٢٠٠٨/٠٨/١١

لا عزاء لك يا حريه

النهج الأخلاقي الحديث الذي تقوم عليه الدول المتقدمه له هويه دوليه قابله للتطبيق بأي مجتمع .من أولويات النهج الحضاري الحديث نصرة الحريات العامه وعلى مقدمتها حرية الرأي والتعبير التي هي موضوع هذا المقال .

الحريات العامه هي من أهم القضايا والأولويات بالمجتمعات الحديثه تلك الحريات خاضعه لبعض الضوابط التي ليست دينيه او مرتبطه بمشاعر مجتمع كما يدعي بعض الجهله والمتطرفين. تلك الضوابط هدفها حماية الفرد على المستوى الشخصي من الأضرار المرتبطه بالممارسات الشاذه الخارجيه عن فلك الإنسانيه التي قد يطالب فيها بعض المنحرفين بإسم الحريه.بمعنى آخر لا نستطيع أن نلغي الحريه بإسم الحريه لكن بإسم الإنسانيه وأمنها نستطيع ضبط الحريه.

لذلك هناك قوانين ولوائح لكل شيء تقريبا تلك. القوانين نفسها متغيره ويحق للجميع نقاشها والبت فيها بالطرق السلميه وهذه هي الفطره فالبشر مختلفين ومن المستحيل أن يتفقوا بكل الأمور .الضوابط والبديهيات الإنسانيه هي فقط الثابت والخالد أما القوانين والدساتير فهي متغيره مع الزمن وتطور الإنسان فكريا .

الإنسانيه ليست الدين وليست أيدولوجيه أو تيار سياسي. الإنسانيه هي هويه دوليه تتكلم بلغه واحده في ولا تعرف قطرا أو بلدا.

الحريه بشكل عام هي أن نتقبل الآخرين على اختلافاتهم ولا نتجاوز الحدود بيننا وبينهم فارضين عليهم أمورا غير مؤمنين او مقتنعين فيها ما لم يكن ذلك المفروض على أساس فكري انساني منطقي استحق ان يتطور ويصبح قانونا وعقدا اجتماعيا مطبقا بالأقطار المتحضره الأخرى.اذن المسأله ليست بالسهوله التي يتصورها البعض كي نفرض شيئا بقوة القانون يجب ان نمر بقنوات عديده ونقارن الى أن نصل الى نتيجه ترضي الأغلبيه وهنا تاتي فائدة الأيدولجيات الإنفتاحيه والفكر المستنير الذي يردد دوما كلمة "لماذا" بدلا ان يردد كلمة "لأن" .

هناك بعض الأمور التي لا تقبلها الحرية العامه ولكن مشكلة العقل العربي والإسلامي أنه متطرف وليس قادرا على استيعاب حقيقة أن الأصل بمفهوم "حريتك تنتهي عندما تتجاوز حرية الآخرين" هو توفير أكبر قدر من الحريات مع ضمان حقوق الفرد وليس قمع أكبر عدد ممكن من الحريات مع ضمان حقوق الجماعه كما تفعل العقليات المتلبرره عندما تنافق وتطأطئ الرؤوس للتزمت الديني والإجتماعي.

انتهينا من الحريه بشكل عام لننتقل لإحدى صور الحريه المثيره للجدل عندنا ألا وهي حرية الرأي.كما هو حال بالمفهوم العام للحريه هناك ضوابط للحرية الرأي تلك الضوابط خاضعه لذات المعايير الإنسانيه.

الإعلام المرأي والمسموع هو احد أدوات ممارسة حرية الرأي . وهنا يجب أن نعي تماما ان الإعلام هو جانب اختياري بحياة البشر وليس جانب اجباري. فعندما يطالب البعض بإغلاق قناة تلفزيونيه او موقع الكتروني لأي سبب كان يجب أن يتذكروا بما أنهم قد اختاروا بأنفسهم بكل طواعيه ذلك التعاطي الإعلامي اذن هم بكل طواعيه ايضا لهم حرية اختيار عدم التعاطي لكن ليس لهم الحق بإلغاء الأداة الإعلاميه و فرض فكرهم ونهجهم بقوة القانون .

بالدول المتقدمه من حق الإعلام المرأي والمسموع أن ينتقد حتى لو كان ذلك بطريقه ساخره , استفزازيه بل وحتى مبتذله أي شيء يشاء شخصيات عامه , أعراق معينه , اديان .....الخ طبعا الأمر الذي لاتستوعبه بمجتماعتنا أن الإنترنت وسيله إعلاميه وليست منبرا سياسيا مجبر الشخص على افشاء هويته الحقيقيه فيه .بإختصار كاتبي المدونات والمنتديات هم لا يختلفون عن شخصيات الأفلام والروايات هويات وهميه ومواد كتابيه وطروحات متنوعه يختارها القارئ بكل طواعيه .

السؤال يطرح نفسه هل الحريه الإعلاميه مطلقه ؟ للأسف لا يوجد بالعالم شيء اسمه حريه مطلقه وان كنا نسعى لذلك لأن ليس كل البشر مثاليين وليس جميعهم أصحاب نوايا خيره.

ضوابط حرية التعبير الإعلاميه هي ضوابط فرديه وليست فكريه . بمعنى آخر نستطيع انتقاد الأفكار قدر ما نشاء إعلاميا لكن لا نملك الحق بالتهجم على الأفراد بصفتهم الشخصيه لأي غرض كان.لذلك بالدول المتقدمه قانون الإنترنت لا يمنع سوى الآراء المراد بها التشهير وتشويه السمعه . هنا القانون لم يوضع كي يقمع حرية الرأي بل وضع كي يحمي الإنسانيه . شخصيا لست ضد مبدأ تطبيق قانون الإنترنت الدولي لكني ضد أن يحرف قانون مهم كهذا ويحول الى قانون قمعي قبيح يفرض على أساسه التخلف والفكرالإنغلاقي ..قانون الإنترنت الدولي ليس سوى صوره أخرى للقوانين المرتبطه بالهوية الإنسانيه كتلك المتعلقه بالتجاره والملكيه الفكريه . بمعنى آخر قانون الإنترنت هو مكمل للقوانين المحليه ويؤسفني القول أنه بدولنا العربيه نحن لسنا مستعدين لتشريعات وقوانين انترنت لأن قوانينا المحليه لم ترتقي انسانيا كي تصبح الكترونيه بل على العكس عدم وجود قانون انترنت محلي قد ساهم بشكل كبير بتنوير الأفراد وجعلهم قادرين على نقد انفسهم ومجتمعاتهم .

عندما نطالب بعدم صدور تشريعات لللأنترنت هذا لا يعني اننا مجرمين ومتعدين على القوانين كما بحلو لبعض عبدة القوانين والدساتير أن يدعوا .نحن نطالب تلك القوانين ان تحترم إنسانيتنا قبل ان تفرض علينا وأن تعي تماما أن حرية التعبير حق انساني مكتسب ومن العار علينا أن تظل دولنا ومنظوماتنا متأخره انسانيا بمباركة عقليات تبرر ذلك دينيا أو اجتماعيا.

تحديث:

من الطريف اني عندما تكلمت عن الحريه الإعلاميه ما لبثت وزارة الإعلام الكويتيه التي تصلي وتصوم وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر إلا أن وضعت إعلان فاشي يقتل الروح الإعلاميه. مشكلة هذه الإعلانات ليس فقط الجانب الأاصولي لكن أيضا عدم الأحترافيه وفقدان الثقه بالنفس . ما شانكم ان تم انتقاد المجتمع بشكل ما ؟ لستم المدينه الفاضله ولن تكونوا , اكبر الدول بالعالم تقدما وحضاره لديها مشاكل اجتماعيه وأمور يجب أن ينتقدها الإعلام وإلا لما أصبح اسمه إعلام. سياسة غسيل المخ والفاشيه التي تتبعون هي التي أفقدتكم الواجهه الحضاريه التي تتدعون امتلاكها ولن تملكوها ان استمريتم تفكرون بهذا الشكل.

15 Comments:

Blogger guevara said...

الحريه بالوطن العربي ما زالت الحكومات تعتبرها منه على المواطن
فأذا احبت ان تعطي مقدار بسيط من الحريه عملت الاحتفالات وأنشدت الاناشيد بالاذاعه والتلفزيون
اما بالعالم المتحضر فالحريه من اهم مقومات الدوله والتي تقوم على حق التعبير سواء بالكتابه او بالتمثيل حتى وصلوا لحق التعبير بالغناء
ومقوله حريتك تنتهي عندما تنتهك حريات الىخرين انتهت عند العالم المتقدم بعدما عرف هذا العالم حدود الحريات الفرديه لكل مواطن
واليوم اصبح عندهم مقوله مثلما تزيد حريتك لابد من زياده حريتي
هذا الفرق بيننا وبينهم عقليه تقدس الحريه الفرديه وعقليه تريد الرجوع وتعشق عقليه التسلط والغاء الآخر
ودمتم سالمين

١١/٨/٠٨ ١٥:٢١  
Blogger Mohammad Al-Yousifi said...

أحيانا لا تشغلني قصة الحرية مقارنة بقصة ما بعد الحرية

١١/٨/٠٨ ١٦:٥٩  
Blogger blacklight said...

زرادشت
عزيزي فعلا نحن الوحيدين الذين نكرر مقولة حريتك تنتهي عندما تتضارب مع حرية الآخرين دون ان نعي أن زمنها قد ولى .شكرا لك على الإضافه القيمه

مطقوق
عندما نحصل على الحريه نفكر بما بعدها لا تصبح عزيزي من مطبقي المثل "اللي ما يطول العنب يقول عنه حامض" فالوقت طويل كي نصل للعنب من يدري يمكن بنتك الأموره "سلمى" تعيش بزمن الحريه اللي فقدناه :)

١٢/٨/٠٨ ١٠:٠٧  
Blogger MaCHBoS said...

الحريه هذه الايام تحمل بروتوكولا معينا للأسف و تكون تحت مسمى الحريه و هي بالاصل مزيفه

١٣/٨/٠٨ ٠٨:٣٦  
Blogger blacklight said...

عزيزي مجبوس
ان كنت تعيش بمجتمع يدعي أنه يعطيك الحريه وبالحقيقه هو يفرض ضوابط ولوائح لا توجد بأي مكان آخر فهذه الحريه مزيفه.

١٣/٨/٠٨ ١٢:٠٨  
Blogger BLonDDyKe said...

اولا مدام الديجيمونات (اللحايا)) ماسكه الديره و تعصب الديني اتوقع لا يوجد حريه, ترى مو بالاسلام بس كل الديانات ما عدى البوذيه!
عادي توقع اي شي هذه الكويت و اذا موجودين هاللحايا لا توجد حريه ولا حتى فتات منها!, بالنسبه لهم انت و انا و كل الذي يشاركوننا في رأينا هم كفار لان عرفتهم على حقيقتهم فاا يبون الاباده و هيا الظوابط...الخ
نعم الانحطاط اللي انشوفه بالديره واضح و ضوح الشمس لكن ما ادري ليش..الكل ساكت؟ ليش؟ هل هي النقود؟ هل هي مع الخليه شقرْه؟!...
لا اعلم لكن لن استسلم و سوف اظل اكتب و اكتب حتى اخر نفس لي و اني اعلم انهم يقرؤون ;)
تذكروا جميعا ً اني ((بنت ابليـــــس))
تحياتي ;)

١٣/٨/٠٨ ١٦:٢٦  
Blogger AyyA said...

لو كانت الحريه امرأه لاعدموها في ساحه الحريه
لو كانت طائر، لحبسوه في قفص امن الدوله
لو كانت اله لكفروا به
الحريه لها فتنه المرآه و مخالب الجراح و سلطه الإلاه و هم يخافونها
طوبي للحريه و الف رحمه عليها في بلد يصارع الاشباح

١٣/٨/٠٨ ٢٢:٥٦  
Blogger blacklight said...

blond dyke
الأسلمه وغسيل المخ اصبحت سلعه رائجه هذه الأيام , صراحه أفكر بتغيير المعسكر لأن الموضوع سهل كلها لحيه وترديد قال الله قال الرسول ومجد ودعم وتقدير اجتماعي هذا غير النجاح السياسي.

آيا العزيزه
مشكلتهم مع الحريه أنها ستلغي كل جهود غسيل المخ التي يقومون بها . لن استغرب ان أتى اليوم ومنعوا الإنترنت والكتب .

١٤/٨/٠٨ ١٨:١٢  
Blogger Ubermensch said...

What do I have to do with their traditions, tolerenct religious teachings, and their national unity? I live a parallel existence where what I do is totally devoid from their existence and ridiculous values! It is mixing oranges and apples, there is no we in the first place. I exist as an idnividual.

I strongly recommend ayn rand's book anthem. she talks about the absurdity of such a collective society, instead of referring to oneself by I, you exist only part of the bigger 'we', and the capital crime is finding oneself and uttering the blasphemous word 'I'.

Ayn rand published the book in 1936, it was banned from the US for presumably attracking socialism... in america.. not till late 40's or 50's was she allowed to publish her book, ironically when socialist idealogies where banned in return..!!

There freedoms is irrelevent to mine, there no way u can convince me that what I say or publish affect their beliefs or values when they are not connected.

١٥/٨/٠٨ ٠٣:٣٦  
Blogger rai said...

http://www.alseyassah.com/editor_details.asp?aid=2577&aname=أحمد%20البغدادي

=============

العزيز بلاك لايت لم اجد كلمات اعبر فيها فوجدت ان مقال الكاتب احمد البغدادي اصدق تعبيرعن مايجول عن خاطري واستطيع ان اناجيك به :)

١٨/٨/٠٨ ١٢:١٨  
Blogger Ubermensch said...

أزال المؤلف هذا التعليق.

١٨/٨/٠٨ ٢١:٢١  
Blogger Ubermensch said...

books banned, media censored, philosophy corrupts the clueless youth.. but surprise surprise such wanton display of bastardly of open for the public..

خلاق (الأوروبي) بامتياز
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=662290&pageId=163

all this w ohma il racists lol..

notice the halfassed crass remark in the end..

mr. awadhi claims european are animals and worse.. claims they smell.. claims they're cheap.. then claims it's in fact doing them justice, and hasha his word are far from being injected with hatred?

If he fucking serious?

I'll just claim that muslims are terrorists, egyptians smell, arabs are money mongering rogues.. all out of fairness..

not sign of tolerance of other races, not respect to the intelligence of his audience.. not even a shred of decency toward his pathetic self..

between europeans and him.. i say maybe until yesterday morning before he decided to published this masterpiece of intellectual rubbish, they might have been.. but now it's a tough competition with himself

bil kuwait such a shameless person is said ghasil wayha ib boul.

١٨/٨/٠٨ ٢١:٢٤  
Blogger blacklight said...

dear ube
well said bro I couldn't agree more . yes its individuality they fear of ,thats why they made this state act like a nanny telling you what to eat and what to wear and how you do it.regarding that lunatic Nabel Al-Awadi his words really represent hostility and extreme hate to others just because they were born non Muslims , personally i don't see him wrong because his personal view is no different from the religion view.

عزيزي راي
شكرا على المقاله نورتنا بنور البغدادي الساطع.

١٩/٨/٠٨ ٠٠:٥٦  
Blogger AuThoress said...

أحيانا أقول .. لؤلائك الرافضين للحرية بكل ما تقدمه لهم/لنا من مساحة للتحرك... بأنهم "هُم" أنفسهم سينعمون بتلك المساحة لممارسة معتقداتهم دون التضييق عليهم


الحرية مكفولة للجميع، إنسانيا


محبتي

٢٠/٨/٠٨ ١٢:٤٧  
Blogger blacklight said...

dear Ube
unfortunately racism is associated with every religion out there thats why mankind today has embraced international norms and ethics instead of religious ones . the utopia we see the west living in was brought by their own efforts when they introduced liberalism and secularism ideals . unlike others i don't see these ideals as deity or faith to be worshiped or follow literally but as necessary tools needed to regain what is left from our society humanity and sanity.read the next article i hope u will like it.

عزيزتي Authoress
عندما يكون البعض أناني ويخشى الحوار فهو قطعا سيفرض القمع والمنع على غيره.
شكرا لمرورك

٢٠/٨/٠٨ ٢٣:٠٧  

إرسال تعليق

<< Home