٢٠٠٨/١١/١٣

المواطنه بين سندان القبليه ومطرقة الإقطاعيه

قبل اسبوع بينما كنت استمع لراديو البي بي سي شدني تقرير بريطاني تكلم عن مستويات الرضا والشعور بالسعاده والعداله لدى جيل الشباب من الطبقه الوسطى الحاصلين على مؤهلات عليا أو الذين يشتغلون بمهن احترافيه .كما هو متوقع كان التقرير ايجابيا والسبب طبيعي فالحزب الذي يمسك مقاليد الامور ببريطانيا حاليا هو حزب العمال بمعنى آخر المواطن البسيط والعامل هو من يحكم ويضع السياسات وليس الإقطاعي والتاجر .

في الكويت وبعد اسبوع من سماعي النشره حدثت معمعة قانون الدواوين والحرب المعتاده بين قطبي نواب القبائل والحكومه ممثله بالإقطاعيين والتجار داخل المجلس وخارجه .

قد يقول قائل ما علاقة الموضوعين ببعض ؟ بالنسبة لي هناك علاقه فمن يمسك مقاليد الأمورحزب تجار اقطاعي لديه مصالح ضيقه ومن يدافع عن المكتسبات حزب شعبي انتهازي اختار نهجا فكريا قبليا قائم على العنصريه والفوضى .

نعم أنا ضد اقامة دواوين او ما شابه على أراضي الدوله ولم اشك دقيقه واحده بمشروعية هذا القانون وعقلانيته لكن هل من يدعي الحفاظ على القانون أقل سوءا من الذي يريد انتهاكه ؟

الجواب قطعا ليس بالأقوال بل بالأفعال وأفعال هذه الحكومه ممثله بمجلس الوزراء تثبت ان سوءها وفسادها لا يقل عن نواب التأزيم والفوضى .

رغم اني أؤمن بسياسية عدم ذكر الأشخاص لكني اجد نفسي مضطرا أن اصرخ خلاص يا حكومه يكفي أحمد

الكليب وغيره من الشخصيات التي تريدون تنفيعها على حساب أصحاب الكفاءات والقدرات المتخصصه الجديره , الى متى هذا المسلسل السمج ؟ فلان من وزير الى سفير الى مستشار الى عضو مجلس اداراه الى رئيس لجنه الى عضو وفد.....الخ . ما هي الكفاءه الموجوده بهؤلاء غير الأصل والحسب والنسب ومجابل الدواوين والتزواج الذكوري الغبي ؟

هذا التعسف يقابل بردة فعل وللأسف ردة الفعل ليست حضاريه بالمره فالقبليه هي نقيض الحضاره والمدنيه وكما هناك مجانين يعبثون بالبلد سيأتي مجانين أكثر منهم ليأخذوا حصتهم من العبث.

نعم لا احترم من تجره المشاعر القبليه والطائفيه كي يعرقل القوانين والمشاريع الحضاريه وينشر الفوضى والإنتهازيه مكانها لكني لن أحترم من يدافع عن تلك القوانين والمشاريع ان كان يظن ان ثروات البلد ومناصبها ملكيه خاصه له ولمعارفه.

ان كنا سنصف حالات الشد السياسي الكويتي نستطيع الجزم انها ليست سوى صراع مصالح تستفيد منه أطراف معينه على حساب البلد والمواطنين.

أيها المتنفذون بالحكومه بدلا من اعطاء مناصبكم لمعارفكم من الاصنام التجاريه أو لمعارف مبتزي المجلس لماذا لا تعطونها لأصحابها ؟ تنقصكم الكفاءه والقدره على التقييم المهني الإحترافي ؟ اذن وكلوا لجان أجنبيه محترفه محايده لتقيم الوضع المهني وترتقي فيه وتفرغوا لدواوينكم ومزارعكم وأعراسكم بعيدا عن مصالح البلد وتنميتها .

العوائل التجاريه التي تظن أنها لازالت تعيش ايام السور و شرق وجبله والمرقاب وان العامه لا حول لهم ولا قوه عليها اعادة حساباتها فأغلبية العامه اليوم قد ثاروا وأصبحوا لوبي ضغط سياسي واخص بالذكر القبليين ونوابهم .هذه القوه قادره على احداث متغيرات جريه بالبلد لكن للأسف يبدو ان هذه المتغيرات ليست سوى تطفل ثقافي وقح ومخالفات على القانون والدستور ودعوى فوضى وفساد .نحن بمشكله بحاجه لحل وهذا الحل ليس الهروب من الكويت والبقاء بالبيت الصيفي أو الشتوي بديفون وسويسرا . وليس الحل بالعيش بدائره مغلقه تحتكر المناصب للأهل والنسايب . وليس الحل بقمع كل الطبقه المتوسطه عن طريق قوانين جائره تدعم الإقطاعيه . وليس الحل عزل عامة الناس بمناطق سيئة الخدمات والمرافق بينما أنتم تستشيطون غضبا ان لم يكن بمناطقكم السوبر نموذجيه فرع "ستار بكس".الحل لن يرى النور بالوقت الحالي لأننا شعب بلا صانع قرار وبلا احترافيه ولن نتعلم الإحترافيه وصناعة القرار لأننا نفتخر بالعيش بلا احترافيه وصناعة قرار.

بالنهايه أقول لا عزاء لك أيها المواطن يا من تربي الأجيال ويا من تسهر على سلامة الناس ويا من تقدم مصالح الناس على مصلحتك ويا من يعرق جبينك بسبيل خدمة وطنك . قد أعدموا الوطنيه واغتصبوا المواطنه عزاؤنا الوحيد عقولنا او ما قد بقي منها على الأقل . بئس زمن اختلط فيه المقاييس والقيم . الأمم المتحضره كبريطانيا وغيرها من الدول تنفح روح العداله في اجساد شرفائها وتمنحهم حياة كريمه مزدهره اما اممنا فهي تقبض الروح من أجساد شرفائها كي لا تعطيهم المجال لرؤية الحياة الكريمه المزدهره.

تحديث:

الزملاء بمدونة جبله لديهم مفاجأه جميله شكرا لهم على هذا المجهود الطيب ومنها الى الأعلى.0

4 Comments:

Blogger guevara said...

اخي بلاك نايت
كم مره ومره تتحفني باسلوبك الشيق والممتع بسرد التفاصيل العميقه بمضمونها البسيطه بمفرداتها
ولادخل بالموضوع من باب التعليق ساذكر حادثه حصلت معي من 10 ايام عندما كنت مسافر باجازه خاصه كنت اتحدث مع دكتور متخصص بالمسرح عن المواطنه بالوطن العربي وقال لي كلمه قد تكون اقرب للصحه منها للخطأ
ان اغلب المواطنين بالدول العربيه يعيشون على الاسطوره حتي انهم اصبحوا يفكروا باللاوعي
فترى اغلب هؤلاء الناس يحسبون ان انسابهم وعوائلهم قد بنت التاريخ البشري وعند مناقشتهم تراهم يذكرون مفاخر شيخ القبيله او كبير العائله المتوفي من مئات السنين لذلك تراهم يعطون لانفسهم بالحق باحتقار الناس الذين ليس من اصولهم الجربانه
فما بالك اذا اجتمع الاصل الاجرب مع المال الذي غالبه اتى عن طريق الاستيلاء على قوت الفقراء باسم التجاره او الغزو للقبائل الفقيره او الضعيفه؟
وللاسف هناك بالكويت من يفكر بهذه العقليه السمجه من الصغار وليس الكبار انهم بيوم من الايام انهم اصحاب الرياده والنهضه بالكويت فشئ طبيعي ان يبرز هذا الصراع بين التجار والقبائل الذي تباركه الحكومه لتغطيه فشلها بأداره الدوله
بالنهايه اعذرني على الاطاله لكن موضوع المواطنه يحتاج لتعليق اكثر من هذا وانا احببت ان ابين نقطه معينه للافاده
ودمتم سالمين

١٣/١١/٠٨ ١٦:٠٣  
Blogger Mohammad Al-Yousifi said...

يسلم قلمك

١٣/١١/٠٨ ١٨:٠٤  
Blogger Manal said...

احب اسجل مروري من هنا
:)

١٤/١١/٠٨ ٠٣:٠٤  
Blogger blacklight said...

زرادشت
عودة موفقه أيها العزيز دائما ردودك غنيه ومميزه :)

مطقوقنا
يسلمك ويخيلك عزيزي :)

منال
شكرا على مرورك شرفتينا

بالمناسبه أعزائي يشرفنا أن نراكم أعضاء بالمنتدى الليبرالي فالأسماء التي تشارك وتتحاور قد نورت المكان رغم أنه حديث جدا وهذا مؤشر رائع أتمنى له أن يستمر لأنه نجاح لصالحنا جميعا.

١٥/١١/٠٨ ٠٠:٠٠  

إرسال تعليق

<< Home