٢٠٠٨/٠٧/١٤

الدين والتخلف الأخلاقي

يعتقد البعض أن كلمة تخلف مرتبطه بمفاهيم الغباء أو الجنون (التخلف العقلي) وهذا قطعا إعتقاد خاطئ فالتخلف يعني التأخر ولكنه مفهوم عام يشمل العديد من المجالات .

لنتكلم اليوم عن التخلف الأخلاقي وهو يعني إنعدام السلوك الحضاري .مشكلة شعوب المنطقه ونحن اولهم أننا نظن أننا الأفضل خلقا وسلوكا لأن الأغلبيه مسلمين والإعتقاد السائد لدى تلك الأغلبيه أن الدين هو الأخلاق .

طبعا إعتقاد أن الدين هو الأخلاق هو ليس فقط عنصريه وغباء بل تنقيص لأصحاب المعتقدات الأخرى سواء كانوا داخل المنطقه أو خارجها.ماذا يعني السلوك الحضاري ولماذا تم تصنيفنا على أساسه بالعالم الثالث ؟ لماذا لازلنا تحت مظلة العالم الثالث رغم كل هذه الاموال وشدة الإلتزام المتزمت بالدين مصدر السلوك الحضاري كما يدعي البعض؟

الجواب بكل بساطه أن لا المال ولا الدين قادرين على تأسيس منظومه أخلاقيه متحضره يحتذى بها.

وحده المجتمع بكل أدواته التربويه , التعليميه والإعلاميه قادر على تأسيس هذه المنظومه أو تأسيس نقيضها (المنظومه المتخلفه).نبدأ بالأسره وهي نواة تأسيس الأفراد نستطيع القول أو الفرضيه أن معظم الأسر العربيه هي أسر إسلاميه فبالتالي سيستخدم آباؤها نفس المبدأ الديني الأخلاقي المغلوط لصقل سلوكيات أبنائها .المشكله قطعا ليست بالمبدأ بحد ذاته لكن نتائجه غالبا ستؤدي لخلق جيل عنصري يظن أنه الأسمى خلقيا والاكثر تحضرا على مستوى العالم فبالتالي هو ليس قادرا على ممارسة النقد الذاتي وهي أداة محايده ضروريه لصقل السلوكيات الحضاريه وإلا لما تقدم العالم اخلاقيا ولما طمست الشعوب المتحضره السيء والردئ من سلوكياتها حتى تلك المقترنه بالعادات والتقاليد والثوابت .لا أعتقد أني بحاجه لذكر الأمثله عن الولد الذي يصلي كل صلواته بالمسجد لكنه يتكلم بلغة المواخير أو البنت اللتي تحجبت بالإبتدائيه ولا تخجل من أسلوبها الوقح عندما تتعامل مع الناس . هنا الدين هو الغمامه التي أعمت هؤلاء وغيرهم الكثير وألغت منهم القدره على تقييم ذاتهم وانا لا ألومهم فالأولويات الدينيه تضلل الفرد وتشتت فكره وتوصله قمة النرجسيه والغطرسه وهو غير واعي.

انتهينا من الاسره لننتقل الى المدرسه وهي كذلك نواة تأسيس الأفراد وصقل سلوكياتهم .المدارس العربيه حالها من حال الأسر العربيه هي كلها مدارس دينيه أساسها مبدأ خلق الطالب الإسلامي الملتزم بالشرع والضوابط الإسلاميه الذي سيحرر الأمه العربيه من براثن الصهيونيه والإمبرياليه الكافره .أين السلوكيات المتحضره ؟ الرد المعلب نحن نهتم بالتنشئه الإسلاميه وهي الأخلاق والسلوكيات الحضاريه.بالعالم الحديث التحضر والثقافه تعني الفنون كيف سنخلق جيلا مثقفا ومتحضرا بمدارس تستصغر الفنون وتهمشها.أي تحضر سلوكي سنحقق ومدارسنا لا تعلم ميثاق حقوق الإنسان ولا تنشر فكر التسامح وتقبل الثقافات والشعوب الأخرى.

لننتقل الى الإعلام ولكي نختصر المسافه لننظر الى حال إعلامنا الكويتي كيف كان وماذا أصبح اليوم . السبب ليس الفساد المالي والإداري فقط بل السبب الحقيقي هو أن إعلامنا العربي عموما وإعلامنا الكويتي خصوصا هو إعلام قمعي متزمت يتبع الضوابط الإسلاميه التي بإسمها أصبح كيانا رقابيا وصيا بدلا من ان يكون كيانا حرا يفتح العقول ويوسع المدارك .الإعلام العربي بدلا من أن ينشر الثقافه ويشجع التحضر السلوكي أصبح بوقا دينيا . ولكي لا يتهمني أحد باللإفتراء تذكروا برامج التوعيه التي كانت تعرض بالكويت بالثمانينات (سلامتك , هذا بلدنا اللي نبيه ....الخ) أصبحنا نرى بدلا منها برامج مؤدلجه أصوليه .طبعا دوره القمعي لا يقتصر على انتاجه الإعلامي بل تطاول حتى المواد الإعلاميه التي يختارها المستهلك ورقابة الكتب ودور السينما وغيرها من المظاهر المتخلفه خير دليل على هذه النقطه.

هل الدين سبب مباشر للتخلف الأخلاقي ؟ الإجابه بكل بساطه نعم فالتشويه البشع المتعمد لدور المؤسسات الإجتماعيه والتدخل بإختصاصتها وخصوصيتها قد خلقت لنا مجتمعا عقيما من الناحيه الأخلاقيه الحضاريه.

ما هي الأخلاق بنظر الإسلام؟ الذهاب الى المسجد على مرأى ومسمع الكل , عدم شرب الخمور , العفه والإبتعاد عن الزنا والعلاقات الغير زوجيه , الإلتزام بالزي الشرعي , محاربة البدع والمعاصي .....الخ .

بالذمه هل هذه أخلاق أم تعاليم وأوامر دينيه معظمها لا علاقة له لا بالعقل ولا المنطق؟ عندما تتحول هوية الدين من الروحانيه الى الماديه فهو سيخضع لكل قوانين الماديه من نقد ومنطق وإستغلال و غيرها .الدين حاليا ليس سوى احدى الوسائل الماديه التي يستخدمها الأفراد للوصول الى غاياتهم الماديه وهذه ليست بحاجه الى أمثله فنحن نراها ونتعامل معها بشكل يومي.

نرجع إلى التعاليم الدينيه أو كما يحلو للبعض ان يسميها الأخلاق الدينيه , سواء كانت هذه الأمور صحيحه او خاطئه لكنها قطعا ليست الأخلاق والسولكيات المتحضره التي نراها عندما نسافر ونفتقدها حين نعود.

ليست الأخلاق أن نتدخل بخصوصيات الأخرين ونحكم عليها من منظور ديني بل الاخلاق هي إحترام الخصوصيه وفصل هذا المنظور عن نظرتنا لسلوكيات للأفراد.

الدين لن يعلمنا احترام الإنسان مهما إختلف عقائديا , جنسيا أو عرقيا .الدين لن يعلمنا إحترام القوانين واللوائح , الدين لا يعلمنا أو بالأصح لا يجبرنا إلا على إحترامه وتقديسه هو ولا شيء سواه فبالتالي سينطبق علينا المثل "راعي البالين كذاب" كيف نريد تحقيق الرقي الأخلاقي والتطفل الديني قد وصل بالفعل لأقصى مستوياته وحال دون ذلك ؟
تحديث:
بناء على شكوى جبانه من مجموعه نعرفها جيدا تم مؤقتا إغلاق مدونتي عتاوية الفريج وزرادشت و لا أستغرب ان مست الشكوى بعض المدونات الأخرى التي لا يؤمن أصحابها بدين الرحمه والتسامح !شكرا لكم زملائي الجدد أثبتم أن فكر بن لادن والزرقاوي لا يختلف عن هؤلاء بشيء , رساله واحده نود إيصالها نحن العلمانيون لاتوجد خطوط حمراء بعالم الإنترنت: النقد , التطرف بالرأي وحتى الإستهزاء جزء من حرية التعبير الغير مقتنع بهذا العرف من الأفضل له حفاظا على كرامته وكبريائه عدم الدخول بنقاشات اكبر من حجمه وحجم عقليته المحدوده .

13 Comments:

Blogger MaCHBoS said...

للأسف أخي العزيز الدين علمنا الكره القتل , الجهاد , العنصريه الصارمه و كره التطور بالله عليكم الا تريدون مواكبة التطور ؟
هل الدين مشروع لمصالح الشخصيه ؟
كيف كنا و كيف نحن الآن !!
في السابق كان كل شي متحرر لدرجة سمعت بال99.7 RKFM قالت المذيعه ليندا in 1999 We were high tech BACK THEN ركزوا على كلمة back then يعني قبل كنا متطورين و الان اصبحنا متخلفين من هالبطاريق

١٤/٧/٠٨ ١٦:٠٠  
Blogger yoohoo~~ said...

للاسف هذا حالنا و لا عزاء لكويتنا

١٥/٧/٠٨ ١١:٠٣  
Blogger rai said...

استاذي بلاك لايت مقالك سلب مني جميع الكلمات التي اريد التعليق بها , فقد جاء شامل وكامل دون تجريح وتهجم كما ذكرت فيه
"راعي البالين جذاب"

ادعوك لقراءة مقال الدكتور ساجد العبدلي وتلميحه لشيء ما :)

http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=69253

١٥/٧/٠٨ ١٣:١٨  
Blogger blacklight said...

مجبوس
لا يوجد دين سلام وتسامح بلا عيوب بالعالم كله المسيح كانوا يحرقون النساء بحجة الشعوذه اليهود لديهم عقيده عنصريه مقيته لا علاقه لها بالإنسانيه لكن الفرق أن المجتمعات المتحضره قد أبقت أديانها بالمعابد بعيدا عن المدنيه. وهذا ليس إلحادا أو تنقيصا من دور الدين هذه العلمانيه الحقه التي ترى أن هذه المعتقدات كي تنال إحتراما ومكانه روحانيه من الأافضل لها أن تبقى بعيده.

ماو
لا تيأس كلامنا مقروء ويكفي إذا شخص واحد من كل ألف شخص اقتنع فيه

راي صديقي العزيز
لست من النوع الذي يجرح او يشكك بالمعتقدات لكن هذه المعتقدات يجب ان تعرف انها ليست فوق النقد ان تطاولت على تحضر وتقدم المجتمع الذي أعيش فيه.
قرأت المقاله وصراحه هي وسام على صدري أني سجلت موقفا ضد ذلك الدجال المتاجر بالصلاة . ليدلس العبدلي وغيره وليعلموا ان العلمانيه التي نعتنقها لن ترحم المعتقدات التي لا تحترم المدنيه والإنسانيه.بالمناسبه لدي القدره الكامله للتشكيك والتجريح المبني على ادله وإثباتات للدين لكني لن افعل ذلك لأن ما يؤمن فيه الناس هو حريتهم الشخصيه .ان تجرأوا وحولوا إيمانهم الى وسيله للوصايه والتحكم بحياتنا لست مجبرا على إستمرار أحترام ذلك الأيمان.

١٥/٧/٠٨ ١٣:٥٧  
Blogger zaradisht said...

الاخ بلاك نايت:
اخلاق المسلمين تنم عن عنصريه نتنه مثل ما قلت دايما اهم خير امه اخرجت للناس
وللأسف اقولها من مدونتك العزيزه أن مدونه نواقيس التابعه لي أقفلت والسبب التيار الظلامي وشكوتهم عليها لكن وعد مني أني راجع خلال هاليومين واقرى ما كتبته عند زميلتنا العزيزه مدونه أم العيال
اسلوب التيار الديني الوقح لا يحترم احد ولا رأي احد

أخوكم: زرادشت

١٥/٧/٠٨ ١٥:٣٨  
Blogger blacklight said...

عزيزي زرادشت تم اضافة تحديث بالموضوع لا تفقد أعصابك ولا تتوتر فقد اثبت لنا إفلاسهم الفكري وأنهم كذابين لا يحترمون حرية الرأي.

١٥/٧/٠٨ ١٦:٢٩  
Blogger zaradisht said...

شكرا ياأخي بلاك نايت
والصراحه توقعت منهم كل شي لانه مثل ما قلت عنهم ناس جبناء
لكن ايدنا بيد بعض وراح نفضحهم
ولا تخاف مو هالاشكال الي يخلوني افقد اعصابي

ما نقشت أسلامي ألا سحقته ولم أحاور علماني ألا أحترمته

١٥/٧/٠٨ ١٧:٠٥  
Blogger MaCHBoS said...

تسلم زميلي بلاك لايت =) ولكن سوف اتعمق بكشف الاعيب الاسلاميين كنت في السابق متخوف بذكر مواد دجاله اسلاميه ولكن من الحركه القرعه اللي صارت سوف اجعلهم يفقدون الناس عقلهم و اكشف حقيقة هؤلاء المشعوذين و اشكرك من جديد =)

١٥/٧/٠٨ ١٩:٤٤  
Blogger BLonDDyKe said...

عادي استقبل اي شي, لانك عايش بالكويت فا تلاقي الظاهر الكلام مو عاجبهم فاا لحيتهم قامت تصير سبايكي و سبه التعصيبه لووول, و صدقني الكل ليومك هذا الكل قام يقلب علماني لان يعرف حقيقه الديانات و خصوصا الدين الهدام.
عجيييب و روعه البوست ما اقدر اعلق اكثر من جذي ;)
نحن ايد وحده و يا جبل لا يهزك ريح.
تحياتي

١٥/٧/٠٨ ١٩:٥٤  
Blogger blacklight said...

الأعزاء
زرادشت , مجبوس , بلوند دايك

الإرهاب اللي مارسوه عليكم اليوم مورس علينا قبل 5 سنوات منذ ايام الشبكه الليبراليه واهو سبب استمرار مسيرتنا . الطريق طويله وشاقه ومليانه شوك ولسعات حشرات جبانه بس ثقوا أن الصلابه والعزيمه ما توقفها لا اشواك وحشرات.

١٦/٧/٠٨ ٠١:٠٦  
Blogger AyyA said...

بلاكي
العلاقه بين الغباء و التخلف علاقه طرديه، فكلما زاد الغباء زاد التخلف و العكس صحيح. اما قولك "مشكلة شعوب المنطقه ونحن اولهم أننا نظن أننا الأفضل خلقا وسلوكا لأن الأغلبيه مسلمين والإعتقاد السائد لدى تلك الأغلبيه أن الدين هو الأخلاق" فهذا الاعتقاد نابع من الدين نفسه، فكيف نلوم من ياخذ تعاليمه من دينه؟ و لا تنسي دور الحكومات في زياده الجرعات الدينيه لشعوبها و علي مدي زمني طويل.
ما يحدث شئ طبيعي، و قاعد يحصل في جميع الدول الاسلاميه و ليست الكويت فقط، و انا اشبه هذه الفتره، بل اسميها عهد التنوير الثاني علي غرار عصر التنوير الاوروبي و الذي كان السبب في تبني العلمانيه من قبل رجال الكنيسه قبل غيرهم (عندك د. ساجد العبدلي مثال علي ان بدايه الغيث قطره). اما من يحاول اسكات الراي الاخر انما يكون دائما دافعه الخوف من اظهار الحقائق، فالحقائق تكشف العورات و تحيي الشك الفطري مره اخري. و هنا الخوف يكون نابع من خوف الشخص علي نفسه قبل غيره. و في زمن التكنولوجيا معركتهم خاسره بالتاكيد. و لن يضير الحجب العقول المفكره و المبدعه من ان توصل صوتها الي العلن، فهناك مليون طريقه و طريقه لكسر الحواجز و لو كره المؤمنين٠
بالمناسبه؛ الحجب او الحضر ليست هي الوسيله الوحيده للدفاع عن الدين، بل هنالك محاولات في العالم الاسلامي اليوم لتحديث الدين الاسلامي و جعله عصريا (علي غرار مشروع التلذذ بالصلاه للخراز)و ذلك كي لا ينفر اصحابه منه، و منهم حتي من يحاول تحديث القران. و هي محاولات انا شخصيا لا اعتقد انها مجديه، و مني لك هذا الرابط لسيمبوزيم قيم، و اتمني ان يقرآه الجميع هنا لما فيه من معلومات قيمه للوضع الراهن٠

http://frontpagemagazine.com/Articles/Read.aspx?GUID=A00F3895-42BB-4A7D-9FA5-4A19F3286EAD

دمت مبدعا عزيزي، و دام كيبوردك

١٦/٧/٠٨ ٠٢:١٠  
Blogger blacklight said...

العزيزه آيا
الغباء أو التخلف العقلي ليس محصورا على جنس أو نوع بل هو نتيجه للظروف والتي أراها بمجتمعاتنا دينيه وطبعا التخلف الفكري سيولد التخلف العقلي والغباء وإلا لما استغل شيوخ وتجار الدين الحمقى والمغفلين .

أتمنى أن يكون عهد التنوير وليس عهد الظلام عزيزتي فالعقل الكويتي والعربي أصبح متناقضا ينتقي خليطا غير متجانس من الأفكار سواء من الجانب الديني أو العلماني فبالتالي يصبح صاحبه اضحوكه فكريه هلاميه غير قادره على تحديد أولوياتها .تخيلي انه وصل الحال لبعض الحمقى المتخاذلين أن يقولوا "ما الضرر أن تكون الشريعه الإسلاميه احد مصادر التشريع العلماني"؟ لا أدري ماذا اقول هؤلاء على ما يبدو يأخذون العلمانيه والليبراليه كألقاب يتبجحون إجتماعيا بها دون ان يكترثوا لجوهرمبادئها

العزيزه هيفا
توضيح الإغلاق جاء من موقع بلوجر بحجة السبام لأن المواقع جديده ولذلك قلنا أن التصرف جبان وياسلام على الأخلاق الإسلاميه العطره يدافعون عن الدين بالكذب والتدليس نحن لا نلومهم فتعرض منتدياتنا الليبراليه سابقا لهمجات الهاكرز الإسلاميين الهمج قد وضح لنا مدى تحضر المسلمين ورقيهم الحواري.

١٦/٧/٠٨ ١٥:٢٦  
Blogger yoohoo~~ said...

بلاكلايت

محاولة اغلاق مدونتنا ما هي الا وسام شرف لنا لاننا نوصل للناس حقيقة هؤلاء الشرذمة المتخلفة و الخائفة من الانقراض ان صح القول

١٦/٧/٠٨ ١٩:١٣  

إرسال تعليق

<< Home