٢٠١٠/١٢/٢٦

لا كرامة بلا وطن

من غير مقدمات أود أن أوجه كلاما لكل من يدعي ويقول كرامة النواب من كرامتنا لذلك يجب أن نؤيد الإستجواب والمعارضه. لهؤلاء أقول أن النواب الذين لا يلتزمون بقانون قد شرعوه وتراخوا عن تعديله لأنهم قد انشغلوا في انتهاك حقوقنا وحرياتنا هم من وضع نفسه في موضع المتعدي على القانون ومن يتعدى على القانون يتعدى على الوطن ومن يتعدى على الوطن لا يمتلك كرامة أصلا كي تمتهن . الكرامه الحقيقه التي لا يمكن السكوت عن امتهانها هي كرامة أبناء بلدنا الذين تم شتمهم ونعتهم بالكلاب وسط تصفيق وتهليل من جمهور لا يعرف سوى لغة الشتم والبذاءه . الكرامه هي كرامة الأمن العام كممثل لسلطه مدنيه الذي لا ولن نرضى أن يشتم ويهان حين يؤدي عمله . الكرامه هي كرامة الدستور وحقوق المواطنين التي انتهكها المشرع الذي لا يحترم لا الدستور ولا الديموقراطيه .

بالكويت توجد العديد من القوانين التي يعترف أهل القانون انفسهم انها بحاجه الى تغيير هذا لا ييرر أبدا مشروعية اختراقها تبعا لمنطق التذاكي أو المزايده على الحريه . كسر القانون وان كان غير دستوري أو منتهكا لأي قيم أو تحديه ليس حريه بل همجيه لا يبررها سوى أصحاب العقول المريضه من المعارضين الذين دفعهم حقدهم على السلطه التنفيذيه الى التعدي على الحق العام . أنا أقول لهؤلاء ان كنتم تحبون التذاكي لماذا لا تمارسونه في مطارات دول الحريه التي تمارس عليكم اجراءات تفتيش وتدقيق متعسفه فقط لأنكم عرب .اذهبوا الى الامريكان واعترضوا على اجراءاتهم مطاراتهم متحججين بحقوق الانسان والحريات العامه كي يردوا عليكم بزجكم في معتقل غوانتنامو. وعلى ذكر الامريكان هناك حين يتم اعتقال أي شخص يتم اعلامه ان له الحق بالسكوت لأنه كل ما يقوله ممكن وسيستخدم ضده في المحكمه. نفس الشيء تماما موجود بالكويت ومعظم الدول الأمن جهاز تنفيذي مسؤوليته تنفيذ القانون لو كان هناك تعسف قصور أو ممارسه سيئه فحق التقاضي مكفول .

نقطه أخرى مهمه يدعي المعارضين ان الحكومه عن طريق الإعلام الداعم لها ونشطائها السياسيين تستخدم لغه بذيئه وهنا في الحقيقه نحن نتسائل ونرد على هؤلاء ونقول أنتم أيضا تستخدمون ملافظ خاليه من اللباقه على شاكلة انبطاحيين ؛ حيتان ؛ إعلام فاسد ؛ مرتشين ؛ معدومي ذمه وغيرها من الملافظ التي سواء اتفقنا أو اختلفنا على بذاءتها لا نملك التحكم بها في زمن تطور الإتصالات الذي نعيشه .

لقد سئمت من المعارضين وطروحاتهم الممله التي حفظناها عن ظهر قلب فهم من أول ما عهدناهم لا فكره لديهم يسوقونها غير معارضة الحكومه وتحقير كل من يؤيدها.وعلى ذكر الماضي قد اعترضت من قبل على الدوائر الخمس ليس من الناحيه الفنيه أو التنظيميه بل لأنها فكريا لم تكن سوى أيدولوجيه متعجرفه اعتنقها الوطنيون كما يعتنق الوثنيون الأصنام تلك الأيدولوجيه هي التي جعلت الأصولي ؛ القبلي والطائفي بطلا لمجرد انه قد رفع راية المعارضه وقد حذرنا من عواقب ذلك مرارا وتكرارا والكلام موجه لكاتبنا الكبير بو راكان وكيف أخذه الحماس وغفل عن من كان واضحا انه يريد استغلال الغشاوة البرتقاليه في تلك الفتره. في المقابل سئمت أيضا من الحكومه التي تتدخل في التشريع حين تجند نوابا لا هدف لهم في البرلمان إلا التكلم بإسمها والوقوف معها حين يتم مساءلتها . لا الحكومه ولا المعارضين يحبون اللعب النظيف فالفوز هو الغايه التي ينشدون وهم لا يدركون انهم بذلك يدمرون بلدا ومواطنين لا ناقة لهم ولا جمل بصراع السياسه.

لا أخفي عليكم اعزائي القراء قلقي على بلدي فأنا اتسائل ماهو مستقبل بلد يضع أجياله القادمه امام خيارين متطرفين اما المعارضه التي لا تحترم إلا نفسها أو الولاء الأعمى الذي تبثه الحكومه بشكل بائس عبر إعلامها . انا متيقن ان كلا الطرفين مخطأ لكن أيهما أخطر طرف خطأه تنظيمي يعادي مبادئ توزيع الثروه والمال العام أم طرف خطأه فكري معادي لمبادئ المدنيه والحريه؟ المال العام ممكن تعويضه الإهمال الإداري ممكن اصلاحه ؛ التنميه من الممكن تحريك مياهها الراكده لذلك أنا لا اتفق مع من يدعي ان هذا كفيل بتدمير الوطن أو أن يكون مسوغا للمعارضه فكل هذه الأمور تخضع لتقدير نظامنا الديموقراطي ونزاهة أصحاب الشأن كل في اختصاصه وفي مجاله . ما يدمر الوطن هو الأصوليه ؛ القبليه ؛ الطائفيه وكل ما يمثلها من مشرعين وعقول لا أمل يرجى من صلاحها تدعمها للأسف عقول الأحباء والاصدقاء الذين تخبطوا لدرجة أنهم باتوا لا يفرقون بين الأساسيات والفرعيات. ان الجيل القادم لن يكره بلده بسبب فصل دراسي مكتظ أو مستشفى قديم أو وظيفه هامشيه بل سيكرهه ان تم شحنه فكريا بالكراهيه تجاه أي عقل آخر لا يفكر مثله تلك السلبيه تمثلها المعارضه التي لا تتوانى عن هدم مقومات الدوله من اجل مصالحها .
حين فتحت الجرائد اليوم رأيت مؤشرات لا تسر إطلاقا . الحكومه تحاول تسويق الولاء عن طريق الموعظه الدينيه ؛ اقحام القبائل بالصراع السياسي ؛ عشرات من التيارات السياسيه الجديده تعلن عن ولادتها كل منها يدعي امتلاك الحقيقه كما فعل السابقون وسيفعل اللاحقون .

في الختام أقول انا على المستوى الشخصي لا يهمني الإستجواب القادم ولا توابعه وهذا رأيي في كل الإستجوابات والمعارك السياسيه السابق منها واللاحق فأنا مواطن أؤمن تماما أن المشرعين لا يمثلونني لأنهم لا علاقة لهم بالديموقراطيه وفي الطرف الآخر نجد أيضا المنفذين غير قادرين على التعامل مع جهل المشرعين بإحترافيه تحفظ أساسات النظام الديموقراطي .رغم هذا كله أرفض أن اكون كمواطن كبش فداء لصراعاتهم السياسيه . وأرفض أيضا اقصائية المعارضين القبيحه الذين يظنون انهم قادرون على اقناع العموم بالتدليس والدجل تحت راية الكرامه أو الحريه . ان المعارضين لم يكتفوا بازدرائهم الديموقراطيه والمدنيه بل تجاوزوا حدودهم وتحدوا الدوله والدوله لن تقف مكتوفة اليدين أمام هذا التحدي وان ردت سيكون الرد قاسيا وسندفع نحن الثمن كما دفعناه من قبل.


6 Comments:

Blogger عبدالله said...

يا اخي سو لك تويتر باسم المدونة، خلنا نتابع يديدك

كالعادة البوست يبرد الجبد ويطلع الي بالقلب كله وباتقان

استمر

٢٧/١٢/١٠ ٠٠:٢٠  
Blogger AyyA said...

عزيزي بلاكي
أوافقك علي كل ما ذكرت فيما عدا حملة نبيها خمسة. فالمقارنة هنا ظالمة. بل أنا أعتقد أن كل التداعيات اليوم ( و الخمال) أفرزتها حملة نبيها خمسة. حملة نبيها خمسة عزيزي بدأت في البلوغات و بعدين دخل فيها النواب و من ثم إستغلوها للتكسب الإنتخابي، و هذا ليس عيب بل هو تكتيك السياسيين. أي أنها بدأت برغبة شعبية و من ثم بدأ الشعب بالضغط علي النواب. عكس حملة إلا الدستور، فهذه الحملة بدأت بالنواب و الغايات شخصية ضيقة المدى حتى لو بدت غير ذلك و النواب هم من شيشوا الشعب ، و منهم مثل أسيل و الملا هم اليوم يستغلون الوضع للتكسب الإنتخابي.
شوف
لو الناس بدأت تضغط علي نفس النواب لتغيير مسارها و سن القوانين الداعية لحريات أكثر فكل الناس و بجميع إختلافاتها العرقية و القبلية و الطائفية سوف تسندهم، ساعتها ممكن أن أقارنهم بحملة نبيها خمسة. أما ما يحصل اليوم فهو التجييش من أجل مصالح شخصية ضيقة لا نعرف حتى الأن ما هي الغاية منها و تبدو لي أن نهايتها بالفعل مأساوية. و الشعب مأخوذ بالعاطفة و الحمية و ليس بالعقل، و هنا المشكلة.
تحياتي

٢٧/١٢/١٠ ٠٤:٢٨  
Blogger M said...

بلاكي
اوافقك الرأي بأن الواقع يمثل تكسب نيابي واضح من النواب بالأضافة الى ان الطرفين مخطأ لكن هناك ما هو ابعد من ذلك بهذه القضية.
انها صراع السلطة و المال و ضحياتها الشعب طبعا! لا جديد!!
لكن اللجوء الى الضرب امر مرفوض و له تآثير واضح على الشعب و اول الضحايا ما نشر يوم امس عن ضرب طالبة لأحد اساتذتها بالجامعة! مؤشر خطر فما هو الحل اذا؟

٢٧/١٢/١٠ ١١:١١  
Blogger blacklight said...

صباح الخير
عزيزي عبدالله
بالنسبه للفيس بوك والتويتر انا أستخدمهم بشكل شخصي. التيويتر للتواصل مع الأصدقاء بشكل عفوي ماله علاقه بالفكر أو السياسه . الفيس بوك نفس الشي تقريبا لكن أحيانا انسى نفسي وأتكلم مثل ما أتكلم بالمدونه. لكن فكرة وضع حساب بإسم المدونه في التويتر ممتازه على الأقل اللي يحب يقرى موادها راح توصله التحديثات.
سعيد لأنه البوست عجبك :)

عزيزتي آيا
ليست مقارنه ظالمه بل ذكر حقيقه نعيش نتائجها اليوم .البلوغات ليست منزهه وليس كل ما يصدر عنها انا ملزم فيه .من الأساس كنت ولازلت معترضا على الوطنيين ونظرتهم الإقصائيه للناس حتى المقربين لهم والدليل لاحظي كيف تحول علي الراشد بنظرهم من مبجل الى مجرم.تلك النظره وعقدة الحكومه والشيوخ هي الدينامو التي يحركهم . اختلفت معهم بالأمس واليوم في تعريفهم لمفهوم الفساد اختاروا الخمس لأنهم مصرين على انه الخلل يكمن في النواب الحكومين كأنهم نسوا او تناسوا ان الحكومه بإستعطاعتها تسخير من تشاء لخدمتها وكالعاده انتقمت منهم بتفوق حين اختارت علي الراشد حليفا لها .
يقولون أبالغ بالمثاليه حين اطالب بحقي المشروع وأقول لا أريد نوابا أصوليين يفرضون الوصايه وينتهكون الحريات رغم انه هذا الامر بيدهم كأصحاب تيار سياسي له ثقله في الشارع السياسي. في المقابل هم من يعيش في احلام المثاليه حين يوجهون نشاطهم السياسي لمعارضة الحكومه فقط وهم يدركون انها ستفوز عليهم كما فازت على رموزهم التي يقدسونها.

انا اتحداهم ان يضغطوا على ممثليهم في البرلمان أن يتبنوا مشروع قانون يجرم الواسطه ويسقط حصانة أي نائب يتدخل في معاملات الدوله مع المواطنين. اوليست الحكومه فاسده ومفسده بنظرهم ؟هذا قانون يكافح الفساد لكنهم لن يتجرأوا حتى مجرد التفكير فيه للحظه لأنهم سيخسرون مجاميع التخلف الإسلاموقبلي المؤيده لهم من اجل غاية الإنقضاض على الحكومه وليس مكافحة الفساد والإصلاح كما يدعون .
سنوات وهم يصلون الى البرلمان أين الإصلاح اين الحريات ؟ لا شيء ولا تنتظري منهم شيئا ففاقد الشيء لا يعطيه.

٢٧/١٢/١٠ ١١:١٦  
Blogger blacklight said...

عزيزتي M
نعم الضرب مرفوض وما حدث لدكتور عبيد امر مرفوض أكثر منه لكن فكري معي ما هي الخيارات التي كانت متوفره للدوله في ذلك اليوم ؟
اما أن تسكت على من تطاول على المواطنين ؛ الأمير والأمن وبذلك تفقد ما تبقى من احترامها أو ترد بشكل قاسي كي يستوعب المعارضين مدى جدية الحكومه وانها قد فهمت أخيرا مقدار حجم الخطر المحدق بسيادتها.
وكما ترين هي اختارت الخيار الثاني ولا يمكن أبدا ان ألومها على هذا الإختيار ليس كرها بالمعارضين ولا تأييدا بالإعتداء الجسدي عليهم بل للحفاظ على ما تبقى من كرامة الوطن .

ليس عيبا ان يعترف أحد بقصوره النظام السياسي لدينا ليس ديموقراطيا خالصا والإتجاه الذي تسير فيه المعارضه الحاليه لا يحترم إطلاقا خصوصية النظام السياسي الكويتي .

هل تقبلين ان تعيش أجيالنا القادمه في بيئه تشجعهم على خيانة امانة العمل بإسم مكافحة الفساد ؟

هل تقبلين ان يتجاوز هؤلاء القانون لأن احد السياسيين يصف وزير الداخليه انه حطبة دامه وعلى ذلك يحق لسياسي آخر تحريض الجمهور ضد اوامر الامن العام وبذلك نحرم كمواطنين من نعمة الأمن والإستقرار؟

هل تقبلين أن يحتقر البعض منصب رئيس الحكومه الكويتيه في الخارج والداخل فقط لانه المعارضين لا يريدون ناصر المحمد ؟

هل تقبلين ان يتم التشكيك في السلطه القضائيه بسبب حكمها على قضايا المعارضين وهي جنح مدنيه مشروعه مدعمه بقوانين الجزاء الموجوده في كل الدول وليست رأيا كما يدعون ويدلسون؟

الحكومه ليست ملائكيه نعم لكن المعارضه بسبب فجورها في الخصومه قد تجاوزت الحكومه الى مرحلة الدوله وهنا أقولها بكل صراحه عفوا الدوله خط احمر!

٢٧/١٢/١٠ ١١:٤٦  
Blogger medusa said...

ناطرينك علي التويتر بلاك لابت

@tumtum_eunuque

٢٠/١/١١ ١٢:٢٨  

إرسال تعليق

<< Home