ثقافة المنع
ثقافة المنع هي ليست فقط رجعيه بل قد تسبب مشاكل وكوارث لمجتمعاتها .0
لنأخذ على سبيل المثال مسألة الكحول . بعيدا عن حكم الإعدام الذي فرضه الإسلام على صديقنا كحول الإيثانول لنسمع رأي من يسمون أنفسهم بالمتحررين ولماذا يعارضونه. يقول هؤلاء أن انتشار المشروبات الروحيه سيزيد نسبة السكارى وستحدث العديد من المشاكل والجرائم لأن الناس يفقدون صوابهم عندما يشربون .....الخ الخ كأنهم يصفون مشهدا لشخص ثمل بمسلسل خليجي رديء . مدمن الكحول فعلا هو شخص خطر على نفسه وعلى عائلته لكن السؤال يطرح نفسه هل المنع قد عالج هذه المشكله ؟ لنقرأ أخبار الجرائد اليوميه :0
حادث سياره سببه سائق مخمور .0
مشاجره أحد طرفيها مخمور .0
وفاة بسبب شرب الكلونيا .0
واضح جدا أن مشاكل الكحول منتشره رغم عدم انتشاره الرسمي وفوق ذلك ظهرت على السطح مشاكل اخرى كالتهريب وحالات تسمم الكلونيا هذا كله يثبت أن المقوله المأثوره "كل ممنوع مرغوب" صحيحه. الكحول يعتبر منتجا ضارا نعم لكنه ليس المنتج الضار الوحيد فالتبغ أيضا بكل أشكاله يعتبر مضرا لصاحبه وللآخرين . بالمجتمعات المتقدمه صحة الإنسان وسلوكه القويم هي مسؤوليته هو بالدرجه الاولى لذلك حتى وان كانت هناك أشياء بالدنيا ضاره ويا أكثر هذه الأشياء لذلك من غير المعقول أن تسعى تلك المجتمعات الى المنع إلا ببعض الحالات القصوى . أسالكم سؤالا على نفس منطق مبدأ منع الكحول كم حالة وفاة بالكويت تحدث سنويا بسبب الدراجه الناريه (السيكل) ؟ هل من المنطقي أن نمنع هذه السلعه من التداول ونحرم اصحابها منها أم نحاول ايجاد حل وسط يضمن لهم حريتهم وسلامتهم بآن واحد ؟ من الطبيعي عندما نفصل الدين عن السياسه ان نتجه الى المنطق والسببيه لإيجاد حلول للقضايا الإجتماعيه وكلاهما المنطق والسببيه يدعوني كعقل انساني حر أن ارفض فكرة أن تستغل الدوله وضعها كدوله تربويه وتصبح دوله وصيه دينيا واجتماعيا .0
نأتي لقضيه أخرى واهم ألا وهي مفهوم العلاقه بين الجنسين . ما يحدث بدولنا بسبب الموروث الصحراوي الدخيل أقل ما يوصف انه كبت غرائزي وكما كان الحال مع الكحول جرائم ومشاكل الكبت الغرائزي تتصدر أخبار جرائدنا :0
اغتصب الأشاوس اسيويه .0
حادث سياره بسبب ملاحقة فتاة .0
مشاجره بسبب فتاة .0
خطف ؛ اغتصاب ؛ تلصلص ؛ تحرش بمكان عام ؛ تحريض على الفسق والفجور .....الخ .0
هنا نتوجه بالسؤال الى المجتمعات الشرقيه عموما ومجتمعنا خصوصا ونقول لماذا التهويل بموضوع العلاقه بين الجنسين ؟ نعم الشرق لن يصبح غربا ولن نرى اليوم الذي تجلب فيه الفتاة رفيقها "البوي فرند " الى المنزل أمام أفراد العائله لكن لماذا لا نحاول ايجاد حل وسط لهذه المسأله ؟ بكويت الستينات كان التعارف بين الجنسين عمليه تحدث تلقائيا بسبب الظروف المتوفره المناسبه بسبب ثقافة الإختلاط . ولا ينكر منصف ان العديد من الصداقات بين الجنسين بذلك الزمن تطورت الى زواج ناجح . وكي أبري ذمتي أنا لم اعش بتلك الحقبه ولست أعلن انها كامله لا تشوبها شائبه لكني سمعت ورأيت حصاد تلك السنوات الجميله . اكيد كانت هناك سلبيات لكن لا اظن أنها تقارن بسلبيات وضع العلاقه بين الجنسين اليوم . من الأمور التي كانت جميله بالسابق وقبيحه اليوم وضع المرأه المطلقه فهي كانت بالسابق انسانه لم تفقد فرصتها العاطفيه بالحياة اما اليوم بسبب امراض الهوس الجنسي أصبحت المطلقه انسانه غير مرغوبه ومذنبه فقط لأانها قد فقد عذريتها . العذريه أيضا قضيه شرقيه ظالمه فكيف نجعل جانبا فسيولوجيا بالإنسان مقياسا لشرفه وعفته ؟ بمجتمعنا يقولون "الريال شايل عيبه" وانا شبه متاكد ان صاحب هذه العباره كان يرى الموضوع من جانب جنسي وهذا طبيعي فالمجتمع ذكوري .من وجهة نظر العداله الإجتماعيه لا يوجد أحد "شايل" عيبه فكل صاحب عيب مسؤول امام نفسه وامام المجتمع مهما كان جنسه أو سنه . ان كان فقدان المرأه المطلقه لعذريتها عيبا فالرجل المطلق قد تكون فيه عيوب نفسيه ؛ اجتماعيه واحيانا فسيولوجيه اكبر بكثير من غشاء البكاره .0
الدين بشكل عام لا يؤمن جوهريا بحرية الإختيار فهو عندما يصور لمتبعيه وجود حياة بعد الموت قد أجبرهم بنفس الوقت على اختيار معين مستغلا خوفهم من حقيقة الموت . لذلك يحق لي أن اسأل هنا أين حرية الإختيار ؟ عندما أركب مركبا وسط العاصفه ويقولون لي البس طوق النجاة كإجراء وقائي طبعا سأفعل لكن قبل ذلك لدي مطلق الحريه بإختيار أن لا اكون بذلك المركب بذلك الجو العاصف . طبعا اهل المركب سيغضبون ويثورون بسبب تجرأي التفكير بخيار آخر غير ركوب مركبهم وسيحاولون قدر الإمكان الضغط علي كي أكون معهم مستغلين كل الوسائل المتاحه لهم والغير متاحه سيجعلونها متاحه لا شيء يقف امامهم لا قانون دولي ولا أيدولوجيه فكريه .لهؤلاء أقول أنا آسف يا جماعه فأنا انسان بالنهايه وانسانيتي تمنحني الحق بالإختيار مهما كان اختياري بنظركم حراما أو عيبا يظل هو حقي المشروع الذي سادافع عنه . 0
ختاما أقول لمجتمع ثقافة المنع أن العالم كبير والمعايير الأخلاقيه الإنسانيه القياسيه هي فقط ما يجب ان يعمم ويطبق بالمقام الأول . ممكن اشتقاق معايير محليه من المعايير القياسيه نعم لكننا نرفض أن يناقض الإشتقاق الاصل لدرجة التعارض ونرفض أكثر أن يتحول الإشتقاق المحلي الى قياس وواقع يحقق لنا نتائج مخزيه حضاريا كثقافة المنع . 0