٢٠٠٩/١٠/٢٨

عنصري ولي الفخر

عندما قرأت هذا الخبر خطر ببالي البعض الذين كانوا ولازالوا يملئون الدنيا ضجيجا بقضية الصراع العربي الإسرائيلي وربطه الغير مبرر بالفكر الليبرالي الإنساني . ذلك ليس مستغربا فهؤلاء معظمهم أبناء جيل تم برمجته عقليا على أساس قومي عربي ناصري مقدار العنصريه والفاشيه فيه لا يقل عن النازيه .0
نحترم أبناء الشعب الفلسطيني كبشر ونتمنى ان نرى اليوم الذي نراهم فيه يعيشون بسلام مع جيرانهم لكن انتماءاتهم القوميه والدينيه تحول دون ذلك . فمن يكره غيره ويقاتله بإسم الدين هو مجرم حسب مقاييس عصرنا حتى وان حدثت ضده انتهاكات أو ظلم فإن تهمة الجريمه لن تزول عنه إلا ان توقف عن ممارستها .مؤتمرات حوار الأديان التي وضعت خصيصا لأجل المسلمين وعدائيتهم لن تحل شيئا . التطبيع السياسي او الإقتصادي مع اسرائيل لن يحل شيئا . لا يوجد شيء قادر على الغاء كراهية العرب والمسلمين للعرق اليهودي والديانه اليهوديه إلا الفكر الإنساني الذي يتعامل مع الدين على اساس روحاني شخصي وينبذ كل قيم العنصريه والكراهيه التي تؤدي الى الصراع بين البشر.0

لاحظوا قلنا عرق يهودي وهنا المشكله التي لا يدركها من يؤمن ويدعو الى ابادة اليهود . عندما نقول عرق كأننا نقول عرق أسود او قوقازي او أسيوي وغيرها من أعراق شعوب الأرض . فالتهجم على العرق هو تهجم عام ظالم لا يأخذ بعين الإعتبار عقول أفراده . شخصيا لا امانع ان تكون هناك درجه من العنصريه بالطرح من باب حرية الرأي شريطة ان لا تتجاوز العنصرية المستوى المعنوي وتصل الى المستوى المادي وننتهي بصراعات بين البشر سواء على شكل جرائم او حروب وعلى فكره هذا هو الهدف الفعلي من جرائم الكراهيه حيث انها تهدف الى منع الضرر قبل حدوثه . نرجع مره أخرى للصراع العربي الإسرائيلي قلتها من قبل واكررها اليوم شخصيا أنا لا يهمني ذلك الصراع او اطرافه لا من قريب ولا من بعيد . ما يهمني هو الوقت والجهد والمال الذي ضاع ويضيع بسبيل القضيه الفلسطينيه التي هي ليست قضية بلدي وشعبي كما يحاول البعض ان يصورها .عندما تحررت الكويت عام 91 لم تتحرر فقط من غزو صدام بل تحررت عقول اهلها من الغزو القومي والفلسطنه الذتي كانت جاثمه على صدورنا . اليوم هناك اصوات تريدنا ان نعود مره أخرى فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم نجدها تاره مرتديه ثوبا إسلاميا وتاره أخرى ثوبا ليبراليا ناسيه او متناسيه أن من عاش الغزو قد تعلم درسا قاسيا لن ينساه عن الوفاء العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص .0

القوميه سقطت مثلما تسقط ورقة التوت وتفضح العوره وآن الاوان لمراجعة جدوى هذا الإنتماء العربي الذي ليس سوى تكلفه بلا منفعه مهما ارتفعت أصوات حاملي شعار "لن ننسلخ من جلدتنا العربيه" وكثرت مزايداتهم على القوميه والدين تظل هذه الحقيقه اتحداهم أن ينكرونها.أنا لا اكره العرق العربي لكني اتسائل وبكل حياد وموضوعيه ماهي الفائده من الإنتماء له الذي ترتب عليه مساندة دولتنا لدول آيله للسقوط بسبب سوء اوضاعها السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه ؟ بنظري لا توجد فائده أتمنى أن يفكر احد وينورني قد اكون ظالما بحكمي على اخواننا العرب .0

قد يكون المدعو أحمد الدعيج معاديا للساميه ويفتخر بذلك هذا شانه الخاص ورأيه وهو حر فيه انا اتقبل ان يخرج هذا الكلام من فم شخص اسلامي فالإسلامي الحقيقي هو الإسلامي الأصولي العنصري . عتبي على الدوله التي كنا ولازلنا نشك بقدرتها على ترسيخ روح دستورها بين مواطينها .لا يوجد عاقل يقبل أن تكون مؤسسات دولته حاضنه لقيم الكراهيه داعية لإبادة الشعوب المختلفه عنها دينيا او فكريا او عرقيا .0

هل تحولت عبارة "كويتي ولي الفخر" الى "عنصري ولي الفخر" ان كان الدين متورطا بالموضوع؟ ومن سخرية القدر أن انعدام العلمانيه جعل الدين متورطا بكل المواضيع . الإنتماء الديني هو الاداة التي يستخدمونها للوصايه على الناس والتحكم بما يعملون ويقولون لذلك لا تستغربوا ان رأيتم آراءا مستقبليه على غرار"مجرم ولي الفخر" أو " فاشي ولي الفخر" فمقياس الحلال والحرام يثبت لي يوما بعد يوم انه متعارض 180 درجه مع المقاييس الاخلاقيه الدوليه التي تحدد ماهو الخير وماهو الشر
. 0

5 Comments:

Blogger البرجوازي العراقي said...

المدونة رائعة ويمكن اعتبارها موسوعة تثقيفية في مجال الفكر العلماني
the secularism
انا وجدت ان العلمانية هي الفكر الوحيد الذي يمكن ان التجأ له للقضاء على الشمولية الثيوقراطية الفاشية حيث مزقت بلدي العراق بالحرب الطائفية التي تتفجر وتخبوا لفترة وعلى مدى السنين المنصرمة وعلى القرون المنصرمة.

واريد سؤالكم ماهي السبل لنشر الفكر العلماني اي افضل الاساليب لان المشكلة هي بالاقناع باكبر عدد لان التقوقع الديني الطائفي الاوتقراطي الثيوقراطي هو سبب البلاء والدمار في بلدي اكثر من قضية الاحتلال نفسها اي ان الحقيقة ان العراقيين هم من يقتل العراقيين رغم وجود اي عملاء او اي دسائس. بكلمات اخرى الدسائس او التناحر الطائفي لايكون موجودا لدى العلمانيين وانما ما يمكن ان يتعايش مع العلمانية هي النازية القومية مثلا لكن المشكلة في العراق هي الطائفية اكثر من الفرق العرقي.

المهم ما هي افضل سبل نشر الفكر العلماني؟

البرجوازي العراقي
http://birjwazi.blogspot.com
http://iraqiblogindex.blogspot.com

٢٩/١٠/٠٩ ٠٥:٣٤  
Blogger blacklight said...

زميلي العزيز البرجوزاي العراقي
أشكرك على دعمك وأتمنى أن يستفيد كل من يسعى للتنوير بالعالم العربي من مواد المدونه .

أما بالنسبه لنشر الفكر العلماني يؤسفني أن أقول لك انه طالما أننا نعيش في أنظمه ومجتمعات ثيوقراطيه فأن أفكارنا لن تنتشر إلا بالمقالات سواء كانت بالأنترنت او الوسائل الإعلاميه وكلاهما مراقب من قبل اجهزة دولنا التي تدعم القوى الأصوليه .

أعداء التنوير بالعالم العربي اكثر من مؤيديه عليك دائما مراعاة هذه الحقيقه وتكون حذرا خصوصا عندما تطرح آراءك على الملأ
فالعموم هنا لا يحترم القيم الإنسانيه التي تكفل لك حريتك وبعضهم تصل فيه الوقاحه ويلقبك بالمتطرف او الإرهابي الفكري فقط لأنك قلت رأيك بشكل سلمي.

نحن بالكويت أفراد بعضنا ينتمي لمؤسسات المجتمع المدني ويحاول من خلالها نشر التنوير على الرغم أن هذه المؤسسات لا تصنف نفسها ليبراليه أو تنويريه ولن تتجرأ أن تطالب بالعلمانيه .

لا تفقد الأمل وكل كلمه تكتبها ستؤثر على غيرك

٢٩/١٠/٠٩ ١١:٥٨  
Blogger rai said...

كما نقول بالكويت عينة قوية
الوضع اصبح طبيعيا عزيزي بلاك لايت ولاعيتبر عنصريا بالنسبة لهم
بالامس دار نقاش عقيم في دوانية احد الاصدقاء حول الشيعة وقد كان النقاش عنصريا لدرجة الاشمئزاز وعندما اتطفل بجملة تثير الوضع وتبين مدى العنصرية التي هم واقعون فيها يتبين اكثر خواء عقولهم فهم يطبقون مثل انا ومن بعدي الطوفان بالنسبة لهم نعم انا لي الحق بالمسجد لكن ليس لهم حق بالحسينية انا لي الحق بتصديق ابن تيمية وبن باز لكن مضحك تصديقهم للسستاني والحائري , عزيزي العنصرية فخر لهم كما تفضلت مشكورا فهو وصف صريح لهم بل فيه يناقضون احاديثهم المنسوبة لرسولهم , فماذا ترتجي من شخص تصفه وزارة خارجية بالعنصري وهو يقول بانه وسام على صدري !!

٣٠/١٠/٠٩ ١٤:١٠  
Blogger AyyA said...

بوست بالصميم يا بلاكي
العنصريه موجوده في كل مكان و يكذب من يقول أنه غير عنصري، و هذه الصفة ورثناها من جدودنا الحيوانات و تسمي
kinship
فالحيوانات تتنقل بقطيع، يدافع بعضه عن بعض، و هذا التصرف يأتي من قبيل المحافضة علي البقاء، أما التعددية و تقبل الآخر فهي صفات جديدة علي التاريخ البشري و يختص فيها الإنسان و القليل من الكائنات الأخري. و ظهرت بعد تمازج الأنواع و الإثنيات و حاجة الجميع للحياة السلمية تحت سقف واحد. فلا تتوقع لأي مجتمع مغلق أن يفهمها و يقدرها و الكويت ليست إستثناء
تحياتي

٣١/١٠/٠٩ ٠٢:٣٩  
Blogger blacklight said...

عزيزي راي
لاحظ انهم يصفون شخصا بالعنصري فقط عندما يقف بوجه قمعهم الهمجي بينما هم عنصريون طوال العام .


غاليتي آيا
"حاجة الجميع للحياة السلمية تحت سقف واحد"
كلام من ذهب لكن للأسف ننفخ بجربه مخروقه

٣/١١/٠٩ ٠٩:٤١  

إرسال تعليق

<< Home