٢٠٠٩/٠٦/٢٩

هل سنتغير ؟

بعد تفكير مطول بقضية استجواب وزير الداخليه قررت أخيرا أن ادلي برأيي رغم عدم اهتمامي بمواضيع السياسه المحليه لكن هذا الإستجواب يمثل قضيه فكريه محوريه بهذا المجتمع لابد ان نتعامل معها أولا وهي الصراع الإجتماعي بين فئتي البدو والحضر .0

حقائق لمستها :
لا يوجد شيء اسمه قانون بهذا البلد فلو كان للقانون وجود لما وصلت الأمور لهذا المنحنى من التردي .

البلد كلها تجاوزات ماليه واداريه متعددة التدرجات وهذا شيء طبيعي لاننا متأسسين على الريعيه والإتكاليه فبالتالي لم ولن نعرف ماهي المسؤوليه وماهي اهمية الإنضباط المهني والإحترافيه .

المال العام أصبح مثل مسمار جحا تستخدمه القوى الوطنيه فقط لتثبت أن معارضة الحكومه بطوله.

الناس متناقضه مره تتغنى بالقضاء وتقدسه واليوم عندما قالوا لهم نيابه عامه اصبحت مصداقية القضاء والنظام القانوني على المحك .

الناس تحب الصرعات الفكريه وان لم تكن على قدها وأكبر مثال الفرعيات التي كنت ولا ازال أرى ان قانونها غبي ومعظم من أيده سواء بالأمس أم اليوم منافق لأنه لم يطالب بتطبيقه بآخر انتخابات ولن يطالب بتطبيقه بأي انتخابات اخرى مستقبلا .

الناس لا تحترم شيء اسمه حريه اعلاميه وحرية رأي بدليل أن الكل اصبح يشتم قناة سكوب ومحمد الجويهل كنوع من التقيه أمام البدو .

الناس يتحكم فيها رموز القوى الوطنيه الذين انتهت صلاحيتهم كما كان يتحكم جمال عبدالناصر بالجماهير العربيه .لا فائده نظل عربا ولن ننسلخ عن مفهوم عبادة الأشخاص .

الناس عندما تختلف مع احد سياسيا اليوم ستحاول أن تعدمه سياسيا غدا وان قال الحق . والنائب علي الراشد هو اكبر مثال على ذلك . أختلف معك أيها نائب فكريا بسبب أفكارك البرجوازيه والمحافظه لكن هذا لا يعني انني ساعتبر كل ما يصدر منك كفرا . كلام النائب علي الراشد عن ازدواج الجنسيه الذي سببه جار الجنوب وتغلغله الثقافي الدخيل علينا هو واقع يجب أن نتعامل معه بحزم . انا شخصيا لا امانع من ازدواج الجنسيه كرغبه شخصيه لكن ان كان ذلك الإزدواج يعني أن يتم غزونا ثقافيا وان يمتلك صاحب العلاقه ميزات مبنيه على الأنانيه والجشع كما حصل بالكويت فهذا الإزدواج جريمه للحق العام وانتهاك للعداله الإجتماعيه قبل أن يكون انتهاكا للهويه الكويتيه التي باتت تنقرض على مرئ ومسمع الكل .وان كانت مواقف النائب علي الراشد المعارضه للمصالح القبليه حولته الى عدو للقبيله بنظر من يتعصب للقبيله والقبليه بالخفاء ويتستر بالوطنيه بالعلن فليعلم هذا المتعصب أنه هو عدو الكويت الحقيقي كلها ببدوها وحضرها . ان كان هؤلاء يظنون اننا سنظل ساكتين عليهم وهم يدوسون على المصلحه العامه بإسم مصلحة قبيلتهم فهم مخطئين .قد يؤيدكم الأغلبيه لأنهم تائهين لكن هذا لا يعني أن الجميع كذلك .

البدو يشكل عام كفئه اجتماعيه باتت تنتهك وبقوه أساسيات المواطنه ومن يدعي الحرص على المال العام اليوم نقول له أين انت من تجاوزاتهم التي دمرت البلد طول هذه المده ؟ وان كانت 5 ملايين مبلغا يثير الحفيظه مابالك بمئات الملايين التي كانت تصرف بغير وجه حق على حساب المظلومين؟. لنترك موضوع العنصريه بين البدو والحضر ونتعامل مع واقع والواقع يقول أن انتهاك القبيله للقانون عن طريق نوابها حقيقه لا ينكرها سوى جاهل أو منافق . هل سنصبح مثل امريكا كلما انتقد أحد سلوكيات ذوي الاصول الأفريقيه حولناه الى مجرم ومحرض على الكراهيه ؟
لا نظلم البدو بصفه عامه فمنهم من يعاني الامرين عندما يختار أن يكون مواطنا عاديا ملتزما بالقانون وبذلك يصبح بنظر المجتمع مخالفا للقانون لانه قد ولد بدويا وسيكن له أفراد قبيلته او القبائل الأخرى العداء فقط لأنه التزم بالقانون. كذلك رغم كل هذه المساوئ المرتبطه بهذه الفئه الإجتماعيه كلمة الحق تقال ان هناك من ابناء الباديه من يريد تغيير هذا الواقع بشكل يخدم بشكل متوازن مصلحة فئته الإجتماعيه ومجتمعه الكويتي لكن بنفس الوقت هناك من يسعى أن يجبر المجتمع على احترام القبيله حتى وان أخطات وتجاوزت وإلا سيؤزم ويختلق المشاكل سواء بصوره سياسيه أو اجتماعيه وهؤلاء للأسف هم الأغلبيه وأصحاب الصوت العالي .

نأتي الى الحكومه . نعم الحكومه بصف التجار وهناك دوما من طرفها تجاوزات ماليه واداريه ما الجديد بذلك ؟ طوال تاريخ الكويت السياسي هل عادت الحكومه التجار يوما ما ؟ هل ينكر أحد أن بلدنا هو بلد يسيطر عليه التجار ؟ هل ينكر احد ان القانون هو التاجر ومصلحة التاجر ؟ هذا واقع ان كنا نريد التعامل معه والتعاون مع الحكومه بسبيل تغييره الى الأفضل ولو ببطئ السلحفاة كان بها . اما ان كنا سنرى الحكومه كما كان ترى ايران الولايات المتحده الامريكيه وتسميها الشيطان الاكبر فلن نحصل على إصلاح ولا هم يحزنون وسنبقى بنقطة البدايه الى الأبد. سيستمر امثال مسلم البراك بالإستجوابات ان تعرقلت مصالح قبيلتهم وسيظل اهل الوطنيه والإصلاح يتبعونهم ويؤيدونهم اما خوفا من الأغلبيه القبليه ومجامله او ايمانا منهم ان الوقوف ضد الحكومه هو الوطنيه بسبب تأثير رموزهم المقدسه .

ختاما
لا انكر انني على اختلافي الفكري مع التيار الوطني أظل اريده أن يكون بالصداره السياسيه وتفاءلت فعلا من نتائج آخر انتخابات لكنه للأسف يبدو أنه سقط من اول اختبار لأسباب ستظل تلاحقنا كالكوابيس .
لا اود أن يفهم كلامي على انه تأييد للوزير وغيرها من هذه المسرحيات السياسيه المستهلكه التي ستكرر طالما ان الأغلبيه لا تريد أن تقتنع ان تغيير ما بداخلنا أولا هو الذي سيغير ما يحدث سياسيا او اجتماعيا ببلدنا .
0

6 Comments:

Blogger bunaz said...

أشك في إمكانية التغيير إلا إذا كان سطحياً
شيء مؤسف


تفضلوا بزيارتنا

٣٠/٦/٠٩ ١٠:٢٧  
Blogger blacklight said...

عزيزي بوناز
انتهت واحده من معارك طواحينهم نظل نتمنى التغيير وان كان صعبا .
على فكره ظننت أن مدونتك قد توقفت شيء جميل ومفرح عودتك ايها الغالي طبعا سنزوركم :)

١/٧/٠٩ ١٣:٢١  
Blogger rai said...

في ظل الوضع الحالي لا اعتقد بان المجتمع يستطيع التغير , عزيزي الطباع الجامدة والمتمثلة لحد الان "شيقولون عنا الناس" لن يفيد معها سوى تنفيذ للقوانين حتى يضربون هم والناس بالحائط .

٢/٧/٠٩ ١٤:٤٢  
Blogger Pangion said...

الاختلاف شيئ طبيعي وأمر محمود
والسياسة فن التناقضات
وقد تجد أموراً غريبةً وعجيبةً في ممارستنا السياسية
كأن تجد عضو كـ سعدون حماد يقف الى جانب استجواب للدفاع عن المال العام وهو المعروف عنه توسّطه للمتجاوزين

لكن مع كل ذلك لانتمنى ان نصل الى مرحلة أن نخوّن فيها بعضنا البعض أو نحط من قدر المختلفين معنا او نوصمهم بانعدام الوطنية أو العنصرية أو العداء لفئة من فئات الشعب وغيره
نتمنى ان نتقّبل الديموقراطية واختلافاتها بشئ من الحكمة

٣/٧/٠٩ ١٣:٤١  
Blogger C'est La Vie said...

يعطيك العافية
اختصرت مشكلتنا بجملة وحده:

لا فائده نظل عربا ولن ننسلخ عن مفهوم عبادة الأشخاص

٣/٧/٠٩ ٢٣:٥٢  
Blogger blacklight said...

عزيزي راي
سيحدث التغير طالما هناك ناس مؤمنه فيه ثق بذلك ان لم يحدث بزمننا سيحدث مع غيرنا . لكننا نقول لنتغير اليوم بزمن الرخاء قبل أن يجبرنا زمن الشده على التغير .

عزيزتي pangion
أتفق معك فأنا لا أحب أن اتكلم بالوطنيه والتخوين فهذا فعلا طرح المزايدين والمفلسين .اما العنصريه أختلف معك لا أستطيع أن أسكت عن تجاوزات معظم افراد فئه معينه خوفا من اتهامات العنصريه .

C'est La Vie
شكرا لك لدعمك

٥/٧/٠٩ ١٢:٣٣  

إرسال تعليق

<< Home