٢٠٠٩/٠٨/٣٠

الحريه الإعلاميه VS ضيق الأفق العربي

خلال السنوات الأخيره الكل بات يشتكي من انحدار مستوى الإعلام العربي لاقيا اللوم على انعدام كفاءة ممثليه وامكاناته التي اصبحت متواضعه رغم أننا نعيش بزمن أصبحت فيه التكنولوجيا زهيدة الثمن وأصبح بإمكان أي شخص أن يعبر عن رأيه إعلاميا نظرا لكثرة الوسائط الإعلاميه وسهولة الوصول اليها.0


من وجهة نظري الشخصيه لا يوجد شيء اسمه انحدار مستوى إعلامي عام فالمسأله مسألة اذواق شخصيه الذي لا يعجبني سيعجب غيري بالتأكيد بالتالي الإعلام كان ولازال كيانا يحاكي عقل الإنسان ويفسح له المجال لإإبداء رأيه. وبما أننا نتكلم عن حرية الرأي هنا علينا أن نحدد ماهي قيود حرية الرأي الإعلاميه التي تطبق بالدول الديموقراطيه التي يعتبر إعلامها إعلاما حرا. الإعلام بالعالم المتحضر بالنهايه هو مؤسسه ربحيه تسعى للربح بالتالي هو غير مطالب بالإنصاف أو الحياديه أو السلوك القويم. لن أتكلم بشكل مفصل عن قيود حرية الرأي الإعلاميه وأكتفي بالقول أن الإعلام أي إعلام بالعالم يراعي حقوق الأفراد الادبيه بإسم القانون. بالتالي لا يحق للإعلام أن يشهر بالأفراد بغرض تشويه السمعه أو يسخر منهم دون علمهم او يتجسس عليهم بهدف فضحهم. لاحظوا قلنا أفراد والمقصود بالأفراد هنا هم المواطنون العاديون وليس المشاهير أو الشخصيات العامه. بالعالم الغربي مشاهير السياسه ؛ الفن والرياضه هم جزأ لا يتجزأ من الوحده الإعلاميه فبالتالي نقدهم سواء بشكل ساخر أو إعلاني وغيره يعتبر حرية رأي إعلاميه .0

لذلك من الطبيعي أن نشاهد بالجرائد الغربيه رسوم كاريكاتير تسخر من اهم الشخصيات السياسيه أو نشاهد برامج حواريه كوميديه تقلد السياسيين وتسخر منهم أو نشاهد إعلانا تلفزيونيا مدفوع الأجر ينتقد بشده مشروع قانون برلماني بل وحتى رئاسي بهدف تحريض المواطنين على رفضه بغض النظر عن النوايا والأهداف. 0

قال الشاعر الألماني هينرش هاينه أن الفكاهة والسخرية تشكلان أفضل وسيلة لمواجهة التطرف والعقلية الضيقه. صدقت يا هينرش فنحن نعيش بمجتمعات تحب أن تقدس كل شيء وتصونه من النقد الساخر .بالكويت عندما قامت قناة سكوب بعرض عملها الإعلامي "
صوتك وصل" لم يتمالك ضيقوا الأفق ومنغلقوا الفكر سواء المقربين من النواب أو مجعجعي السياسه المحليه أعصابهم وباتوا يلعنون ويشتمون بهذه القناة فقط لأنها مارست حقها الإعلامي المشروع بإبداء رأيها . الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل قامت الحكومه الموقره بتطبيق أحد قوانينها الدكتاتوريه "المرئي والمسموع" واحالت القناة للنيابه العامه كما فعلت معها من قبل . هنا أنا كمواطن لدي عدة تساؤلات سواء لشخصياتنا السياسيه سواء كانوا نوابا أو وزراء. 0

أسأل الحكومه هل النيابه العامه هدفها قمع حرية التعبير ؟ كلما أزعجكم رأي أحد سواء بالأنترنت أو الفضائيات هددتموه بالنيابه العامه اذن أقترح عليكم أن تغيروا اسمها من النيابه العامه الى هيئة قمع حرية الرأي العامه.0

سؤال آخر لسياسينا الأفاضل سواء كانوا نوابا أم وزراء هل تظنون أن وجودكم بمناصب حساسه تتحكم بمصير أكثر من مليون مواطن تجعلكم منزهين من النقد الساخر ؟ ان كنتم تشعرون بالإحراج الإجتماعي عندما يسخر منكم أحد او تظنون أن مناصبكم السياسيه التي وصل معظمكم اليها بدون مجهود هي تشريف فأنتم مخطئين . المنصب السياسي سواء كان وزاريا أم نيابيا ليس وظيفه عامه كي تحميه الحكومه بقانون مطاطي مزاجي كقانون المرئي والمسموع. المنصب السياسي هو مجموعه من المزايا تحقق لصاحبها الشهره وهذه الشهره كما لها مزايا فلكيه كذلك لها ضرائب أدبيه قد تسبب لصاحبها الإحراج أو الضيق خصوصا ان كان ذي عقلية منغلقه كما هو حال بو فلان وعلان الذين يظنون أنهم الهه منزهه من النقد والسخريه ولا يريدون ان يسخر منهم الإعلام كي لا ينحرجوا امام ربع الديوانيه .0

سواء كان برنامج "صوتك وصل" ناجحا أم فاشلا أنا أتقدم بجزيل الشكر للقائمين عليه لأنهم كشفوا الوجه المنغلق القبيح للمجتمع فقط انظروا لبعض ردود الناس باليوتيوب وستدركون ضيقوا الأفق الذي أتحدث عنه:0

في شغله اسمها ادبيات واخلاقيات وهذا الفن اسفاااااه تبني على التطنز .. انت ترضاها على اهلك يدش واحد في دوانيتكم وقلد ابووك وطريقته بالكلام والحركات

"يقول الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون

الحريه هي الديمقراطيه ، والديمقراطيه هي أحترام رأى "الأغلبيه ، و أغلبيه الشعب الكويـــتي عطى صوته للأعضاء اللي تهاجمهم سكوب .. وقناة سكوب أخر قناة تتكلم عن حريه الفكر ، وعندها الشجاعه الحقيقيه تفتح جميع خطوطها الهاتفيه للشعب الكويتي يبدي رايه ، مو بس حق ربعهم

اسفاف واستخفاف في عقول المشاهدين

صج صج ما بقى الا هل هيلق الي يتطنزوووون على اهل الديره

ختاما
نحن لا نعاني من انحدار إعلامي بل نعاني من انحدار فكري بسبب الإنغلاق وضيق الأفق . هل تحولت السياسه بسبب هوس الناس الزائد بها وبأفرادها الى مقدس جديد ينضم لقائمة المقدسات والممنوعات ؟هذا هو الفشل الإجتماعي والخواء الفكري بعينه بدلا من تتوجه مشاعر الناس نحو الثقافه والإنفتاح والسعاده والحريه نجدها تتوجه لعبادة أصنام بشريه. فعلا لن أستغرب ان رأيت يوما ما ضريحا مقدسا لنائب أو وزير.
0