٢٠٠٩/٠٦/٢١

معضلة تنوير المجتمعات العربيه 1

بالمجتمع العربي بسبب رداءة المواريث الدينيه والإجتماعيه يفقد الفرد القدره على النقد الذاتي والتحليل المحايد بالتالي يفشل فكريا وحضاريا مقارنة بباقي المجتمعات . لذلك شيء طبيعي أن يكون تنوير تلك المجتمعات أومحاولة نشر القيم الإنسانيه أمرا بغاية الصعوبه والتعقيد لأن الطرف الذي يريد التغيير سيتعرض للهجوم الشخصي .0
ان قلت لهم حرية معتقد قالوا أنك مرتد وتريد نشر الإلحاد واللادينيه.0
ان قلت لهم حرية سلوك ونمط حياة قالوا انك منحل وبلا أخلاق.0
ان قلت لهم حقوق مثليين قالوا أنك شاذ.0
ان قلت لهم حقوق مرأه مدنيه قالوا أنك ديوث.0
ان قلت لهم حريه ادبيه قالوا انك اباحي أوتدعو للأدبيات التي تشكك الناس بمعتقدهم.0
ان قلت لهم سلام سياسي مع اسرائيل وتعايش سلمي قالوا أنك عميل صهيوني وأنت ضد حقوق الإنسان.0
ان قلت لهم رأيك ببعض شبهاتهم العقائديه كالحجاب قالوا انك لا تؤمن بحرية المعتقدات وضد الحريه الشخصيه.0
ان قلت لهم علمانيه قالوا لك فرنسا وتركيا ومعاداة الحجاب.0
وغيرها من الامثله والنماذج الفكريه. هذه الأمثله كلها لا تترك مجالا للشك أن الدين الإسلامي متورط بشكل مباشر بتشويه عقلية الإنسان العربي وحثها على الهجوم الشرس على أي أفكار تنويريه.0
والذي يدعو للتناقض بالموضوع أن الذين يدافعون عن الفكر الديني سواء كانوا اصوليين او أفراد عاديين لا يمانعون أن يستخدموا القيم الإنسانيه للدفاع عن الرجعيه الإسلاميه وهذا دليل أن المشروع الإسلامي هو مشروع لا أساس فكري له أو مبادرات ممكن أن تحقق لأمته أي تميز حضاري مقارنة بالأمم الاخرى .انه مشروع لا يستطيع البقاء بزمن العلم والمعرفه فهو بالنهايه ليس سوى بداوه وفلكلور قبلي يحاول جاهدا أن يحاكي المدنيه والتحضر.0
لذلك أقول مخطئ كل من يدعي أن الإسلام بريء ويتهم الإنسان العربي بأنه القمعي والصحراوي فلوما الإسلام لما عاشت المواريث الباليه ليومنا هذا فالدين كل دين هو بالنهايه فلكلور ومجموعة عادات وتقاليد تتوارث من جيل الى جيل.0
مشكلة التنوير بالمجتمعات العربيه ليست محاولة نشر أو تطبيق قيمه الإنسانيه فالعديد من أفراد هذه المجتمعات يصنف نفسه متنورا وتنويريا لكنه على أرض الواقع يظل مسلما أصوليا يهاجم الآخر بذات الصوره التي استعرضتها بالفقره السابقه.0
هنا السؤال يطرح نفسه ما العمل؟ او بالأصح ماذا نحاول أن نعمل هنا؟ التهجم على التنوير والقيم الإنسانيه الحداثيه بات هويه اسلاميه شرقيه بالتالي وأي محاوله لتنوير هذه المجتمعات مهما كانت دبلوماسيه ستحول صاحبها لمجرم بنظر المجتمع الشرقي.0
هذا الواقع أعتبره اخطر بكثير من مجرد وجود فكر ديني مخالف فالشخص المتدين أو رجل الدين هو رمز الخير بنظر رجل الشارع بالمقابل صاحب الفكر العلماني هو رمز الشر. هذا الواقع ادى لنتيجة تفكك أصحاب الفكر الليبرالي بالمجتمعات العربيه وتحولهم الى عدة فئات بعضها ان لم يكن معظمها متعارض فكريا الى درجة الصراع والشقاق. 0
من وجهة نظري المتواضعه أرى أن هناك 3 انواع من الليبراليين بالمجتمع الكويتي واتوقع أن بعض المجتمعات العربيه تشاركنا بهذا
التصنيف:0
النوع الأول يتجاهل القضايا الإنسانيه والفكريه لسببين اما الجهل وانعدام التأسيس الفكري والإطلاع الصحيح أو عدم الرغبه بأن يكون بموضع مواجهه مع المجتمع واحيانا كلاهما لأنه يملك اهدافا سياسيه بعيدة المدى وهؤلاء أغلبيه وغالبا طروحاتهم وأفكارهم تصب ببحر السياسه المحليه.0
النوع الثاني يطالب ببعض أو جميع القيم الإنسانيه رغبة منه للتغيير الجاد. هؤلاء أقليه بعضهم يتحول الى النوع الأول فورا عندما يتعرض لمضايقات أو ضغوطات فكريه . هؤلاء يكونون بوجه المدفع وهم دائما يتعرضون للتهجم الشخصي بسبب جرأة آرائهم وأساليب طرحهم التي يصنفها المجتمع متطرفه او يساريه.كذلك بعضهم يتحول الى النوع الثالث كما سنرى لاحقا 0
النوع الثالث وهي فئه هلاميه تسعى أن يظل النوع الاول بدائرة السياسه المحليه لأنها بموضع عداء شديد جدا مع النوع الثاني.فهي فئه تمتلك فكريا شرقيا رجعيا وتسعى جاهده لتشويه صورة النوع الثاني امام المجتمع الشرقي وتبرئة التنوير من افكارها ليس حبا بالتنوير أو رغبة جاده بالتغيير الى الأفضل فهي تؤمن بمبدأ خالف تعرف.0
كما هو واضح ان النوع الثالث يمثل خطرا لا يقل عن خطر الاصوليه فهو يحب دور الناقد والجلاد لكل ماله علاقه بالليبراليه والليبراليين بالمجتمع الكويتي ليس بغرض البناء بل لغرض الهدم. هؤلاء مصابون بمرض الهويه الشرقيه وهم محافظين جدا من الناحيه الإجتماعيه والدينيه وطروحاتهم ببعض الأحيان لا تختلف عن طروحات الاصوليين بسبب دعمهم الواضح للإنغلاق والغاء الحريه الدينيه ومهاجمة كل من وما هو غير مسلم.0
وكي لا يمل القارئ قررت تجزئة المقال نلتقي بالجزء القادم وللحديث بقيه . 0

9 Comments:

Blogger Zaydoun said...

علقتنا

حاولت أن أصنف نفسي حسب تصنيفاتك فلم أستطع... يبيلهم شوية توضيح أكثر

٢١/٦/٠٩ ١٣:٤٠  
Blogger Zaydoun said...

وعلى فكرة بالنسبة للنقد

في الخارج وفي البلاد المتقدمة، عندما يفتتح مطعم أو فيلم جديد يتسابق النقاد الصحفيين بنشر آرائهم بكل صراحة ولم يعترض أحد على حقهم في ذلك ولم يتهمهم أحد بالشخصانية وأنهم ممولين من مطعم أو استديو منافس... إلى آخر سيل الاتهامات المعتاد في بلادنا العربية المتخلفية

لكن في أم أي واحد مننا خير يكتب مقال في الصحف عن مطعم ما أو ما شابه


وهذي أشياء سخيفة مثل المطاعم والأفلام فما بالك النقد السياسي أو الديني؟؟

٢١/٦/٠٩ ١٤:١٥  
Blogger rai said...

بعد قراة مقالك رجعت ومسحت ما كنت انوي عرضه في مدونتي , فمقالك اروع :)

بانتظار التكملة .

٢١/٦/٠٩ ١٤:٥١  
Blogger blacklight said...

عزيزي زيدون
من كان ببداية الألفيه الى يومنا هذا يكتب ويدافع عن الحريات بشراسه ؟ من الذي شجعنا على الدخول والكتابه ؟
من الذي عرفنا على شي اسمه الشبكه الليبراليه الكويتيه؟ ما اتوقع أني محتاج اتكلم اكثر حضرة العميد ;)

التصنيف كان هدفه مراجعة النفس قبل مراجعة الآخرين . تخيل يا زيدون قبل 5 سنوات لما كنا نقول علمانيه كانوا يسبونا اليوم زاد عدد من يفتخر أنه علماني ويدعو للحريات والإنفتاح. لكن نرجع ونقول أن نشر التنوير يظل مسؤوليه وأولويه .

ما أنكر أني شخصيا امارس نهج سلبي أحيانا بالطرح وأشكر زميله عزيزه جدا على تنبيهي لذلك . سواء كان عملنا نقدا او نشاطا يجب الإتفاق على ان الهدف هو التنوير.

اريد أن أرى افكار اهل الحريه وطروحاتهم تخدم التنوير بدلا من اراها تغرق بشبر ماء اسمه الصراع السياسي المحلي .

عزيزي راي
شكرا واتمنى أن يعجبك الجزء الثاني

٢١/٦/٠٩ ١٦:٣٢  
Blogger sologa-bologa said...

عندي بعض الملاحظات
اتفق في بعض النقاط معاك
واختلف في البعض الآخر

لكن أفضل طرحها بعد الانتهاء من بقية الاجزاء

٢٣/٦/٠٩ ٠٠:٥٤  
Blogger AyyA said...

رائع كعادتك بلاكي
ناطره الجژء الثاني

٢٣/٦/٠٩ ٠٨:٤٦  
Blogger بوشهاب said...

آخي العزيز..
غالبيت الوجه اللبرالي في الكويت يحاول ان يكون دبلماسيا لكي يتقبله المجتمع.. فهم يسعون لتطوير الفكر للمدى البعيد..
نعم انا لا انكر تهجم الكثير من الناس للاسف الشديد.. كوني محافظ جدا في حياتي الشخصيه لكني يساري "حتى النخاع" فكريا و سياسيا..
مشكله الناس انهم يعتقدون اننا نطالب بالحريات من باب "الصياعه" فهم يجهلون هذه الامور بسبب فطرتهم الدينيه و سياسه الغاء الآخر.. يعتقدون انهم دائما على صواب بسبب فكرهم الرباني.. ولو اني اؤمن ان الاسلام سعى لنشر العلم الا اني اؤمن ان الدين لا يجتمع مع الحضاره المدنيه سياسيا و من واجب هذا المجتمع ان يكفل حريه جميع الاديان و الالحاد..
لطالما قرآت مقالاتكم فكتاباتكم افضل من رائعه،،
تقبل مروري :)
ولا تزرعنا طال عمرك :p

٢٣/٦/٠٩ ١٤:٢٨  
Blogger blacklight said...

عزيزي sologa
بإنتظار ملاحظاتك :)

غاليتي آيا
شكرا وأتمنى أن يعجبك
الجزء الثاني

عزيزي بو شهاب
وجود الدين نفسه ليس المشكله وإلا لما تطورت العلوم بالدوله العباسيه لكن المشكله الحقيقيه بوجود الإنغلاق الديني الأصولي الذي لن يتوقف الا بنظام علماني . اما الحريات آن الاوان للمجتمع الكويتي أن يلغي مصطلح الصياعه والإنحلال عندما يرى الآخرين الذي يمارسون نمط حياة لا يناسب الدين الإسلامي. موضوع حلال حرام يجب يطبقه المرأ على نفسه لا تطبقه الدوله علينا وتصبح وصيا

٢٣/٦/٠٩ ١٥:٤٤  
Blogger حسين said...

اي والله ليش المتخلفين يخافون من كلمة الحرية ؟؟
الحرية بالنسبة لهم اهي الدعارة و الفجور و الفسق!!

المشكلة في عقولهم.. عقول الجهل و الظلام

٢٩/٦/٠٩ ١٢:٣٧  

إرسال تعليق

<< Home