الحجاب حريه شخصيه أم مؤامره تاريخيه

الحجاب بنظر الدين الإسلامي هو الزي الشرعي الذي يجب ان تلتزم فيه المسلمه البالغه .اتفقت المذاهب الإسلاميه أن حجاب المرأه يعني كشفها فقط لوجهها وكفيها كما تفعل أثناء قضاء العبادات الدينيه . بهذا المقال سأوجه بقدر المستطاع نقدا للحجاب ليس من منظور وجهة نظري الشخصيه بل بإستخدام تحليل سياسي وثقافي لهذا الزي المثير للجدل الذي قطعا لا يناسب الزمن الذي نعيش فيه حاليا .

دينيا وتاريخيا :

ذكر القرآن لفظ الحجاب بسورة الأحزاب:
"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما"

أي شخص قرأ ولو قراءه سطحيه للتاريخ الإسلامي يحق له أن يستفسر ما هو الأذى المقصود فيه بهذه الآيه وكيف يحدث أذى على النساء خصوصا انها ذكرت أيام المدينه ومعروف أن المدينه واهلها لم يعادوا الإسلام والمسلمين وأهل المدينه يفترض فيهم ان يكونوا قد اطاعوا حرفيا تعليمات الرسول من غض البصر والنهي عن المنكر وغيرها , اليس تلك الفتره هي ما يسميه معظم المسلمين العصر الذهبي وزمن المثاليه البشريه؟

الجواب يكمن بتفسير القرطبي

لما كانت عادات العربيات التبذل ، وكن يكشفن وجوهن كما يفعل الاماء ، وكان ذلك داعبة الى نظر الرجال اليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسوله ان يأمرهن بارتداء الحجاب عليهن اذا اردن الخروج الى حوائجهن ، وكن يتبرزن في الصحراء قبل ان تتخذ الكنف ، فيقع الفرق بينهن وبين الأماء .... وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فبتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة ، فتصيح به فيذهب ، فشكوا ذلك الى النبي فنزلت هذه الآية

كلام القرطبي هو حقيقه تاريخيه مثبته ببعض الأحاديث الصحيحه والتي لن أضعها فالمقال يتضمن جوانب أخرى غير الجانب الديني.

ملخص القول الحجاب كان وسيله لصد عاده قبيحه يمارسها العرب سابقا ولا يوجد فيه أي معنى روحاني بل على العكس مؤيدي الحجاب من أهل الدين يستخدمون منطقا حيوانيا كأن المرأه وجدت فقط للمتعه الجسديه لذلك يجب تغطيتها. من بين جميع فقهاء الدين لم يتجرأ أحد ويعارض مدى الزامية الحجاب غير المفكر العقلاني الإسلامي جمال البنا الذي تم اتهامه بالإلحاد والخروج عن المله.

سياسيا:

استمر الحجاب ليس كفرض ديني بل كعاده اجتماعيه تميز العرب والمسلمين وان اختلفت بالشكل ودرجة الستر من قطر لآخرالى أن جاء زمن القوميه العربيه .

القوميه العربيه كفكر حمل بطياته العديد من المفاهيم للأسف معظمها كان هداما وفاشلا مثل الشيوعيه , الإشتراكيه والعقليه العربيه الفاشيه التي تتهم الآخر بالصهيونيه والعماله وطبعا القمع السياسي والدكتاتوريه.بالمقابل القليل منها كان متميزا وجميلا كالعلمانيه , الإنفتاح وتحرير المرأه وكسر القيود الإجتماعيه لسوء الحظ بقيت معظم المفاهيم الهدامه وتلاشت كل المفاهيم البناءه.

فشل القوميه العربيه سياسيا قد فتح الباب على مصراعيه لبزوغ نجم الإسلام السياسي وعلى وجه التحديد بمصر.تم تصدير ثقافة حجاب الرأس للجزيره العربيه كان بسبب التأثير السياسي المصري أي بمعنى آخر لم يكن لحجاب الرأس وجود بالجزيره العربيه كانت هناك العباءه التي أحرقتها نسائنا المناضلات بالستينات. وطبعا الحجاب كان رمزا مهما في تلك المرحله التي لازالت مستمره الى يومنا هذا. العرب والمسلمين سابقا وحاليا يريدون أن يثبتوا للعالم أنهم مستمرين بصراعهم مع اليهود لكن الصراع هذه المره تحول الى الطابع الثقافي. ولعل تصرفات العرب اليوم بالدول الغربيه وفرضهم لكل ما هو إسلامي هناك بشكل وقح ومخالف للقوانين أحيانا هي احدى الوسائل النفسيه التي يريدون فيها استمرار الصراع مع المنظومه الدوليه التي يرونها قد ظلمتهم بإعترافها بالدوله العبريه. لذلك اصرار المرأه العربيه على ارتدائها لغطاء الرأس او النقاب بالدول الغير اسلاميه هو تروط مباشر بهذا الصراع ورسالة عداء يود العرب والمسلمين ايصالها.

اجتماعيا ونفسيا:

الحجاب بنظر المجتمعات العربيه هو رمز للعفه والأخلاق وليس بالضروره مظهر من مظاهر الإلتزام الديني . وجود الحجاب خلق العديد من المشاكل النفسيه فالذكر والانثى ينجذب كل منها للآخر وهذه غريزه بشريه. المحجبه الملتزمه باللباس الشرعي حرفيا ستفقد القدره على جذب الرجل لذلك يجب عليها ان تتوصل لطريقه تحقق لها مبتغاها دون أن تتصادم مباشره مع الشرع . طبقا الطريقه الفعاله والتي لازالت حاضره لوقتنا هذا هي تغطية الشعر فقط والسفر والتبرج بالماكياج والمساحيق وارتداء ملابس لا علاقة لها بالزي الشرعي هنا نحن لا نلوم المحجبه على هذا التناقض فهي أنثى من حقها أن يراها الذكر جميله ويطلب منها الإقتران حالها من حال بقية نساء الأرض . هنا يجب أن لا ننكر حقيقه هامه الا وهي ان الحجاب قد قيمته الحقيقيه المتمثله بالستر ودرء المفاتن وفوق ذلك كله الحجاب قد ولد مجموعه من الأمراض النفسيه والإجتماعيه .

ما هو مصير كل بنت سفور بالمجتمعات العربيه ؟ الطعن بالشرف أو الإتهام بالكفر وغيرها من الأوصاف الشنيعه التي تستخدمها المحجبات لوصف السفور بها ليس بسبب الحميه الدينيه فقط بل بسبب الغيره النسائيه وعقدة الشعور بالنقص .

As if women need more reasons to be irrational and shallow :)

هناك جانب عقائدي مهم بعقلية المحجبات خصوصا اللاتي يدعين أنهن تحجبن عن "قناعه" . هؤلاء بحاجه لصفعه توقظهن من أحلامهن الورديه حيث أن الواقع يقول لا يوجد بالموضوع قناعه وكفاكن خداعا لأنفسكن ,أنتن لم تتطلعن على الجانب التاريخي الصحيح للحجاب كي تقفزن لاستنتاج "القناعه" التي تردن ارضاء كبريائكن فيها. فهو أمامكن وأمام عموم المسلمين فرض ملزمين فيه ولا مجال للقفز فوق هذه الحقيقه.

ماهو منطق مؤيدي الحجاب اليوم ؟ منع الفتنه ؟ مشكلة هذا المنطق أنه يعادي فطرة البشر وهو ليس سوى فرض قيد متطرف لشيء طبيعي ولعل حادثة عمر بن خطاب مع الفتى الوسيم نصر بن حجاج السلمي الذي أمر عمر بحلق شعره فإزداد جمالا ثم امره بوضع عمامه وازداد جمالا مره أخرى الى أن اضطر عمر لنفيه الى البصره خير دليل على هذه المعضله.هنا السؤال يطرح نفسه هل المجتمع الإسلامي يرى فقط المرأه مصدرا للفتن بسبب جمالها ولا يرى الرجل من نفس المنظور؟ ان كان ذلك صحيح لما تحطمت قلوب الفتيات على مشاهير التمثيل والغناء وتلك ليست مشاعر مبتذله أو منحطه كما يحلو للبعض أن يصفها هذه فطره إنسانيه وردة فعل طبيعيه الشذوذ والجنون هو قذف الطرفين الفاتن والمفتون أو الإساءة لهما.

ماهو وضع الحجاب محليا عندنا؟ بالكويت بلا مبالغه الحجاب هو احد مظاهر الطبقيه فالعديد من أهل البرجوزايه الذين يتغنون بالدين ويباركون للقوى الأصوليه ترفض نسائهن الحجاب بحجة انه بالعامي "هلاقه" ويتعارض مع الموضه الغربيه التي تعتبر من أهم اهتماماتهن وميولهن بالحياة.اما الطبقات الوسطى والدنيا لأنها بين مطرقة الأصوليه السياسيه وسندان الفقر فلا يوجد شيء بحياتها شيء غير الدين تتمسك فيه فمن الطبيعي أن تكون نسائها محجبات ومن الشاذ ان يصبحن سفور.

بالنهايه ومن وجهة نظري المتواضعه موضوع الحجاب ليس حريه شخصيه كما يردد البعض بل مجموعه من النوايا السياسيه , الإجتماعيه والدينيه الخبيثه تود منظومنتنا المتخلفه ان تستخدمها كي تتحكم بالمرأه وتلغي عقلها فيها.
لا توجد حريه شخصيه عندما يتعلق الأمر بفرض ديني , ولا توجد حريه شخصيه يعامل مرتكبها كأنه مجرم ولا توجد حريه شخصيه يتم قذف مرتكبها وتسليط سهام الحقد والوقاحه عليه. هذا هو المجتمع الإسلامي يسحق كل من يختلف معه ويسفهه حتى بأتفه المسائل الشخصيه ثم يأتي و يدعي بكل وقاحه انه يحترم الإختلاف والخصوصيات .