٢٠١٠/٠٤/٠١

لا لسجناء الرأي




المحامي محمد عبدالقادر الجاسم هو سياسي مخضرم أحرص على متابعة كتاباته رغم اختلافي الشديد معه وتحفظي الأشد على ماضيه الأسود وتحديدا قضية الناقلات التي سخر نفسه مدافعا عن سارقيها.
بغض النظر عن طروحات الجاسم السياسيه الشيقه التي ليست بنظري سوى ضربا تحت الحزام وغدرا بأصدقاء الأمس يواجه هذا الرجل اليوم حكما بالحبس يجعله سجين رأي وهذا قطعا يجبرنا ادبيا على الوقوف معه .
مساندتي اليوم ليست لشخص جاسم نفسه بل للحريات العامه واستنكارا لأي صوره من صور الإقصاء التي قد تطال أي صوت معارض لرئيس مجلس الوزراء مستقبلا.

لكن كما نطالب بحرية الجاسم أيضا نطالبه بدلائل على ادعاءاته وأقاويله التي يسطرها بكل مقال متجاهلا أي تبعيات قد تسببها .
اتحفنا الجاسم بنظرية "كوهين الكويت" التي حتى لو افترضنا صحتنا إلا أنها أصبحت مثل مسمار جحا تستخدم ضد الطائفه الشيعيه وبما ان الوحده الوطنيه هي آخر موضه سياسيه مؤخرا اذن هذا انتهاك صريح لها .
وبمناسبة الحديث عن الوحده الوطنيه أتمنى من مناصري ضمير الأمه ورمزها أن يثبتوا لنا كيف انهم ليسوا اعداءا للوحده الوطنيه وكل استجوابات الشعبي انتقائيه ضد الوزراء الحضر . كذلك لماذا سكت التكتل الشعبي طوال هذه السنوات على فساد السلطه التشريعيه وجاء اليوم بعد أن خسر آخر معاركه الإستجوابيه يتهم نوابا حضر بالفساد التشريعي والتفاوض مع الحكومه ؟
الجاسم ؛ التكتل الشعبي والمعارضون الجدد كلهم على اختلاف أهدافهم ومناهجهم الفكريه يمارسون لعبه سياسيه قذره ستؤدي حتما لمجموعه من الكوارث السياسيه لن تحل إلا بالحل الغير دستوري وشخصيا أتمنى ذلك لأني ضقت ذرعا بمخرجاتنا الديموقراطيه التي لا علاقه لها لا بالديموقراطيه ولا النظام المدني .

طبعا البعض سيضعني فورا بمعسكر الحكومه بعد عرضي لهذه القناعه فنحن نعشق تخوين الآخرين واتهامهم بالعماله وموالاة النظام . ليعلم هؤلاء أن ولائي الفكري والوجداني هو للنظام المدني الحقيقي . الواقع السياسي الذي نعيشه اليوم بالكويت بسبب انعدام مقومات الفكر المدني التعددي الأصيل لا يمكن إطلاق صفة المدنيه عليه .يقولون أن الشعوب الشبعانه هي الشعوب القادره على البناء والإزدهار اذا لماذا نحن لا نبني ولا نزدهر ؟ لأننا بكل بساطه لسنا شباعى بل متخمون وفوق ذلك جشعون وشرهون نرى كلنا كبيرنا قبل صغيرنا أن المواطنه هي فقط مزايا ومنح ريعيه ماديه وليست أخلاقيات ومبادئ علينا الحفاظ عليها والتمسك بها .هذا هو الواقع الذي يجب أن نطالب مشرعينا بتغييره ويطالبون هم التنفيذ بإنجاز ذلك التغيير .

لذلك مفهومي الشخصي للعداله سيظل مختلفا تماما عن مفهوم المعارضين الجدد فهم لأنهم ريعيوا المنشأ والفكر لن يهتموا إلا بالفساد المادي لذلك عدالتهم ستتمحور حول المال العام وقضاياه المختلفه .
عدالتي ترى أن من يسرق المال العام هو مجرد سارق و من يغتصب الحريه فهو مجرم ومن يضلل سياسيا الرأي العام مستغلا الشلليه والإنتماءات الإجتماعيه المختلفه سواء كانت قبليه ؛ عائليه أو طائفيه هو مدلس لن يجلب لنا سوى الدمار .

بالختام أقول لا لسجناء الرأي حتى لو كان كلام الجاسم فعلا يمس كرامة رئيس مجلس الوزراء (وبالحقيقه أشك بذلك فلم أقرأ أي شتم أو مساس بمقالات الجاسم يثبت ذلك) فالحكومه مطالبه بنشر تفاصيل القضيه والحكم عليها .ولكي أكون منصفا ذات الجاسم ليست فوق القانون و ادعاءاته التي هي على الأغلب بلا دليل أو سند هو مطالب أدبيا وقانونيا بإثباتها .

4 Comments:

Blogger rai said...

صديقي بلاك لايت حتى الان لا يعلم الكثير من المواطنين ماذا تعني حرية الراي ولا حرية التعبير حتى انهم يعتبرون مافعله الجاسم تعدي على خصوصية الشيوخ !!
عزيزي من تعود على الذل والعبودية فلن تصلح له الحرية .

٢/٤/١٠ ١١:٢٤  
Blogger panadool said...

أختلف معاك لأخى العزيز

حرية الرأى بدون قذف وسب

يجب أن تقول رأيك بدون سب الاخرين بكلمات

الاخلاق والاحترام يجب أن يكون موازى لحرية الرأى

وإلا سنكون بالغابة وسيكون الناس كالهمج الرعاع

كل شيئ له حدود وضوابط ولاأحد يتعدى على الاخر

ولانستغل حرية الرأى بالاسائه لبعضنا البعض

الرقاية الذاتية والحرية المسؤولة هى المطلوب

وليس فقط لموضوع الجاسم .. بل حتى أعضاء الامة ومايصدر عنهم من كلمات وألفاظ نابية

وشكرا عالبوست

٢/٤/١٠ ١٦:٣٤  
Blogger AyyA said...

إتفق معك تماما عزيزي بلاكي ، و عندي سؤال: هل تم سجن الجاسم مرة أخري؟

بانادول
لو كان حرية إبداء الرأي سيجعلنا في غابة لكانت الدول الغربية غاطسة في الغابة و ليست تلك المتقدمة و المنظمه التي نزورها اليوم
عزيزي
عندما تقول "
حرية الرأى بدون قذف وسب"
هذا معناه أنه حريه بشروط ، أي عدم حرية ، فالقذف و السب عملية نسبية ، أي ما تعتقد أنت أنه سب يعتقد آخر أنه مجرد نقد ، أو ساتاير و لذا فلابد أن نحدد ما هو السب و ما هو النقد ، و لذا توجد المحاكم فهي التي تفصل.
ليس من شأن النيابة مثلا في أي دولة مدنية أن تقبض علي شخص لأنه أبدي برأيه حتي لو كان من إشتكي عليه إدعي أنه سبه. و لكن هنالك محاكم يستطيع الأفراد أن يلجئوا لها في حين أنهم أحسوا بالإهانة الشخصية و المحاكم تنظر للأمر ، و هذا من شأنه أن يجعل الآشخاص يراقبوا ما يتفوهون به و لن نصبح نعيش في غابه.
تحياتي

٢/٤/١٠ ٢١:١٤  
Blogger blacklight said...

صباح الخير

صديقي راي
الجاسم يحتمي بحرية الرأي كي يمارس تشويه السمعه وهذا أمر غير مقبول سواء كان الطرف الآخر أسره حاكمه أو غيرها . وأحيانا أتساءل ماهو منهج وبرنامج الجاسم السياسي ؟ فلا يوجد بالمقالات غير أخبار الشيوخ .نعم نرفض أن تكون للشيوخ ذوات مقدسه فالقانون يطبق عليهم كما يطبق على الجميع لكن الحق الأدبي هو جزء من هذا القانون . لو اكتفى الجاسم بنقد سياسات واخفاقات حكومات ناصر المحمد لأتفقنا معه 100% لكن الأفلام الهنديه مثل موضوع "كوهين الكويت" وتصنيف الأدوات المؤيده لرئيس مجلس الوزراء وتسميتها إعلاما فاسدا وتعميم ذلك على الرأي العام يعتبر مثل أحد قيود حرية الرأي وتمسى " رمي النار بالمسرح" بمعنى آخر الجاسم تحولت انتقاداته من مجرد آراء إلى تحريض وتهييج خالي من الموضوعيه والأسوأ من ذلك بنظري أن ذلك الطرح طال الحريه الإعلاميه بالقمع وإلإقصاء وهذا فعلا أمر مشين من شخص كانت له مكانه إعلاميه عندما كان رئيس تحرير احدى أهم الصحف الكويتيه .

أخي العزيز بنادول
لا أحد يختلف بذلك لكن كما قالت لك العزيزه آيا ماهو السب والقذف؟ هل انتقاد ممارسات ناصر المحمد السياسيه يعتبر قذفا بحقه ؟!هنا مسؤولية النظام المدني والقوانين المبنيه على أساس حرية الرأي مع مراعاة حقوق الآخرين الأدبيه وعدم تعرض شخوصهم للإهانات وتشويه السمعه .
اما أعضاء مجلس الأمه امنيه شخصيه لي أن يلغى موضوع الحصانه البرلمانيه التي يحتموا بها كي يمتثلوا امام القانون حالهم حال الجميع . الألفاظ النابيه والإعتداءات على الموظفين والمسؤولين من بعض النواب التي تراها اليوم كلها سببها مبدأ من امن العقوبه أساء الأدب .

غاليتي آيا
لا لم يسجن بعد والحكم الإبتدائي كما يبدو أنه مخير بين الحبس 6 أشهر أو دفع الكفاله.
ليدفعوا الناس آلاف الدنانير كعقوبه لكن حبسهم ولو دقيقه واحده بسبب رأي وان كان قذفا وشتيمه أمر غير مقبول .

شكرا لكم جميعا
تحياتي

٣/٤/١٠ ١٠:٠٦  

إرسال تعليق

<< Home