٢٠٠٩/٠٢/٢٨

الليبرالي المسلم بين الحداثه والرجعيه


مقدمه
من وجهة نظري المتواضعه لكل انسان حق الإعتقاد بأي دين يشاء لكن بنفس الوقت ليس كل دين متلائم مع المفاهيم الإنسانيه التي هي أساس الأيدولوجيات الليبراليه والعلمانيه . وزملائنا الليبراليين المسلمين هم تمثيل حي على هذه النقطه لأنهم يؤمنون بدين مادي وليس روحاني . دين لا يستطيع البقاء دون أن يتحكم ويفرض سيطرته ويتدخل بكل مجالات الحياة جاعلا من نفسه بموضع التضاد مع تلك الأيدولوجيات والأافكار.0


العديد من المسلمين سواء كانوا ليبراليين , محافظين أو متلونين نجدهم غير ملتزمين عقائديا بالدين بل وبالغالب غير ملمين فيه فقهيا لكن للأسف أن الإتزام بالدين عقائديا أو الإلمام الفقهي من عدمهما شأن مستقل تماما عن الإنصياع الفكري الأعمى له وهؤلاء الثلاثه مجتمعين مشتركين بنفس هذه الخصله الذميمه التي على أساسها سطرت هذا المقال.0


عيوب أو تناقضات عموم الليبراليين المسلمين :0


التفريق بين الناس حسب المعتقد فالليبراليون المسلمون هم أكثر من يطالب بإحترام الاديان لكن بالحقيقه هم يطالبون باحترام الإسلام فقط ويزدرؤن كل من وما هو غير مسلم .كذلك الليبراليون المسلمون متوائمون مع اعدائهم الأصوليين ومتخاصمون مع أقرانهم الليبراليين ذوي المعتقدات الاخرى والسبب هو مبدأ انصر أخاك المسلم ظالما او مظلوما الذي ليس سوى احدى صور العنصريه العقائديه الموجوده بالإسلام .0


الليبراليون المسلمون لا يؤمنون بحرية الرأي . فأي رأي لا يعجبهم وضعوه تحت خانة التطرف أو التعصب أو العنصريه .وهم أكثر من يحاول بتر حرية الرأي ان كان ذلك الرأي ينتقد عقيدتهم أو مجتمعهم .تجدهم يستغلون مساحة حرية الرأي المتواضعه ليس لنشر الحريات بل لتشويه سمعة الشخصيات العامه المنافسه أو المعاديه لتياراتهم السياسه وبذلك هم يشوهون امام العموم مفهوم حرية الرأي ويشجعون الدوله على قمعها .0


الليبراليون المسلمون لانهم مسلمون لا يؤمنون بالحريه الشخصيه عندما يكون الإسلام طرفا بالموضوع وكل القوانين والتشريعات التي تنتهك الحريات الشخصيه بإسم الإسلام يبررونها على انها ارادة الشعب والمجتمع بمعنى آخر هم يلغون الفرديه ويرضون أن يتحكم المجتمع بحياة الناس بإسم الوصايه الدينيه.فعلى سبيل المثال وليس الحصر من يريد اللهو الليلي بنظرهم هو منحل ومنحط رغم انهم نفسهم يسافرون للخارج بحثا عن ذلك اللهو المنحط المنحل والسؤال يطرح نفسه هل تظنون أنكم بمهاجمة هذا الشخص وتشويه سمعته وفرض الوصايه عليه تكفرون عن تناقضكم وذنوبكم؟ ومن قال لكم أنكم كونكم لا ترضون باللهو الليلي يجعلكم تلقائيا الأسمى خلقا وفضيله مقارنة فيه وبباقي بشعوب الأرض التي لا تمتلك مثل عقليتكم المريضه؟ .انتهينا من اللهو الليلي ناتي لقضيه أخرى وهي الدعاره , نعم الدعاره ممنوعه قانونا بمعظم الدول وانا شخصيا ليس عندي أي تحفظات بمنعها هنا لكن لماذا تمنعوني من السكن لوحدي وتحرموني من حقي الدستوري بإقتناء مسكني الخاص ؟ هل سكني لمفردي يعني تلقائيا ممارستي للدعاره أم أن عقولكم التي لوثتها عقيدتكم البدويه جعلتكم تحكمون علي بذلك ؟ ماذا عن الكحول ؟ بعض السذج يقولون أنهم ضد الكحول ليس بسبب الدين بل لأنها مضره بالصحه . اذن لنمنع السجائر والأرجيله والأكل الدسم فشعبنا مليان مدخنين ونسبة السمنه مرتفعه وكلاهما مضر بالصحه أكثر من الكحول.ومادمنا نفكر هكذا لنمنع السيارات فحوادث السيارات كثيره مؤخرا . طبعا واضح أن السبب ليس المصلحه العامه بل المصلحه الإسلاميه التي تحولت من مصلحه الى وصايه تسير الافراد كما تريد.0


الليبراليون المسلمون نادرا ما نجدهم علمانيين مع انه بدون علمانيه لا يستحق الليبرالي إطلاق صفة الليبراليه على نفسه لان انكار العلمانيه يعني تلقائيا اعتناق الثيوقراطيه و الثيوقراطيه تناقض تماما مفهوم الدوله المدنيه . وحتى ان ادعى بعضهم العلمانيه من ناحيه مبدأيه نجده يسعى لأسلمتها مشوها اياها .كذلك بعضهم يؤمن فقط بالعلمنه السياسيه وهي مجرد مبدأ فصل الدين عن الدوله وهذا خطأ فكري شائع بين الليبراليين المسلمين . فالعلمانيه الشامله لا تعني إلغاء الدين بل تحييد العقل والفكر والتعامل مع الأفكار والمتغيرات بشكل موضوعي مستقل عن العواطف الإعتقاديه .لذلك العلمانيه الشامله هي التنوير ومن الطبيعي أنه عندما قال د.احمد البغدادي هذه الحقيقه بندوة تنوير في ديسمبر الماضي انزعج الجهله وأقرانهم الأصوليون فبنظرهم العلمانيه هي فقط شيء معادي للإسلام ولا يعلمون أنها الأساس الفكري التي استندت عليه حركات التنوير بأوربا بالقرن الثامن عشر وبناء عليه وضعت المعايير الاخلاقيه الإنسانيه القياسيه التي تطبق بكل الأقطار المتقدمه سواء بالشرق او الغرب .0


الليبراليون المسلمون هم معادون للساميه فكراهيتهم للعرق اليهودي بسبب تأثيرات مناهج غسيل المخ القومي والديني قد افقدتهم القدره على رؤية القضيه الفلسطينيه على انها قضيه سياسيه يجب أن تحل عبر القنوات السياسيه وليست قضيه دينيه تحول الليبرالي المسلم الى إنسان حقود متمرد يرى المجتمع الدولي بوضع المتآمر ضده علشان خاطر عيون حفنه من الحمساويين الإرهابيين. ان القضيه الفلسطينيه حالها من حال الصراع الفارسي الخليجي هم صراعات سياسيه يغذيها الإسلام . فلوما الإسلام لتعايش الإسرائليون والفلسطينيون ولوما الإسلام وطائفيته لما كانت مشاكل بين ايران وجاراتها دول الخليج . ان أردنا زج الدين بالسياسه الخارجيه اذن لن نتعايش أو نحترم الآخر الغير مسلم او الغير متطابق معنا مذهبيا وهذا طبيعي فالغير مسلم ببلادنا ليس له احترام فما بالكم بالاجنبي ؟ الدين بشكله الحالي هو منبع للكراهيه . قد يستطيع السذج إلغاء آيات الجهاد والكراهيه من المناهج لكنهم لا يستطيعون إلغاءها من العقيده وحده الفكر الإنساني المتسامح هو القادر على تجاوز مقومات الكراهيه العقائديه هذه وإلغائها من منهجه الحياتي.0


الليبراليون المسلمون يظنون ان استهلاك التكنولوجيا والسفر الى الدول المتحضره سيجعلهم متحضرين ومتطورين وهذه ليست سوى وسيلة هروب من واقعهم الذي لا يريدون مواجهته .0
فهم يهجرون بلدانهم الإسلاميه بحثا عن الإنفتاح لكنهم لا يتجرؤون على المطالبه على تطبيقه فيها .0


الليبراليون المسلمون لأنهم مسلمون نجدهم ينكرون بعض النظريات العلميه التي تناقض معتقدهم الديني . وهذا تناقض فالليبرالي يؤمن بالإستدلال المنطقي الذي هو أساس البحث العلمي .فكيف أتجرأ وأسمي نفسي ليبرالي عندماا أكذب عالم جينات أبحاثه مثبته وأصدق دجالا مثل هارون يحيى أو زغلول النجار ؟ مشكلة هؤلاء أنهم يرون الامور بمنظور يا إما أسود او أبيض دون محاولة ايجاد حل وسط . ما المشكله لو قال مسلم أن "الله" قد أنشأ الكون تبعا للإنفجار العظيم أو جعل الكائنات ترتقي حسب نظرية التطور ؟ قد تكون نظريات مثل هذه تنفي ما جاء بالروايات الدينيه لكنها ليست سببا كافيا للإلحاد وإنكار وجود الرب لمن يؤمن به . فهدف العلم هو تنويرنا بالحقائق وليس الوقوف الى جانب الدين أو الإلحاد .0


الليبراليون المسلمون لا يؤمنون بقياسية الأخلاق والقيم الإنسانيه فهم مبرمجون أن الأخلاق مصدرها الإسلام حصريا .وبعضهم عندما نناقشه بهذا الموضوع لسان حاله يقول "انا لوما الإسلام لسرقت واغتصبت ومارست الزنا مع محارمي"0


الليبراليون المسلمون هم اكثر المتابكين على تطبيق القوانين ويرجع سبب ذلك أنهم نصيون يريدون فرض القوانين بلا منهجيه منطقيه .مشكلة هؤلاء أنهم ينسون العديد من البدهيات منها :0

أ- أن احترام القانون هو سلوك بشري تتميز فيه الأمم المتحضره وهذا السلوك يغرس عن طريق التأسيس التربوي والإجتماعي وليس عن طريق التهديد بقطع الأوصالهم كما تنادي الشريعه الغراء.فاحترام القانون هو نتيجة تطور سلوكي لأفراد المجتمع قبل أن يكون نتيجة ترهيب وتخويف من العقوبه نفسها . 0

ب- ان القوانين وضعيه قد وضعها الناس وممكن تغييرها لما هو افضل وملائم مع متغيرات الحياة موضوع الدستور خط أحمر وإلا الدستور هي متأصله بالليبراليين المسلمين لأنهم نصيين تعودوا على تقديس النصوص.0

ج- انه من التناقض تقديس السلطه القضائيه والمزايده على نزاهتها ونقائها باليوم التي تحقق أهوائنا ورغباتنا وباليوم الآخر نشتمها ونصفها بالعكس وهذا ما حدث عندما تم تجريم الفرعيات بالسابق وتبرئة علي الخليفه اليوم . لنكن صريحين نظامنا السياسي ليس ديمقراطيا ولا يطبق فيه مبدأ فصل السلطات لذلك كيف نتوقع منه نتيجه ديمقراطيه صرفه كتجريم فرد مهم بالأسره الحاكمه ؟ لا يوجد شيء اسمه ديمقراطيه وحكم وراثي بآن واحد هذه بديهيات ولكننا نحب أن نتجاوز البدهيات ونستمر بالاحلام والأوهام .0

د- أن القانون مثل خيوط العنكبوت تصطاد الحشرات وتنفذ منها الطيور . ونحن ببلد ممتلئ بالطيور التي لن تهاجر إلا ان نشفت كل قطرة نفط موجوده .هل نستمر بمحاولاتنا اليائسه برمي الحجاره على هذه الطيور رغم أنه حتى بأكبر تقدما وتطورا لم ينجح غيرنا بذلك أو نركز على ما هو اهم ؟

ه- أن الفكر الليبرالي هو فكر حداثي وتحديثي قائم على التغيير والمرونه . حتى بأمريكا أم الحريات ودستورها الأسطوري يوجد ليبراليون يسعون لتغيير التشريعات لتتماشى مع المتغيرات وهذا ليس عيبا كذلك ببريطانيا لا يوجد شيء اسمه دستور كوثيقه قائمه بحد ذاتها بل قوانين تأسيسيه قابله للتغير من قبل البرلمان وهذه وظيفه من وظائف الديمقراطيه أن نغير متى رأينا بالتغيير حاجه.0

ختاما
ليست مشكلة الليبرالي المسلم أنه مسلم بل مشكلته الحقيقيه أنه يهمش اهدافه وبرامجه الإنفتاحيه كي لا يبين للناس أنه معادي للأسلمه . الفكري التحديثي هو فكر غربي بالأساس وهو لن يرى النور طالما الأسلمه الأصوليه حاضره وبقوه بل والمضحك نجدها حاضرة بكل وقاحه وتطفل بتجمعات الليبراليين وأنشطتهم . الليبراليون المسلمون يضعون أنفسهم عرضه لإتهام التناقض والنفاق لانهم غير قادرين على التوفيق بين التقدميه التي يدعو اليها فكرهم والرجعيه التي يدعو اليها دينهم فهم باتوا كالغراب الذي قلد مشية الحمامه خليط غير متجانس بين الإنفتاح والأصوليه.
0
هم يستطيعون إلغاء الأسلمه دون إلغاء الإسلام هذا فقط المطلوب منهم وهو ليس امرا مستحيلا فهو قد حدث ويحدث يوميا بالعديد من الدول المجاوره والبعيده التي دينها الرسمي هو الإسلام وذلك موضوع آخر ساطرحه عن قريب .0

4 Comments:

Blogger Mohammad Al-Yousifi said...

ماني فاهم عن منو تتكلم

شنو تعريف الليبلرالي المسلم؟

يعني الليبرالية فنيلة الواحد يلبسها و الا معتقدات يمارسها و يطبقها على نفسه؟

٢٨/٢/٠٩ ١٩:٢١  
Blogger blacklight said...

عزيزي مطقوق
ليست فانيله او معتقد بل مبادئ قد تطبقها او كنت تطبقها حتى وان كنت لم تدرك انك ليبرالي . أقتبس لك ردا أعجبني من المنتدى الليبرالي على هذا الموضوع :
"If that is the liberal what should be we expect from fundamentalists!!!!the Arab mind is basically unfree even among those seeking freedom"

هل تؤمن بالحريات بجميع أشكالها ؟ هل تلغي العاطفه الدينيه عندما تحلل الامور فكريا ؟ هل تحترم الإستدلال العلمي ؟
أنت وانا وكل الزملاء ليسوا بحاجه أن يجاوبوا على هذه الأسئله فما نكتب أو نقول يمثل جوابنا عليها.

الموضوع ليس إلتزام كالإلتزامات الدينيه بل نهج انساني تطبقه كل المجتمعات إلا المجتمعات العربيه الإسلاميه التي تؤثر على تفكير الليبراليين المسلمين وتثنيهم عن دورهم الفكري المتوقع منهم .

وكلمه أخيره الليبراليه ليست دين كي نلتزم بها حرفيا وان كنا نعمل على نشر معظم أفكارها .انا أعترف انه تصدر مني بعض الأفكار العنصريه أو المتطرفه بنظر البعض لذلك أكتفي بلقب المدافع عن الحريات ولا يهمني ان وصفت بإنتهاك الليبراليه أو بعدم الإلتزام بها.

تحياتي لك

٢٨/٢/٠٩ ٢١:٢٩  
Blogger Hamad Alderbas said...

لا يوجد شيئ اسمه النفس البشرة النقية , ولذلك اعتقد بأن الدعوة الى نبذ الكراهية لن تأتي بالنتيجة الخالصة التي ننتظرها .

وعلى ذلك اقول ان القاعدة يجب ان تصاغ بالشكل التالي :

اكرهني في داخلك كما تريد ولكن لا يجب ان تنعكس هذه الكراهية على اتصالنا الانساني او الوطني او الاجتماعي .

من هذا المنطلق اعتقد بأن كل من يعتنق الاديان التي بها دعوات للكراهية سيكون قادر على الحفاظ على التباعد مابين التزامه بكراهية الاعتقاد وبين احترامه لمبادئ التعايش مع الاخرين .

تحية لك عزيزي بلاك

١٠/٣/٠٩ ١٣:٤٩  
Blogger نجوم الشمال said...

السلام عل من اتبع الهدى اولا انا لم اكمل القراة لتفاهة فهمك للاسلام اولا لا وجود لمسلمين ليبراليين في الاسلام هده تسمى بدعة في الدين وهؤلاء ليسو مسلمين اطلاقا وكي تفهم الاسلام يجب ان يدخل قلبك وتحب الله خالقك ورسوله وهده لا يفهمها الى المسلم الحقيقي المسلم يبقى مسلم لا زيادة ولا نقصاناما الحديث انصر اخاك ضالما او مضلوما انت لم تكمله لتضليل الناس في الفهم وهاد ينم على حقدك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره.

٣/٩/١٣ ٢١:٠٠  

إرسال تعليق

<< Home