع لا فاليوم قد استنكر العديد من الزملاء قرار وزارة المواصلات المشؤوم والهمجي الذي بموجبه تريد حكومتنا الموقره والمبجله حجب موقع , يوتيوب


:

برافو يا حكومة الصلاة والصيام وفزعة الحميه الإسلاميه جاهدي بسبيل الإسلام وانصريه بهذه القرارات المتطرفه التي ستخدع الجهله الذين تفرضين عليهم إرادتك وارادة تجارك تحت شعار " قال الله قال الرسول " لكن الخدعه الغبيه المصحوبه بالخرفنه الإسلاميه (كل الحقوق محفوظه للزميله أرفانا لإستخدامنا مصطلحها "الخرفنه") لن تنطلي علينا فالأهداف أكبر من هذا "الكليشيه" الذي ترونه. موقع يوتيوب تقنيا من المواقع المزعجه لشركات الإنترنت خصوصا تلك التي تقدم الخدمه وهي غير قادره على الإلتزام بها تقنيا كأكبر شركة انترنت "كوالتي نت" حيث أن الموقع يستهلك "الباند ويدث" ويربك الشركه ويجعلها بوضع لا يحسد عليه وان كنتم من سيئي الحظ مثلي من مشتركي خدمة انترنت حكومة "كوالتي نت" الرشيده ستكونون قد لاحظتم أن موقع "يوتيوب" كان لا يشتغل بكفاءه الصيف الماضي وهذا شيء طبيعي فالشركه مصره على زيادة عدد المشتركين رغم عدم امتلاكها "للباند ويدث" الكافي ولكي تحل هذه المشكله لم تجد أفضل من الحكومه الكويتيه التي اختارت التوقيت المناسب (رمضان والعشر الأواخر) والحجه الدينيه التي لن يعارضها مغسولي المخ .هنا المنطق يقول ما العلاقه بين كوالتي نت كشركة انترنت خاصه والحكومه الكويتيه؟ الجواب بكل بساطه أن مصلحة الحكومه وكوالتي نت واحده فبالتالي العلاقه يجب ان تكون تعاون وفزعه طرف للاخر ضد المستهلك .

شركات الهاتف النقال :

هناك جريمه مضحكه بالكويت تسمى " سرقة الخطوط الدوليه " هذه الجريمه كما يحلو للمتخلفين تسميتها هي بالواقع ليست سوى محاربه لعدد من التقنيات التكنولجيه الحديثه التي تقدم خدمة الإتصال الدولي بأسعار زهيده مثل "الأيبي فون" و الشركات التي تستخدم نظام السرفر كشركتي "نت تو فون" وشركة "سكيبي" .قد يقول قائل حكومة الجشع هذه التي تقبض سنويا المليلرات من العوائد النفطيه مالذي يهمها من مدخول الإتصال الدولي الأرضي الذي تحصله هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المواصلاتي (وزارة المواصلات) ؟ في الحقيقه الحكومه تخدم هنا بشكل غير مباشر شركات الهاتف النقال التي تستخدم خطوطها للإتصال الدولي محققة عوائد خياليه . بمناسبة عوائد شركات النقال وتكلفة خدماتها ألم يخطر ببال أحد لماذا نحن نصنف من أعلى الدول تكلفه بمكالمة الهاتف النقال بالعالم ؟ انظروا الى الرابط الذي يتكلم عن هذا الموضوع واضحكوا على كلام رئيس حكومة " زين "

http://www.alaswaq.net/articles/2008/01/25/13541.html

الحكومه تتدخل بالأسعار أم أنتم الحكومه يا "زين" ؟ فعلا الحكومه الكويتيه خير حليف لكم وياله من حليف مخلص يسخر اجهزته القضائيه لمعاقبة المتخلفين عن دفع مبالغ زهيده لكم ك30 و70 دينار وسابقا كان يضع دوريات الشرطه ليس لملاحقة المجرمين بل لملاحقة المتخلفين عن سداد فواتيركم , وكذلك هم يقومون بملاحقة الذين يسمونهم مجرمي الخطوط الدوليه حفاظا على مصلحة حكومة شركتكم الرشيده.هذا طبعا غير انتهاكم لقوانين كانت ستكلف شركتكم الملايين بالدول المتقدمه كجريمة "السبامنج" لخدمة الرسائل القصيره أو فضح هوية أصحاب أرقام مستهلكينكم .ولا ننسى طبعا خدمة الإنترنت الرديئه التي تقدمون بأسعار خياليه ولا يحق لاحد أن يشتكي عليكم بسببها.

أعزائي القراء والزملاء :

هذه الأمور التي ذكرت ليست سوى نقطه ببحر السلبيات والإنتهاكات التي سببها ان الحكم والقانون بيد التاجر , هذه الأمور التي يبررونها تاره مستغلين الدين و"الخرفنه" وتاره أخرى الجهل هي حجر اساس مشاكلنا كمستهلكين مع التجار . حتى بأكبر الدول قمعيه وشموليه توجد حقوق للمستهلك . الوضع التجاري الذي نرى يوميا انحداره وتهاويه بمجال جودة الخدمات والسلع بلا رقيب هو صوره من صور الفساد لا تقل اهميه عن قضايا التنميه والتطور . نحن بحاجه لنظام سياسي خالي من المصالح التجاريه يعيد للمواطن المستهلك حقه المنتهك وإلا فأننا لن نتقدم خطوه واحده وختاما كل عام وانتم بخير.


٢٠٠٨/٠٩/١٤

عندما أعدموا العداله الإجتماعيه

زملائي الكرام عندما أستيقظ واقرا مانشيات الصحف اليوميه أصاب بإقتضاب وانزعاج شديد لما يحدث بالبلد , الكل يتكلم عن صور الفساد ومظاهره لكن لا أحد قادر على تشخيص المشكله أو البت فيها بصراحه دون قيود . ما هي أزمة البلد هل هو النظام السياسي بأفرعه التشريعيه , التنفيذيه والقضائيه ام هو المجتمع وأفراده ؟ الجواب بكل بساطه هو الكيان والنظام العام الذي نشترك فيه جميعنا صغيرنا وكبيرنا بأي موقع أو منصب.بمقالي اليوم سأتطرق لقضيه حيويه او وهي العداله الإجتماعيه التي تم اعدامها بمباركة النظام العام . سأترككم مع بعض الأمثله:

الريعيه:

قد يكون كلامي قاسيا لكن ان كنا سنقيم نظامنا الحالي بحياد ونقارنه بالانظمه المتقدمه سنصل الى نتيجة أن الريعيه الدستوريه للمواطن هي احدى الأسباب الرئيسيه لفساد النظام الحالي . الصحه , التعليم , السكن والوظيفه حق للمواطن نعم أنا من مؤيدي هذا المبدأ رفقة بالمعسرين لكني بنفس الوقت مع المنافسه وتشجيع المواطن على الإبداع كي تكون حصته أفضل من غيره . ماهذا النظام العجيب الذي يفضل ويعطي أولويه لشخص فقط لأنه متزوج على آخرين غير متزوجين أفضل منه بالمؤهلات والقدرات سواء كانوا ذكور أم اناث ؟هذه الريعيه قد خلقت كارثه اجتماعيه تتمثل في مؤسسة الزواج التي فشلت بدليل حالات الطلاق قد زادت بسبب عملية التفضيل الخرقاء . نفس الشيء ينطبق على اسقاط القروض أو الصوره الجديده لها "صندوق المعسرين" هل هذه هي الطريقه التي يكافئ البلد فيها من ينظم حياته الماديه ؟ الواردات يجب ان تصب للصالح العام وليس لتشجيع الإسراف العام . لذلك البعض ونحن منهم يطالب بالضريبه كي يتعلم المواطن قيمة المواطنه ويكون له الحق بمحاسبة الدوله عندما تخطأ . مشكلة الريعيه الماديه الحاليه أنها تحقق للنظام السياسي وعناصر الفساد فيه فرصه ذهبيه لبسط النفوذ وتشويه التنميه لنبسط الامور بهذا المثال : عندما يذهب شخص لمحل تجاري عليه تنزيلات فهو لا يختار نوع البضاعه التي عليها تنزيلات وبمعظم الحالات يلزمه المحل بعدم الشكوى اذا كان ما اشتراه فيه عيوب نفس الشيء تماما ينطبق على النظام الريعي تنزيلات عامه طوال السنه شوهت عقلية الناس وتركتهم يكررون عبارات سمجه " الحمدالله احنا بخير ونعمه " و "الله لا يغير علينا".حتى الدواب تاكل وتتكاثر هل ستقول " الحمدالله احنا بخير ونعمه " و "الله لا يغير علينا "؟ بدلا من أن تكون أهدافنا استهلاكيه كالحيوانت والدواب لماذا لا تكون اهدافنا حضاريه وتنمويه ليضرب فينا المثل ؟ الطموح ليس عيبا بل قتل الطموح وزرع الإحباط هو العيب.الريعيه بحاجه لقوانين وضوابط عادله منطقيه تكافئ المجد وتعاقب المستغل.

التعليم العالي:

التعليم العالي سواء كان اجازه جامعيه او دبلوم ليس فقط اختبارات وحضور وانصراف بل هو تحدي للإنسان وظروف حياته ليس للتعجيز بل لتاهيله لمرحله متقدمه من الحياة ألا وهي المهنيه والرشد .عندما يكافح الإنسان بالتحصيل العلمي متحديا ظروف الحياة سيصبح اقوى ومؤهلا للمشاق المستقبليه التي ستواجهه ولا انكر اني مؤمن بأنه من واجب مؤسسات التعليم العالي ان تغرس هذه الخصله بالطلبه وتعطيها اولويه لا تقل عن الأولويات الاكاديميه والثقافيه . بهذا الزمن الذي نشاهد فيه المترديه والنطيحه تحصل على اعلى الشهادات من أماكن تستحق لقب مواخير وليس جامعات كيف لنا أن نحقق العداله؟ لا داعي لذكر الجامعات والدول التي يحصل منها هؤلاء على مؤهلاتهم فهم فضحوا أنفسهم عندما اسسوا لهم ما يسمى " بتجمع حملة الدكتوراه" وهنا كمواطن اطالب بالإصلاح التعليمي اشد على يد مؤسسات التعليم العالي ان تفضح هؤلاء وتعلن انهم ليسوا سوى "لفو" اكاديمي . بمناسبة مؤسسات التعليم العالي لماذا أصبح الحصول على الشهادات العليا وشهادة الدبلوم خصوصا أحد صور الريعيه بالبلد ؟ هنا لا أقف ضد الدعم المالي وعطايا الكرم الحاتمي الريعيه للطلبه لكني قطعا ضد التسيب الاكاديمي كأن هذه المرحله يجب ان ينفذ منها الجميع سواء كان مؤهلا ام لا .لماذا أصبحت الشهاده العليا مجرد تذكرة درجه أولى للوظيفه وكفى؟ كيف تعامل نظامنا مع المشكله ؟ كرروا مثل البغبغاء عبارة "مخرجات التعليم العام " وفرضوا على الاجيال الجديده مناهج تعتمد على التلقين والحشو . حتى المساكين الذين اختاروا المدارس الخاصه كي يحصل أبناؤهم على تعليم متميز لم يسلموا من تخلفنا التعليمي بالنظام العالم ومناهج اللغه العربيه والتربيه الإسلاميه التي فرضت على المدارس الخاصه متضمنة بلاغة " صالح بن عبدالقدوس " و "المنفلوطي" , النحو والصرف للآيات القرآنيه , مقرر التربيه الإسلاميه الذي يحوي اكثر من كتاب جعلني اتساءل هل هذا منهج كويتي ام محاكاة للمنهج السعودي بالتربيه الإسلاميه الذي يحوي اكثر من ماده واحده بالتجويد واخرى بالفقه واخرى بالسيره وغيرهم. ولماذا فرض هذه الادلجه والأصوليه على مدرسه انجليزيه او امريكيه قائمه على فكر غربي انفتاحي ؟

المهنيه :

عندما يفقد التعليم العالي احترافيته لا تتوقعوا اعزائي القراء ان الوظيفه العامه ستحافظ عليها وهذا ما يحدث ببلد يعاني من كوارث مهنيه لا تعد ولا تحصى مصدرها الموظف والمسؤول , كالتسيب , المحسوبيه , البطاله المقنعه , الكسل العام , الغطرسه ......الخ .يقولون بطاله ومشكلة بطاله لا يا ساده ليست مشكلة بطاله بل مشكلة سلوك وظيفي أصبح صاحبه مهما كانت مؤهلاته وقدراته لا يريد ان يعمل ويريد ان يجلس وراء مكتب يحتسي القهوه والشاي ويقرأ الجرائد ثم ينصرف دون أداء واجبات مهنيه اما لأنها غير موجوده أو موجوده لكنه اتكل على غيره بادائها لأنه يترفع عنها.تكديس العماله بالمؤسسات ليس حلا لمشكلة البطاله بل الحل هو اعادة وصف المهن وتصنيفها على اساس المؤهلات والقدرات كي يصبح للوظيفه العامه كيان يفتخر فيه من ينتسب اليه .هذه المشاكل المهنيه ستسبب مشاكل أخرى اعظم على مستوى البلد والمجتمع وما مكاتب تخليص المعاملات إلا نقطه ببحر تلك الكوارث. تصوروا معي شخصا يعتمد بمدخوله الشهري على البيروقراطيه الفاسده للمؤسسات هل ألوم الشخص أم ألوم النظام الذي خلق لنا هذا وأمثاله؟كيف ستصبح لنا مهنيه احترافيه عندما يسال المسؤول الموظف عن مذهبه الديني ونسبه ويتعامل معه على هذا الأساس ؟ كيف ستصبح لنا مهنيه احترافيه عندما نرى صاحب البشت قد دخل داخل "المصفاة" و"المستشفى" بنية التوسط والمحسوبيه؟مشاكل اوضاعنا المهنيه لن يحلها لنا الخبراء الدوليين بل سنحلها بانفسنا عندما ننقد ذاتنا ونسعى ان لا نكون شاذين عن غيرنا المتقدم.

اجتماعيا :

بنظام اختفى فيه التميز والإبداع بمباركة الدوله ماذا تتوقعون ان يصبح أفراد مجتمعه ؟ نقاد أدبيين ؟ علماء ذره ؟ فناننين ؟ رياضيين دوليين ؟لن يصبحوا سوى مستهلكين انانيين يسعون وراء مصالحهم بأقل مجهود يجلسون بالدواوين ويتسكعون بالمقاهي والمجمعات والمطاعم يشتكون سوء الحال وتردي الاوضاع دون ان يعوا انهم هم الحال والاوضاع . طبعا لا ننسى دور الدين وغسيل المخ الأصولي فلديهم من يذهب للعمره 7 مرات بالعام ويصلي كل صلواته بالمسجد ويفترش أرضية الدواوين يزايد على أخلاقياته ويهاجم الآخرين المختلفين عنها مشوها سمعتهم وأعراضهم اصبح هو نموذج المواطن المثالي الجديد .هنا ألوم الدين فالناس فقدت المعايير والاسس الحضاريه بسببه بالمقام الأول وهو جزء لا يتجزأ من المشكله فهو كما ذكرت سابقا يحشر أنفه بكل كبيره وصغيره وفوق هذا يسبب مشاكل أخرى . لكي اكون عادلا أكرر هو جزء وجزء مهم لكنه ليس المشكله بأكبرها.

ختاما

الثروه الطبيعيه والبشريه الموجوده بدولتنا بسبب سوء عقلية ادارة البلد ستكون السبب بإنقراضه . الفشل الإجتماعي الذي نعاني منه بات سرطانا ينخر كيان الدوله ومؤسساتها نحن بحاجه لنفضه اجتماعيه قاسيه تصحح اوضاعنا وإلا سنخسر انفسنا بأسرع من ما نتصور.

٢٠٠٨/٠٩/٠٨

حلم الدوله المدنيه

يوميا نطالب ويطالب غيرنا بالمدنيه و الحريات العامه وبنفس الوقت يوميا يطالب غيرنا بالوصايه الدينيه والإجتماعيه وقمع الحريات العامه بإسمها وتحت رايتها.لنرى الامور بنظره واقعيه هل نحن من يفوز ام هم ؟ للأسف كل معطيات الأمور لدينا تثبت أنهم منتصرون ومهيمنون أيضا.تركت السياسه المحليه لإنشغالي ببعض الشؤون ثم رجعت فماذا رأيت وسمعت؟ وزير التجاره "السلفي التكنوقراطي" يريد فرض منطق صحراوي بدون مبرر قانوني أو دستوري بحجة خدش الحياء المستهلكه ,ووزيرة التربيه "السفور القانونيه" تحرض النشئ على تبني مفاهيم متحجره بإلغائها تدريس المواد الفنيه الثقافيه من المدارس بحجة حرمة الشهر الفضيل !

زملائي وزميلاتي الكرام قد تظنون اني ابالغ بما سأسرد عليكم اليوم لكن صدقوني الحال التي وصلنا اليها اليوم هي التي اضطرتني لتبني الفكره التي أود مشاركتكم فيها ألا وهي حلم الدوله المدنيه.

ماذا لو طالبنا كافراد نؤمن بالدوله المدنيه ذات القوانين العلمانيه التي تحقق لأفرادها اكبر قدر من الحريات العامه بإنشاء مدينه جديده ذات قانون منفصل عن البلد الأم يحقق مطالبنا التي لن ترى النور؟ لن نذهب بعيدا ولنرى الوضع بالأمارات فدبي اماره سياحيه منفتحه والشارقه اماره محافظه اسلاميه ولكن كلاهما تابعتان لبلد وقائد واحد .

لمذا لا نطالب بمدينه سياحيه تكون واجهة حضاريه للبلد بمعنى الكلمه فعليا وليس انشائيا . مدينه تحترم الفنون والثقافه وتشجعها . تخيلوا معي مدينه فيها دار أوبرا , مسارح على مستوى , سياحه على مقاييس غربيه تجذب السياح الاجانب الذين سيؤسسون مرافق حضاريه انفتاحيه كما هو الحال بدبي . بهذه المدينه سيكون القانون هو الفيصل وليس العاده والتقليد والمعتقد أو المذهب الديني . قد يظن البعض أن هذه المطالبه هي تغيير للوضع الحالي وتعدي وفرض واقع جديد بالواقع هي العكس تماما , انا اطالب أن تخصص بقعه من الأرض حتى وان كانت صغيره لهذا المطلب ويكون السكن محصور فيها فقط على من يحترم قوانينها ويتعهد ان لا يتجرأ ويطالب تغييرها من صورتها المدنيه الإنفتاحيه الى الصوره المتأسلمه الإنغلاقيه التي كانت السبب بإنفصالها .قد يقول البعض مطالبتك بإنشاء نظام فيدرالي سيؤدي الى تفرقه بين الشعب أرد عليهم أن التفرقه والكراهيه الموجوده بالوضع الحالي قد وصلت الى اقصى المستويات فنحن لا نعيش بمجتمع واحد بل نعيش عدة مجتمعات متوزعه جغرافيا على البلد أحدها لا مبالي ويقضي معظم أيام السنه بالخارج , والآخر يريد ان ينتقم من الدوله بمخالفة القوانين البديهيه , وآخر يشتكي من الطائفيه وهو أكثر من يمارسها , وآخر غبي فقير يترك مصيره لدجلة وتجار الدين كما تترك الشاة مصيرها للشاوي. نحن اهل الدوله المدنيه ننتمي لكل هذه المجتمعات وندرك أنها تتناحر بالأمور الحيويه وتتفق بالأمور السيئه التي تلغينا وتبرر قمع آرائنا وافكارنا لذلك أقول لكم أيها الاخوه والأاخوات انه حان الوقت لنطالب ببقعه جغرافيه تضمنا وتحترم كياننا لأننا ضقنا ذرعا ونحن نشاهد بلدا ثريا بالإمكانات والموارد لكنه بات قاحلا متصحرا يريد فرض الموروث والتقليد والبقاء حبيس نستولوجيا ماضي مشبوه معزولا عن التطور والحداثه الإنسانيه .

أعزائي أن الذين يختزلون تقدم وتطور الأمم بكلمات مثل "إنحلال أخلاقي" و "ضعف وازع ديني" وغيرها من عبارات ليسوا سوى فشله ومفلسين وهم من أوصل بلدنا الى الحال المزري التي وصلت اليه وحولتنا الى أهل ردة فعل بدلا من ان نكون أهل مبادره . لسنا مجبرين ان نبرر لهم تصرفاتنا او سلوكياتنا ان خالفت عاداتهم وتقاليدهم فهي ليست معيارا حضاريا كي ننتلزم فيه او حتى نحترمه من الأساس.

نعم هذه المطالبه قد تكون خياليه ومبالغ فيها لكني اليوم قد اقتنعت بحقيقة أننا وصلنا الى حاله ميؤوس منها باتت تعرقل قدرتنا على الإبداع وتشوه فكر اجيالنا القادمه بمفاهيم بدائيه جاهله تسعى لعزلنا عن الزمن الذي نعيش فيه .

لو استطعنا تحقيق ذلك الحلم فأننا لن نعرف أمراض مثل الطائفيه , الإنغلاق أو حتى الشكوى و"التحلطم" لأننا بكل بساطه لن نجد وقتا لها فبالنا سيكون مشغولا اما بالإستمتاع او الإبداع وهذا هو الهدف الذي نسعى اليه كافراد متحضرين قد تشبعنا بمفاهيم العولمه الإنفتاحيه .

ببلد مثالي وحضاري يطلب من أفراده التعهد بإحترام القانون الذي تم انشاؤه على اساس مطابق لأنظمة قوانين الدول المتقدمه سيصبح المواطن الشاذ هو المخالف والمتعدي فلا مجال للواسطه او المحسوبيه بإسم الهيمنه العائليه , القلبيه او الطائفيه.

قد يكون هذا حلما لكن بالجهود والرغبه الجاده من الممكن ان يتحول الى واقع مثالي يكسبنا المكانه التي نستحق وسيحترمنا العالم بسببها.

ملاحظه

زملائي الاعزاء بعالم التدوين اعلم ان ما اطلب مستحيل لكني على استعداد ان اثبت لكم من مدوناتكم وآراءكم أنكم لاطالما اشتيكيتم وطالبتم بتغيير أمور كانت ستتحقق لو اتفقتم على الهويه المدنيه التي اطلبها بحلمي المتواضع .
لست بحاجه أن اذكركم بحروب الطائفيه المقيته التي كشفت زيف من لا هم لهم غير المزايده على غيرهم بالوطنيه والوحده الوطنيه, او حملات بتر الأقلام بحجة الكفروالزندقه التي تعرضت لها مدونتنا ومدونات اخرى زميله على يد مرضى نفسيين لم نرى مثل حقدهم وسواد قلوبهم حتى في منافسينا الفكريين من الاصوليين.نحن بعالم التدوين انعكاس لطبيعة المجتمع الكويتي الذي نعيش فيه وقد اثبت بعضنا بكل جداره انه ليس اهلا للتعايش المدني الذي يفرض عليه احترام الآخر المختلف معه بأي شأن سواء كان فكر أو معتقد.لذلك قد اقتنعت أنني ومن يشاركني الفكر امام عائق لم ينفع فيه التدوين أو الحوار الفكري فنحن نعادي الطبيعه الفطريه للمجتمع بصورتها السيئه الحاليه التي لن ينفع فيها تثقيف او حوار .