٢٠١١/٠٤/٢٦

وفاة المفكر خلدون النقيب


الكويت تخسر عقلاَ نيراَ آخر .. وتطفئ شمعة أنارت عقولا واجيال ..
تعازي الحارة لأسرة الفقيد الغالي .. ولكل عقل منير بالكويت ولكل من عرف واحب الدكتور خلدون

٢٠١١/٠٢/١٢

إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر


تحية للشعب المصري ولثوار ميدان التحرير.. صمودهم واصرارهم النابع من قمع وقهر وظلم وجوع واحباط دام اكثر من 30 عاماً
وأخيراً دكتاتور جبار يسقط.. فعربة البوعزيزي البسيطة مازالت مندفعة والحصيلة حتى الان دكتاتورين.. الي بعدوااااااااا

٢٠١١/٠١/٣٠

ثورة مصر


متابعة بشغف بالغ لما يحدث بمصر.. سعيدة بهذا التحرك الهائل الذي اشعلته ثورة تونس.. ما يحدث الان يختلف عن ما حدث في تونس لعدة اعتبارات ان التحرك الذي يقوده الشباب والمثقفين دوما لم يهدأ منذ سنين وتوالت التحركات كحركة كفاية وايضا حركة 6 من ابريل التي قادتها فتاة من الفيسبوك وغيرها من الاعتصامات كالذي حدث امام نادي القضاة وغيرها الكثير الكثير.. اي ان هذا الرفض وهذا التحرك لم يكن وليد اللحظة كثورة تونس.. لكن تأثير ثورة تونس كان كبيراً على انتفاضة مصر فقد اوحت للمواطن العادي الذي يتجنب بطش البوليس وتعذيبه وانتهاكاته الخطيرة واللا انسانية بظل قانون الطوارئ المعلن منذ عقود والذي يبيح للشرطة اعتقال اي شخص وتحت اي ظرف دون اي حق له بالاعتراض او اللجوء للقضاء لانصافه!! ثورة تونس اوضحت للمواطن العادي ان الثورات تسقط الطغاة فحققت هذه الثورة التي اقامها شباب متحمس مالم تحققه سابقاتها بل وتعدت القاهرة والاسكندرية الى عدت مدن ومحافظات ووصلت لصعيد مصر وهذا مالم يحدث من قبل وسقط العشرات وجرح الآلاف..
ورغم حجم الكارثة استهان حسني مبارك بالثورة الشعبية ولذلك تفاقمت بسرعة جنونية فاعلن انه سيخطب بالشعب.. ولكن خطبته المغرورة والفارغة والتي انهاها بتغيير الحكومة اي رمي الخطأ على رئيس الحكومة فجرت الوضع اكثر.. وبعد ذلك بدأ السيناريو الاخبث في الموضوع حين قام بسحب قوات الامن ومنع الدفاع المدني والمطافي من اطفاء اي حريق او تقديم اي معونة منذ 3 ايام وتم فتح السجون واخراج المسجلين خطر بالاضافة لبلطجيتهم الخاصين والذين يستعان بهم وقت الانتخابات وخلافة وتزويدهم باسلحة ورميهم بالشوارع للسلب والنهب وترويع الناس.. يفعلون ذلك بسيارات الشرطة وباسلحتها .. وبعد انكشافهم ادعت الشرطة انهم نهبوها!! ونرى هنا تكرار السيناريو التونسي بحذافيره.. يريد ان يوهم الشعب بانني انا من احقق الامن وهذه بروفة لما سيحدث من بعدي!!
اي حاكم معتوه يفعل ذلك برعيته.. يبدو لي انه يريد تدمير البلد قبل هروبه
قلوبنا مع الشعب المصري ونشد على ايديهم هذه فرصتكم ان ضاعت فسيجثم هذا المعتوة وابنه واتباعه على قلوبكم عقودا اخرى يمتصون بها دمائكم ويهتكون كراماتكم واعراضكم

٢٠١١/٠١/١١

لكل من وقف ضد استجواب الكرامة.. هل انتم راضون الآن؟

أنا مازلت تحت تأثير الصدمة.. تحت تأثير القهر.. والله رغم ان دمعتي عزيزة جدا الا اني بكيت بكيت بحرقة.. بكيت على الكويت بكيت على حالنا ككويتيين بكيت على ابن بلدي الذي عذب واغتصب وقتل فقط لانه ادخل كرتونين مشروب.. الى هذا الحال وصلنا هذه رسالة صريحة موجهه لكل من هلل مع هذه الحكومة القمعية الفاسدة.. دمروا البلد.. بعد ان كنا في مقدمة دول المنطقة اصبح حالنا كحال مصر والسودان والعراق .. فساد وصل لبطون ابناءنا اكلونا لحوم فاسدة.. ضربونا بالمطاعات .. سجنوا من تكلم فقط تكلم وانتقدهم.. واليوم يعذبوننا ويدخلون العصي ويهتكون عرضنا.. لهذا الحال وصلنا هذه الحكومة هتكت عرض الكويت والكويتيين ممثلة بما فعلته بمحمد المطيري.. كويتي ينقل للمستشفى مكبل اليديد معذب بقسوة محروق ومهتوك العرض وبرازه يغطيه.. لكل من انتقد الا الدستور واستجواب الكرامة تخيلوا المنظر للحظات .. تخيلوا لو محمد اخ لك او ابن عم او صديق او جار.. هل سترضونها وتصفقون مع هذه الحكومة البوليسية.. ما الفرق بينهم وبين على كيماوي ووطبان وحتى صدام حسين بالله عليكم اخبروني مالفرق؟

قلتها بعد احداث الصليبيخات وقبل الاستجواب سيبكي كل من يقف ضد هذا الاستجواب وسيقول قتلت يوم قتل الثور الابيض.. نواب بحصانة ضربوا.. فكيف بالمواطنين العزل .. والسندان احد ضحايا ندوة الحربش اجرى قبل ايام عملية شديدة الخطورة في المانيا بعموده الفقري وهناك انباء عن احتمالية اصابته بالشلل.. بسبب مطاعات الحكومة الظالمة وفي بيان الصحافون الخمسة يقولون الرصيف طقة!!! يكذبون في زمن التكنولوجيا بكل بجاحة.. واليوم يصدرون بيانا جديدا يكذبون فيه للمرة الثانية بانه مصاب بالمطاردة ومقاومته للامن بعصا!! المطيري اعتقل يوم 8 يناير وقتل اليوم 11 يناير.. المطيري قتل بعصاكم التي هتكتوا بها عرضه.. وتصريحهم يدل على ان التقرير الطبي سيزور!!

لا ادري ماذا اقول لكن دم المطيري برقبة ال 25 نائب اللذين قبضوا وربضوا على حرياتنا وبلدنا وارواحنا.. وجددوا عهد الفساد..

٢٠١١/٠١/٠٩

المستقبل الفكري للأجيال الكويتيه القادمه

مقدمه
أود أن أوضح انني مؤمن ايمانا تاما بالحريات العامه بكل المجالات سواء كانت سياسيه ؛ فكريه ؛ اجتماعيه أو غيرها . إنطلاقا من هذا المبدأ أتخذ مواقفي وأقول آرائي . لا ادعي انني أملك الحقيقه المطلقه وأكره أن اظهر بصورة المتفلسف الذي يهرف بما لا يعرف . عقلي يعارض تماما ما يفرضه المجتمع العربي من ثوابت وعادات ليس لأني أجد المعارضه تنفيسا أو ترفيها بل لأن تلك الثوابت والعادات ليست سوى موروثا فكريا لا يتناسب مع تنشئتي الفكريه التي علمتني أن المنطق والحقيقه هما مفاهيم نسبيه لن تصل الى مرحلة الكمال مهما حاولت محاكاته. تلك المفاهيم لن تصل الى الناس عن طريق ثوابت وعادات متوارثه بل عن طريق قيم فكريه قياسيه تراعي وتحترم عقولهم .أن البيئه الفكريه التي أتكلم عنها في هذا المقال هي بيئه محليه كويتيه بحته نشهد تلوثها يوما بعد يوم دون حراك . ما سأذكره بالسطور القادمه هو فحوى واقع أتعايش معه وليس دراسه موثقه بالأرقام والحقائق فأتمنى قدر الإمكان أن يفكر قارئي الكريم بالفكره التي سأستعرضها قبل أن يستنكرها ويربطها بالواقع كما يراه هو .

القضيه الأولى هل زاد التطور الإنفتاح في زمن تكنولوجيا الإتصالات أم زادت الرجعيه والإنغلاق؟
في أكثر من مكان ومناسبه يفاجئني الكويتيون الذين يكونون بالأربعينات أو بداية الخمسينات من العمر بمقدار الإنفتاح الفكري الذي يملكون على الرغم انهم جيل لم يفتح عينيه على تطور تكنولوجيا الإتصال من انترنت وقنوات فضائيه وغيرها مقارنة بالأجيال اللاحقه . وبالمناسبه عدم تشبث العديد منهم بتكنولوجيا الإتصال لا يعني بالضروره انهم متخلفين أو غير متطورين عنها فالإهتمام بالشيء من وجهة نظري الشخصيه لدرجة تصنيفه كهوايه نظاميه يبدأ عاده من المراهقه أو بداية العشرينات . نعم هناك العديد لاهم لهم سوى اتباع أحدث الصرعات لذلك نجد هوايتهم تجدد سنويا مع تجدد تلك الصرعات وبالمناسبه هذه الفئه التي كانت شاذه سابقا هي الفئه السائده اليوم من شباب الجيل الحالي الذين بدلا من أن يستغلوا التكنولوجيا بالإبداع الفكري استغلوها في نشر التفاهه والسطحيه .أبسط مثال على ذلك انظروا الى آراء واهتمامات الشباب الكويتي في الشبكات الإجتماعيه الإنترنتيه مثل برامج "فيس بوك" و "تويتر" وغيرها تجدونها أما ؛ سطحيه محورها صرعه (هبه) تافهه جديده ؛محليه قح كنقاش آخر الاحداث السياسيه أو سمجه أصوليه مثل "سبام" الأدعيه والمواعظ الدينيه الذي ينشره البعض بإختصار أحس غالبا أنه لا يوجد وراء هذه الآراء أو الأفكار عقول مميزه تتمتع بالإستقلاليه. كانت للجيل السابق اراده ورؤيه فرض فيها حريته الفكريه والإجتماعيه رغم انه عاش بظروف أشد انغلاقيه خلال فترة مراهقته فالإعلام والتعليم على وقتهم كان ومازال خاضعا للسيطره الأصوليه ولم تكن هناك بدائل اعلاميه أخرى مثل الإنترنت والفضائيات رغم ذلك لم تستسلم ارادة هؤلاء لتلك الظروف ووقفوا بوجه كل العقبات على أرضيه ثابته قوامها مبادئ فكريه صحيحه لا تجامل ولا تعرف التنازل . هؤلاء كانوا يدركون انهم شباب ويمثلون الشباب لذلك كان كفاحهم يهدف أن يسترجعوا الحريه التي تمتع بها آباؤهم سابقا واغتصبتها الغمامه الإسلاميه بشقيها الإخواني والوهابي المستوردتين من الخارج لاحقا.

القضيه الثانيه لماذا يهمل المثقفين والإعلاميين الحريات وقضاياها على الرغم انهم أحوج الناس اليها ؟.
من مظاهر الخنوع الإجتماعي للتيار الإسلاموقبلي اختفاء الأصوات المطالبه بالحريات الإجتماعيه من ممثلي الجهات والمؤسسات التي يفترض ان تكون الحريه الشخصيه من مقوماتها.لسوء حظي شاهدت قبل فتره مقابله في تلفزيون محلي اثارت غثياني لن أذكر اسم المحطه أو البرنامج لأني لا أحب ان يوجه نقدي للأشخاص بل لأفكارهم . كل ما أستطيع قوله ان حضور المقابله كان دكتوره مظهرها وتاريخها لهما علاقه بالحريات ؛مخلوقه تحمل شهادة الدكتوراه تنتمي الى زمن يثرب بن يشجب تستحق ان تعيش في كهف كي لا يصيبها هي واسرتها ما تراه انحلالا ومقدمة برامج لا علاقة لها لا فكريا ولا ثقافيا بالإعلام .لم اتفجأ لا بالمقدمه ولا بالمخلوقه الأخرى تفاجأت صراحه من الدكتوره المثقفه التي عودتنا سابقا بالتسعينات على التمرد والجرأه بإسم الحريه كيف قلت حدة طرحها وتنازلت عن فكرها كي لا تصبح شاذه امام الشذوذ الحقيقي الذي ان لم تنصاع له فأنها لن تسلم من ألسنة الهمج الذين ابتلى فيهم الإعلام المرئي والمسموع. فعلا وضع الحريات والمثقفين محرج بالبلد رابطة أدباء تساند الرقابه على الكتب ؛ كتاب الجرائد الليبراليين ينعدون على الأصابع وأعمارهم لا تقل عن الخمسين ؛ الإعلام أصبح إعلاما محجبا منقبا يصلي ويصوم يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر والمثقفين استنزفوا طاقتهم بالتنظير الهدام بين أنفسهم بدلا من ان يستغلوها في نشر تنويرهم الفكري.

القضيه الثالثه ماهو المستقبل الفكري للاجيال الكويتيه القادمه؟
حين نتكلم عن المستقبل هناك واقع مخيف علينا الإعتراف فيه وهو أن العالم باكلمه يعيش تدهورا شاملا في كل المجالات على الرغم ان عجلة التطور مستمره في الدوران . ان البشرية رغم أنها تتغير بدرجات متباينه يوما بعد يوم لكنها تبقى بالنهايه متجهة الى الهلاك ببطئ .هذا شيء طبيعي سواء اخذناه من وجهة النظر الدينيه التي تتنبأ بهلاك معين قبل الآخره أو القواعد الكونيه التي تتحكم بكل العوالم بما فيها عالمنا الأرضي بكل مكوناته العضويه والغير عضويه تلك القواعد هي اتزان كوني قد يكون قاسيا أحيانا خصوصا حين يصل الى مرحلة الإباده الجماعيه التي نراها في الحروب والكوارث الطبيعيه .من أهم القواعد الكونيه قاعده البقاء والتنافس كي يبقى الأفضل والأصلح مسيطرا متحكما . تلك القاعده هي سبب الفساد والماديه المستشريان بالعالم ككل . زمن العطاء البشري النبيل قد ولى وهذه ازمه اخلاقيه لا توجد أي منظومه قادره على حلها سواء كانت عقائديه أو أيدولوجيه .حين نتحدث عن الحاله المثاليه في عالم سلمي بلا حروب نجد أن البشر يزدادون والموارد الأرضيه تقل هناك أقوياء يستغلون هذه المعادله الطبيعيه لزيادة قوتهم ونفوذهم . جودة السلع ؛ الخدمات ؛ الإعلام ؛ الفكر ؛ التعليم ؛ السكن وكل شيء مرتبط بجسد وعقل الإنسان يخضع للسيطره الشامله لهؤلاء الأقوياء الذين هم بدورهم أيضا يتنافسون على البقاء . كلمة المسيح تعني المخلص ولهواة أفلام وروايات
حقبة نهاية العالم نجد غالبا تصورا أدبيا لبطل يخلص البشريه من عذابها المحتوم هذا التصور الأدبي للبطل مستوحى من فكرة مسيح الديانه المسيحيه النبي عيسى الذي يعتبر نموذجا دينيا يعبر عن الخلاص الموعود للبشر من عذابهم المحتوم. الأدب ؛ الدين ؛العلم والكون حتى وان اختلفوا بالتفاصيل إلا انهم اتفقوا على نفس النهايه . كي لا اطيل اكثر بهذه النقطه الفلسفيه أكتفي بالقول أن هذه الأجيال بما أنها مقبله على أوقات متعسره حياتيا مقارنة فينا اذن نتوقع ان استمرت مجتمعاتنا على ماهي عليه فكريا ستصبح هذه الأجيال أجيالا أصوليه بإمتياز تنتظر خلاصها من عذاب الدنيا . الكهنوتيه والأصوليه ينتشران مع الفقر هذه حقيقه ثابته . هناك بعض من يعارضني ويقول ان الاصوليه تنتشر اليوم بإسم البترودولار لذلك ستختفي حين يختفي أرد عليه وأقول حين يختفي البترودولار فإن شعوب البترودولار ستعيش متطلعه ليوم فنائها فهذا الفناء هو الخلاص بنظرها فالمبالغه بالتدين الى حد الكهونتيه الذي نراه ينتشر بين الاهل والأصدقاء ليس سوى اداة تحث الإنسان على ازدراء الحياة وتقليل اهميتها .
ختاما
ان هذه دعوه صريحه للتفكير بغرس قيم بناءه حضاريه لأبناء الجيل القادم ليدركوا أن البشريه على الرغم انها فانيه ومتجه الى الهلاك إلا ان وجودنا فيها هو نعمه يجب أن نوظفها في تقديم الأفضل والانبل بغض النظر عن وضعنا الإقتصادي الذي لن يدوم رخيا كما هو .ان الأصوليه ليست سوى تحنيطا جسديا وفكريا للإنسان تدفعه للتطلع الى لحظة فناءه مستغلة أن تحقيق السعاده هو امر صعب ويزداد صعوبة يوما بعد يوم.واجبنا كتنويريين ان نأخذ بيد هذه الأجيال ونشجعها بكل ما اوتينا من مقدره على التمدن الحضاري كي تكون فكريا مؤهله لتتحمل كل الصعوبات والعقبات القادمه .

٢٠١٠/١٢/٢٨

يا أستاذ حسن

كتب الكاتب حسن العيسى مقاله بجريدة الجريده وبما انه قد تم الطلب مني مسبقا بان اقرأ ما يقول ورددت انني قادر على التفنيد لذلك قررت اليوم أن أفي بتعهدي .

أبتدئ المقال بمقدمه موجه للأستاذ حسن شخصيا:
الأستاذ حسن العيسى مشكلتك انك تكتب بكيان صحافي حزبي تابع للتيار التحالف الوطني لذلك فمن الطبيعي انك قد تأثرت فيهم فكريا ومنهجيا .لاطالما عهدتك كاتبا ليبراليا متزنا في طرحك وما كتبت اليوم لا يعكس ذلك اطلاقا . ما يثير استهجاني واستنكاري انني لم اقرأ لك يوما من الايام مقالا بهذه الدرجه من الحده والنديه ضد الإسلاميين خصومنا التقليديين الذين لم يسبق لك وصفهم بهذه الطريقه التي وصفت بها رفاق دربك الليبراليين اليوم. أرأيت كل هذه الشراسه في طرحك اليوم ؟ هذا هو سبب تخلفنا وعدم قدرتنا على مواجهة خصومنا بأي مبادرات لذلك لا تلوم أي ليبراليين يؤيدون الحكومه اليوم او غدا سواء كانوا اصدقائك المقربين ام غيرهم.

هذه النقاط هي ردي على ماذكره حسن العيسى في مقاله الأخير:

1- عقلية النظام الباينري ان لم تكن معي فانت ضدي التي انتهجها الأستاذ حسن حين عمم وجعل كل الليبراليين مؤيدين للسلطه لمجرد انهم لم يصطفوا مع الجموع التي اصطف معها.

2- اتهامات العنصريه القبيحه التي يلقيها على كل من يعارض المعارضه . يا استاذ حسن انا أعارضهم لكن لا أكره البدو ولا تدري قد اكون انا بدويا وحتى ان لم اكن كذلك انا شخص يهمني الهويه الفكريه للآخرين وليس الإجتماعيه . معظم ليبراليين الكويت من الحضر ومعظم الإسلاميين من البدو هذا واقع لا أظن انك تنكره وهو ليس تنقيصا من قدر الليبراليين البدو على العكس هو وسام شرف على صدورهم لأنهم قد تحدوا البيئه الإنغلاقيه التي تتميز فيها فئتهم الإجتماعيه وغلبوا القناعه الفكريه على الإنتماء الإجتماعي .أنت بهذا الطرح السام تسيئ الى هؤلاء وتحثهم لا اراديا على التخلي عن هذه القناعه لأنه ما تقوله ليس سوى هدما لأساسات البيت الليبرالي الصغير .

3- يقول الأستاذ حسن أن الحكومه تناقض الليبراليه والديموقراطيه ارد وأقول تصحيح الحكومه لا تناقضهم بل تجهلهم.الأهم من ذلك هل التيار الإسلاموقبلي المعارض له علاقه بالليبراليه أو الديموقراطيه ؟ وهل هناك تيار ليبرالي حكومي رسمي اصلا كي تاتي وتلقي عليه تهمة الموالاة ؟ان اصبحنا تيارا رسميا ولنا إعلام مؤيد للحكومه من جرائد وقنوات تلفزيونيه حينئذ اكتب ما تشاء ضدنا .

4- يكرر الأستاذ حسن كلمة ثقافه كنايه عن ما يصنفها فوقيه وتعالي من الليبراليين يا أستاذ حسن هل تريدنا ان نكتب بالعامي كي تتوقف عن اتهامنا بالتعالي ثقافيا؟هل تريدنا ان ندعو الى الوصايه والأنغلاق كي ننزع عن انفسنا اتهامات احتكار الحريه ؟ هل تريدنا ان نطالب بإسقاط القروض وهدر المال العام كي لا تصفنا بالفوقيه ؟ مشكلة حسن العيسى مطابقه تماما لكل من يحمل هذه الأفكار وهي عدم قدرتهم على مواجهة انفسهم قبل مواجهة الآخرين ففاقد الحجه لا يملك سوى التهجم الشخصي على الآخرين المختلفين عنه.

5- يقول الاستاذ حسن في مقاله ان التنميه لا تعني الإنشاءات وثقافة الإستهلاك في المقابل نسأله اذا معارضتكم يا أستاذ تستند على ماذا ؟ الحكومه في نظركم كأنها المسلم الذي لن ترضى عنه اليهود والنصارى . ان تركت البلد بلا مشاريع قلتم عجلة التنميه معطله ؛ ان مضت بالمشاريع قلتم المناقصات فساد . ان أنشأوا او قدموا شيئا تقولون بئس ثقافة الإستهلاك التي شجعتها الحكومه . حسنا يا استاذ حسن هل تملك أنت وتيارك السياسي الشجاعه الأدبيه كي تشرعوا تشريعات مناهضه لثقافة الإستهلاك ؟ والسؤال الأهم منه هل النصف المملوء من الكأس الذي تتبجح فيه سيرضى بذلك؟

6- يقول الأستاذ حسن مخطئ من يهاجم المجلس ويقول أنه لا يمثل الامه بأسرها عذرا أختلف معك المجلس رغم انه دستوريا يمثل الامه بأسرها إلا انه واقعيا ليس كذلك وهذا الكلام ليس بالضروره ان يقوله لك ليبرالي مثقف عنصري بل حتى رجل الشارع وان لم تصدقني اذهب الى الناس واسألهم عن رأيهم في المجلس نازعا عنك أحكامك المسبقه على عقول الآخرين مثل تقليعة جويهلية الحضر واتهام الحكومه انها قد غسلت دماغ الرأي العام عن طريق سكوب والدار فمن غسل دماغه هو انت ومن يشاركك هذه الأفكار والفضل يرجع لتيار التدليس والكذب الذي يسمي نفسه وطنيا. المجلس بسبب انحرافه الشديد عن مسار الديموقراطيه لأسباب انت تعرفها وعايشتها قبلنا قد فقد مكانته التشريعيه امام العديد من المواطنين وأنا اولهم والسبب ليس بالضروره انتماءاتي الأيدولوجيه أو الإجتماعيه كما يسوق جماعة "إلا الدستور" فالادبيات الليبراليه التي قد علمتنا ان الديموقراطيه ليست سوى احدى ثمار بذور التنوير اليساري تعطي المجال لليمين ايضا كي يقول رأيه ويشرع وفق فكره الذي نختلف معه لكن هناك أعمده ودعامات مقدسه للديموقراطيه لا تمس لا من اليمين ولا اليسار .عدم ادراك الليبراليين مثل حسن العيسى لحقيقة الديموقراطيه هو أول سقوط لهم في اختبار المبادئ التي يحاولون اتهام غيرهم بنقضها .

7- يتسائل الأستاذ حسن هل قدمت الحكومه مشروعا ثقافيا ليس دفاعا عنها فالحكومه فكريا ليست سوى هلام لكن الإجابه نعم اقرأ خطة التنميه يوجد توجه لدعم الثقافه البشريه والفنون لكن نصف كأسك المملوء لن يترك الامور دون أسلمه وصايه ورقابه .

8- مشكلة الأستاذ حسن العيسى انه مصر أنه الحكومه لها موقف فكري أيدولوجي يا أستاذ حسن ملينا ومل الناس من كلامنا المكرر حين نقول ان الحكومه تقيس على المصلحه والماده .هجمتها على المزدوجين سببها ما تراه هدر مالي ؛ ازالتها للدواوين ردة فعل على قانون التعديات الذي ترجمته على انه تحرش على تعديات المتنفذين . نفس الشيء بالنسبه للصراع الفكري الإسلامي الليبرالي هي ستؤيد أي طرف ارضاءا لمصلحتها . ستسحب جنسية هذا سترفض دخول ذاك للتكسب الوقتي . لو كنت أتعشم من الحكومه صون الفكر الليبرالي لأصبحت اكبر موالي لها .الحكومه تفكر ماديا وليس معنويا لذلك هي لا ولن يهمها ان انتهكت فكرا او مبدآ .

ختاما يؤسفني ان ليبراليين الكويت بعد هذه الأحداث سيصبحون أضعف حالا من حالتهم الضعيفه أصلا .وهذا طبيعي فهم لا يريدون مواجهة مشكلتهم الازليه التي تتمثل عدم تحديد الأهداف الفكريه او تعريفها بالتالي لا ولن يوجد منهج سياسي يتفقون عليه.

٢٠١٠/١٢/٢٦

لا كرامة بلا وطن

من غير مقدمات أود أن أوجه كلاما لكل من يدعي ويقول كرامة النواب من كرامتنا لذلك يجب أن نؤيد الإستجواب والمعارضه. لهؤلاء أقول أن النواب الذين لا يلتزمون بقانون قد شرعوه وتراخوا عن تعديله لأنهم قد انشغلوا في انتهاك حقوقنا وحرياتنا هم من وضع نفسه في موضع المتعدي على القانون ومن يتعدى على القانون يتعدى على الوطن ومن يتعدى على الوطن لا يمتلك كرامة أصلا كي تمتهن . الكرامه الحقيقه التي لا يمكن السكوت عن امتهانها هي كرامة أبناء بلدنا الذين تم شتمهم ونعتهم بالكلاب وسط تصفيق وتهليل من جمهور لا يعرف سوى لغة الشتم والبذاءه . الكرامه هي كرامة الأمن العام كممثل لسلطه مدنيه الذي لا ولن نرضى أن يشتم ويهان حين يؤدي عمله . الكرامه هي كرامة الدستور وحقوق المواطنين التي انتهكها المشرع الذي لا يحترم لا الدستور ولا الديموقراطيه .

بالكويت توجد العديد من القوانين التي يعترف أهل القانون انفسهم انها بحاجه الى تغيير هذا لا ييرر أبدا مشروعية اختراقها تبعا لمنطق التذاكي أو المزايده على الحريه . كسر القانون وان كان غير دستوري أو منتهكا لأي قيم أو تحديه ليس حريه بل همجيه لا يبررها سوى أصحاب العقول المريضه من المعارضين الذين دفعهم حقدهم على السلطه التنفيذيه الى التعدي على الحق العام . أنا أقول لهؤلاء ان كنتم تحبون التذاكي لماذا لا تمارسونه في مطارات دول الحريه التي تمارس عليكم اجراءات تفتيش وتدقيق متعسفه فقط لأنكم عرب .اذهبوا الى الامريكان واعترضوا على اجراءاتهم مطاراتهم متحججين بحقوق الانسان والحريات العامه كي يردوا عليكم بزجكم في معتقل غوانتنامو. وعلى ذكر الامريكان هناك حين يتم اعتقال أي شخص يتم اعلامه ان له الحق بالسكوت لأنه كل ما يقوله ممكن وسيستخدم ضده في المحكمه. نفس الشيء تماما موجود بالكويت ومعظم الدول الأمن جهاز تنفيذي مسؤوليته تنفيذ القانون لو كان هناك تعسف قصور أو ممارسه سيئه فحق التقاضي مكفول .

نقطه أخرى مهمه يدعي المعارضين ان الحكومه عن طريق الإعلام الداعم لها ونشطائها السياسيين تستخدم لغه بذيئه وهنا في الحقيقه نحن نتسائل ونرد على هؤلاء ونقول أنتم أيضا تستخدمون ملافظ خاليه من اللباقه على شاكلة انبطاحيين ؛ حيتان ؛ إعلام فاسد ؛ مرتشين ؛ معدومي ذمه وغيرها من الملافظ التي سواء اتفقنا أو اختلفنا على بذاءتها لا نملك التحكم بها في زمن تطور الإتصالات الذي نعيشه .

لقد سئمت من المعارضين وطروحاتهم الممله التي حفظناها عن ظهر قلب فهم من أول ما عهدناهم لا فكره لديهم يسوقونها غير معارضة الحكومه وتحقير كل من يؤيدها.وعلى ذكر الماضي قد اعترضت من قبل على الدوائر الخمس ليس من الناحيه الفنيه أو التنظيميه بل لأنها فكريا لم تكن سوى أيدولوجيه متعجرفه اعتنقها الوطنيون كما يعتنق الوثنيون الأصنام تلك الأيدولوجيه هي التي جعلت الأصولي ؛ القبلي والطائفي بطلا لمجرد انه قد رفع راية المعارضه وقد حذرنا من عواقب ذلك مرارا وتكرارا والكلام موجه لكاتبنا الكبير بو راكان وكيف أخذه الحماس وغفل عن من كان واضحا انه يريد استغلال الغشاوة البرتقاليه في تلك الفتره. في المقابل سئمت أيضا من الحكومه التي تتدخل في التشريع حين تجند نوابا لا هدف لهم في البرلمان إلا التكلم بإسمها والوقوف معها حين يتم مساءلتها . لا الحكومه ولا المعارضين يحبون اللعب النظيف فالفوز هو الغايه التي ينشدون وهم لا يدركون انهم بذلك يدمرون بلدا ومواطنين لا ناقة لهم ولا جمل بصراع السياسه.

لا أخفي عليكم اعزائي القراء قلقي على بلدي فأنا اتسائل ماهو مستقبل بلد يضع أجياله القادمه امام خيارين متطرفين اما المعارضه التي لا تحترم إلا نفسها أو الولاء الأعمى الذي تبثه الحكومه بشكل بائس عبر إعلامها . انا متيقن ان كلا الطرفين مخطأ لكن أيهما أخطر طرف خطأه تنظيمي يعادي مبادئ توزيع الثروه والمال العام أم طرف خطأه فكري معادي لمبادئ المدنيه والحريه؟ المال العام ممكن تعويضه الإهمال الإداري ممكن اصلاحه ؛ التنميه من الممكن تحريك مياهها الراكده لذلك أنا لا اتفق مع من يدعي ان هذا كفيل بتدمير الوطن أو أن يكون مسوغا للمعارضه فكل هذه الأمور تخضع لتقدير نظامنا الديموقراطي ونزاهة أصحاب الشأن كل في اختصاصه وفي مجاله . ما يدمر الوطن هو الأصوليه ؛ القبليه ؛ الطائفيه وكل ما يمثلها من مشرعين وعقول لا أمل يرجى من صلاحها تدعمها للأسف عقول الأحباء والاصدقاء الذين تخبطوا لدرجة أنهم باتوا لا يفرقون بين الأساسيات والفرعيات. ان الجيل القادم لن يكره بلده بسبب فصل دراسي مكتظ أو مستشفى قديم أو وظيفه هامشيه بل سيكرهه ان تم شحنه فكريا بالكراهيه تجاه أي عقل آخر لا يفكر مثله تلك السلبيه تمثلها المعارضه التي لا تتوانى عن هدم مقومات الدوله من اجل مصالحها .
حين فتحت الجرائد اليوم رأيت مؤشرات لا تسر إطلاقا . الحكومه تحاول تسويق الولاء عن طريق الموعظه الدينيه ؛ اقحام القبائل بالصراع السياسي ؛ عشرات من التيارات السياسيه الجديده تعلن عن ولادتها كل منها يدعي امتلاك الحقيقه كما فعل السابقون وسيفعل اللاحقون .

في الختام أقول انا على المستوى الشخصي لا يهمني الإستجواب القادم ولا توابعه وهذا رأيي في كل الإستجوابات والمعارك السياسيه السابق منها واللاحق فأنا مواطن أؤمن تماما أن المشرعين لا يمثلونني لأنهم لا علاقة لهم بالديموقراطيه وفي الطرف الآخر نجد أيضا المنفذين غير قادرين على التعامل مع جهل المشرعين بإحترافيه تحفظ أساسات النظام الديموقراطي .رغم هذا كله أرفض أن اكون كمواطن كبش فداء لصراعاتهم السياسيه . وأرفض أيضا اقصائية المعارضين القبيحه الذين يظنون انهم قادرون على اقناع العموم بالتدليس والدجل تحت راية الكرامه أو الحريه . ان المعارضين لم يكتفوا بازدرائهم الديموقراطيه والمدنيه بل تجاوزوا حدودهم وتحدوا الدوله والدوله لن تقف مكتوفة اليدين أمام هذا التحدي وان ردت سيكون الرد قاسيا وسندفع نحن الثمن كما دفعناه من قبل.