كذب السلف ولو صدقوا
مره اخرى أمضيت أمسيتي البارحه متابعا لبرنامج مناظره وكانت الحلقه عن مجلس الأمه بحضور الكاتب نبيل الفضل ورئيس مكتب الحركه السلفيه فهيد الهيلم. لم يكن الحوار ذا فائده تثقيفيه بالواقع لكني استفدت من معرفة وجهات نظر المحاورين المختلفه وكيف يفكرون .
شدتني عبارة " تشبعنا من مجلس الأمه والنواب لدرجة أن اطفالنا حفظوا أشكال النواب وأسمائهم" التي قالها الفضل بعاطفيه وانفعال انا أتفق تماما مع وجهة النظر هذه فشعبنا لا هم له سوى السياسه المحليه وأخبار النواب والوزراء وهذا الإهتمام هو نتيجة نمط حياتنا المريض من مجابل دواوين ومقاهي فنحن أكثر شعب بالعالم يتكلم عن الأنتاج لكنه لا ينتج .لذلك لاطالما هاجمت بمقالاتي هوس الناس خصوصا الليبراليين منهم بشؤون السياسه المحليه لأن هذا الهوس هو ما شتت أهداف التغيير الليبرالي الذي نصبو اليها . لماذا لا يوجد تيار ليبرالي يناضل بسبيل قضايا ليبراليه حقيقيه كنشر الثقافه , الدفاع عن الحريات الإجتماعيه والإعلاميه , تفعيل بنود ميثاق حقوق الإنسان , مواجهة المواريث الرجعيه بأفكار تقدميه حداثيه ؟ هل المحسوبين على القوى الوطنيه لا يؤمنون بهذه المبادئ ؟ بالسابق كنت أظن ذلك لكن بالواقع هناك العديد منهم يؤمن بها لكنه لايريد مواجهة المجتمع فيها لأنها بنظره لن تحقق له الفوز السياسي وتمنحه قاعده جماهيريه. عموما لا أريد أن اكون بموضع المنظر أو الوصي على اتجاه القوى الوطنيه لكن من حقي أن اقول لها بكل صراحه أني محبط منها رغم تقديري لجهودها وتأييدي لها معنويا وسياسيا .
عندما دافع فهيد الهيلم عن الدستور كمن يدافع عن قرآن أو كتاب مقدس هنا أدركت فعلا مدى التدليس والتضليل التي تمارسه القوى الاصوليه على رجل الشارع وادعائها أنها تسعى وراء العداله .
سؤال أيها الأصولي منذ متى أصبحت تحترم القانون الوضعي ؟ ومن تحاول أن تخدع عندما تقول أن تغيير الماده الثانيه وأسلمة القوانين التي سيترتب عليها تحويل الدوله الى ثيوقراطيه 100% ستمنح الشعب مزيدا من الحريات ؟ أوه نسيت حريات المسلم الأصولي هي تلك التي يحددها الإسلام والنماذج الإسلاميه بالسعوديه , ايران وافغانستان هي بنظره انسانيه تحترم ميثاق حقوق الإنسان.
الكويت بوضعها الحالي ليست علمانيه كما ادعى نبيل الفضل بل ثيوقراطيه بنسبة 80% هدف الإسلاميين تحويل النسبه الى 100% وهم ماضون بالإتجاه الصحيح مستخدمين كل الوسائل والأدوات المتاحه لهم بينما الدستوريون والوطنيون مشغولون بتقديس الدستور والدفاع عن ديموقراطيه مشوهه.
التيارات الأصوليه من اخوان وسلف ليست غبيه فهي قادره على استخدام المتغيرات لصالحها واحد المتغيرات التي حدثت بالكويت هو التركيبه السكانيه وتأثرها بالواقع الإجتماعي الكويتي.
كويت اليوم أغلب سكانها هم القبليون وهنا لا أقصد ذوي الأصول القبليه فالكويتيون معظهم بما فيهم الأسره الحاكمه يعتبرون ذوي أصول قبليه . القبليين المقصودين هنا هم الذين لازالوا رافضين لفكرة المدنيه ومصرين على تقديم القبيله .الكلام بموضوع تجنيس هؤلاء بفترة السبعينات وما بعدها لن يغير الواقع الذي يقول أن هؤلاء هم أغلبية الشعب الكويتي اليوم. القبلي حاله من حال أي شخص هو يتأثر بالفكر السياسي والأيدولوجيات لكن بحالة صراع الأصوليه والليبراليه استغلت الأصوليه ارتباط الإسلام الوثيق كعقيده بالتقاليد القبليه وهذا ما جعل المد الديني ينتشر بالمجتمع القبلي وجعل نواب القبيله اليوم تلقائيا أصوليين وإسلاميين حتى ان كانوا حليقي ذقن.رغم ان معظم أفراد المجتمع القبلي أصوليين إلا أنه هناك منهم قله تؤمن بالفكر الليبرالي ومستعده أن تقاتل بسبيل الحريات لكنها جغرافيا واجتماعيا معزوله عن محيط التيارات الوطنيه .
القوى الوطنيه برموزها تمثل ماضي الكويت الجميل الحر الذي لا ينكر أحد أننا نسعى لواقع ينافسه بالحريه والأنفتاح لكنها رغم نبل أهدافها تمتلك رصيدا لا تحسد عليه من الأعداء فهي ليست فقط تعادي الاصوليه والقبليه كما هو مطلوب منها ومتوقع بل الأسوأ أنها تعاني من اختلافات فكريه بين العديد من المثقفين بالمجتمع الذين شاءت الظروف أن يصبحون أعداءا وهنا أقصد عملية التصنيف :
وطني = معارض للحكومه .
غير وطني = فداوي مؤيد للحكومه
بغض النظر عن موضوع صراع الناقلات وتحول التيار الوطني الى تيار جريدة القبس المعادي لتيار علي الخليفه وجريدة الوطن يظل بعض الكتاب المحسوبين على الوطن أصحاب عقول انفتاحيه نحن بحاجه اليها. ويا ليت الأمر كان محسوبا فقط على كتاب الوطن فبنظر القوى الوطنيه كل من تظهرعليه بوادر دعم الحكومه بأي شكل من الأشكال يصبح تلقائيا فداوي وغير وطني . وعلى سبيل المثال وليس الحصر نظرتهم لمن أيد الحل الغير دستوري حماية للحريات العامه من براثن نواب أمة طالبان. بالحقيقه صعب تصنيف هذه الفئه بالغير وطنين أو المعادين للدستور فالنواب كما قال بو راكان هم اول من عادى الدستور بوأدهم للحريات العامه وكذلك كلام نبيل الفضل صحيح عندما قال أن معظم النواب ان لم يكن جميعهم يخالفون مبدأ فصل السلطات . وهنا أسأل سؤالا كيف لمن يدعي الحفاظ على الدستور أن يدعم عودة هؤلاء مره أخرى ؟
شدتني عبارة " تشبعنا من مجلس الأمه والنواب لدرجة أن اطفالنا حفظوا أشكال النواب وأسمائهم" التي قالها الفضل بعاطفيه وانفعال انا أتفق تماما مع وجهة النظر هذه فشعبنا لا هم له سوى السياسه المحليه وأخبار النواب والوزراء وهذا الإهتمام هو نتيجة نمط حياتنا المريض من مجابل دواوين ومقاهي فنحن أكثر شعب بالعالم يتكلم عن الأنتاج لكنه لا ينتج .لذلك لاطالما هاجمت بمقالاتي هوس الناس خصوصا الليبراليين منهم بشؤون السياسه المحليه لأن هذا الهوس هو ما شتت أهداف التغيير الليبرالي الذي نصبو اليها . لماذا لا يوجد تيار ليبرالي يناضل بسبيل قضايا ليبراليه حقيقيه كنشر الثقافه , الدفاع عن الحريات الإجتماعيه والإعلاميه , تفعيل بنود ميثاق حقوق الإنسان , مواجهة المواريث الرجعيه بأفكار تقدميه حداثيه ؟ هل المحسوبين على القوى الوطنيه لا يؤمنون بهذه المبادئ ؟ بالسابق كنت أظن ذلك لكن بالواقع هناك العديد منهم يؤمن بها لكنه لايريد مواجهة المجتمع فيها لأنها بنظره لن تحقق له الفوز السياسي وتمنحه قاعده جماهيريه. عموما لا أريد أن اكون بموضع المنظر أو الوصي على اتجاه القوى الوطنيه لكن من حقي أن اقول لها بكل صراحه أني محبط منها رغم تقديري لجهودها وتأييدي لها معنويا وسياسيا .
عندما دافع فهيد الهيلم عن الدستور كمن يدافع عن قرآن أو كتاب مقدس هنا أدركت فعلا مدى التدليس والتضليل التي تمارسه القوى الاصوليه على رجل الشارع وادعائها أنها تسعى وراء العداله .
سؤال أيها الأصولي منذ متى أصبحت تحترم القانون الوضعي ؟ ومن تحاول أن تخدع عندما تقول أن تغيير الماده الثانيه وأسلمة القوانين التي سيترتب عليها تحويل الدوله الى ثيوقراطيه 100% ستمنح الشعب مزيدا من الحريات ؟ أوه نسيت حريات المسلم الأصولي هي تلك التي يحددها الإسلام والنماذج الإسلاميه بالسعوديه , ايران وافغانستان هي بنظره انسانيه تحترم ميثاق حقوق الإنسان.
الكويت بوضعها الحالي ليست علمانيه كما ادعى نبيل الفضل بل ثيوقراطيه بنسبة 80% هدف الإسلاميين تحويل النسبه الى 100% وهم ماضون بالإتجاه الصحيح مستخدمين كل الوسائل والأدوات المتاحه لهم بينما الدستوريون والوطنيون مشغولون بتقديس الدستور والدفاع عن ديموقراطيه مشوهه.
التيارات الأصوليه من اخوان وسلف ليست غبيه فهي قادره على استخدام المتغيرات لصالحها واحد المتغيرات التي حدثت بالكويت هو التركيبه السكانيه وتأثرها بالواقع الإجتماعي الكويتي.
كويت اليوم أغلب سكانها هم القبليون وهنا لا أقصد ذوي الأصول القبليه فالكويتيون معظهم بما فيهم الأسره الحاكمه يعتبرون ذوي أصول قبليه . القبليين المقصودين هنا هم الذين لازالوا رافضين لفكرة المدنيه ومصرين على تقديم القبيله .الكلام بموضوع تجنيس هؤلاء بفترة السبعينات وما بعدها لن يغير الواقع الذي يقول أن هؤلاء هم أغلبية الشعب الكويتي اليوم. القبلي حاله من حال أي شخص هو يتأثر بالفكر السياسي والأيدولوجيات لكن بحالة صراع الأصوليه والليبراليه استغلت الأصوليه ارتباط الإسلام الوثيق كعقيده بالتقاليد القبليه وهذا ما جعل المد الديني ينتشر بالمجتمع القبلي وجعل نواب القبيله اليوم تلقائيا أصوليين وإسلاميين حتى ان كانوا حليقي ذقن.رغم ان معظم أفراد المجتمع القبلي أصوليين إلا أنه هناك منهم قله تؤمن بالفكر الليبرالي ومستعده أن تقاتل بسبيل الحريات لكنها جغرافيا واجتماعيا معزوله عن محيط التيارات الوطنيه .
القوى الوطنيه برموزها تمثل ماضي الكويت الجميل الحر الذي لا ينكر أحد أننا نسعى لواقع ينافسه بالحريه والأنفتاح لكنها رغم نبل أهدافها تمتلك رصيدا لا تحسد عليه من الأعداء فهي ليست فقط تعادي الاصوليه والقبليه كما هو مطلوب منها ومتوقع بل الأسوأ أنها تعاني من اختلافات فكريه بين العديد من المثقفين بالمجتمع الذين شاءت الظروف أن يصبحون أعداءا وهنا أقصد عملية التصنيف :
وطني = معارض للحكومه .
غير وطني = فداوي مؤيد للحكومه
بغض النظر عن موضوع صراع الناقلات وتحول التيار الوطني الى تيار جريدة القبس المعادي لتيار علي الخليفه وجريدة الوطن يظل بعض الكتاب المحسوبين على الوطن أصحاب عقول انفتاحيه نحن بحاجه اليها. ويا ليت الأمر كان محسوبا فقط على كتاب الوطن فبنظر القوى الوطنيه كل من تظهرعليه بوادر دعم الحكومه بأي شكل من الأشكال يصبح تلقائيا فداوي وغير وطني . وعلى سبيل المثال وليس الحصر نظرتهم لمن أيد الحل الغير دستوري حماية للحريات العامه من براثن نواب أمة طالبان. بالحقيقه صعب تصنيف هذه الفئه بالغير وطنين أو المعادين للدستور فالنواب كما قال بو راكان هم اول من عادى الدستور بوأدهم للحريات العامه وكذلك كلام نبيل الفضل صحيح عندما قال أن معظم النواب ان لم يكن جميعهم يخالفون مبدأ فصل السلطات . وهنا أسأل سؤالا كيف لمن يدعي الحفاظ على الدستور أن يدعم عودة هؤلاء مره أخرى ؟
كيف يختار الشعب تيارا سياسيا ممولا وموردا للإرهاب و يؤيد أمينه العام فكر اسامه بن لادن؟الجواب بسيط عندما يسيطر العهر الديني على مؤسسات البلد وتصبح عقلية الناس مثل برمجة النظام الباينري مهووسه بمبدأ الحلال والحرام نتيجه مشينه كهذه ستحدث وتحدث معها كل التغيرات الأصوليه التي يعارضها العموم.
هذه السيطره الأصوليه الثيوقراطيه أن لم يواجهها فكر انفتاحي ليبرالي فعلى آمالنا وأحلامنا الإنفتاحيه السلام . ما الفرق بين دفاع فهيد الهيلم عن الدستور ودفاع الوطنيين عنه ؟ هل الدستور هو غايتنا ام وسيلتنا ؟ نفس الشيء ينطبق على الديموقراطيه هل هي غايه أم وسيله ؟جميل أن ندافع عن الدستور كهويه وطنيه لكن من الجهل والغباء أن نؤيد الأصولي عندما يفعل ذات الشيء لأن هدفه الحقيقي الغاء الهويه الوطنيه وتحويلها الى هويه دينيه وهذا ما لمسته عندما أصر الهيلم أن الكويت دوله عربيه إسلاميه وسكت عندما سأله المذيع والفضل ان كان السلف يريدون تغيير مواد اخرى غير الماده الثانيه .
مع كامل احترامي لأخوانا العرب إلا ان الهويه العربيه ليست سوى اداة لهدر موارد بلدنا وادخاله بمواقف ومشاكل هو بغنى عنها . الهويه العربيه ليست سوى شفط اموال دول الخليج واولها الكويت لصالح أنظمه ديكتاتوريه أو جماعات ارهابيه كحماس وحزب الله . اما الهويه الدينيه هي مفهوم عنصري ضد كل غير مسلم يعيش على أرض الكويت وهي تناقض تماما مبادئ حرية الأعتقاد والمساواة.
ختاما
اتمنى وليس كل مايتمناه المرأ يدركه أن أرى تيارا ليبراليا كويتيا يسعى لنشر قيم الثقافه والإنفتاح بشجاعه دون خوف من قضايا التكفير والتهجم على العقيده , تيارا يستطيع تنوير العقول الرجعيه التي كلما قلنا لها شيئا تقول لنا فلان رضي الله عنه قال هكذا وعلان رضي الله عنه فعل كذا . ان استطعنا تحقيق العلمانيه الإجتماعيه والثقافيه ستفتح لنا أبواب النجاح السياسي. 0
هذه السيطره الأصوليه الثيوقراطيه أن لم يواجهها فكر انفتاحي ليبرالي فعلى آمالنا وأحلامنا الإنفتاحيه السلام . ما الفرق بين دفاع فهيد الهيلم عن الدستور ودفاع الوطنيين عنه ؟ هل الدستور هو غايتنا ام وسيلتنا ؟ نفس الشيء ينطبق على الديموقراطيه هل هي غايه أم وسيله ؟جميل أن ندافع عن الدستور كهويه وطنيه لكن من الجهل والغباء أن نؤيد الأصولي عندما يفعل ذات الشيء لأن هدفه الحقيقي الغاء الهويه الوطنيه وتحويلها الى هويه دينيه وهذا ما لمسته عندما أصر الهيلم أن الكويت دوله عربيه إسلاميه وسكت عندما سأله المذيع والفضل ان كان السلف يريدون تغيير مواد اخرى غير الماده الثانيه .
مع كامل احترامي لأخوانا العرب إلا ان الهويه العربيه ليست سوى اداة لهدر موارد بلدنا وادخاله بمواقف ومشاكل هو بغنى عنها . الهويه العربيه ليست سوى شفط اموال دول الخليج واولها الكويت لصالح أنظمه ديكتاتوريه أو جماعات ارهابيه كحماس وحزب الله . اما الهويه الدينيه هي مفهوم عنصري ضد كل غير مسلم يعيش على أرض الكويت وهي تناقض تماما مبادئ حرية الأعتقاد والمساواة.
ختاما
اتمنى وليس كل مايتمناه المرأ يدركه أن أرى تيارا ليبراليا كويتيا يسعى لنشر قيم الثقافه والإنفتاح بشجاعه دون خوف من قضايا التكفير والتهجم على العقيده , تيارا يستطيع تنوير العقول الرجعيه التي كلما قلنا لها شيئا تقول لنا فلان رضي الله عنه قال هكذا وعلان رضي الله عنه فعل كذا . ان استطعنا تحقيق العلمانيه الإجتماعيه والثقافيه ستفتح لنا أبواب النجاح السياسي. 0