٢٠٠٩/٠٣/٢٩

كذب السلف ولو صدقوا

مره اخرى أمضيت أمسيتي البارحه متابعا لبرنامج مناظره وكانت الحلقه عن مجلس الأمه بحضور الكاتب نبيل الفضل ورئيس مكتب الحركه السلفيه فهيد الهيلم. لم يكن الحوار ذا فائده تثقيفيه بالواقع لكني استفدت من معرفة وجهات نظر المحاورين المختلفه وكيف يفكرون .

شدتني عبارة " تشبعنا من مجلس الأمه والنواب لدرجة أن اطفالنا حفظوا أشكال النواب وأسمائهم" التي قالها الفضل بعاطفيه وانفعال انا أتفق تماما مع وجهة النظر هذه فشعبنا لا هم له سوى السياسه المحليه وأخبار النواب والوزراء وهذا الإهتمام هو نتيجة نمط حياتنا المريض من مجابل دواوين ومقاهي فنحن أكثر شعب بالعالم يتكلم عن الأنتاج لكنه لا ينتج .لذلك لاطالما هاجمت بمقالاتي هوس الناس خصوصا الليبراليين منهم بشؤون السياسه المحليه لأن هذا الهوس هو ما شتت أهداف التغيير الليبرالي الذي نصبو اليها . لماذا لا يوجد تيار ليبرالي يناضل بسبيل قضايا ليبراليه حقيقيه كنشر الثقافه , الدفاع عن الحريات الإجتماعيه والإعلاميه , تفعيل بنود ميثاق حقوق الإنسان , مواجهة المواريث الرجعيه بأفكار تقدميه حداثيه ؟ هل المحسوبين على القوى الوطنيه لا يؤمنون بهذه المبادئ ؟ بالسابق كنت أظن ذلك لكن بالواقع هناك العديد منهم يؤمن بها لكنه لايريد مواجهة المجتمع فيها لأنها بنظره لن تحقق له الفوز السياسي وتمنحه قاعده جماهيريه. عموما لا أريد أن اكون بموضع المنظر أو الوصي على اتجاه القوى الوطنيه لكن من حقي أن اقول لها بكل صراحه أني محبط منها رغم تقديري لجهودها وتأييدي لها معنويا وسياسيا .

عندما دافع فهيد الهيلم عن الدستور كمن يدافع عن قرآن أو كتاب مقدس هنا أدركت فعلا مدى التدليس والتضليل التي تمارسه القوى الاصوليه على رجل الشارع وادعائها أنها تسعى وراء العداله .
سؤال أيها الأصولي منذ متى أصبحت تحترم القانون الوضعي ؟ ومن تحاول أن تخدع عندما تقول أن تغيير الماده الثانيه وأسلمة القوانين التي سيترتب عليها تحويل الدوله الى ثيوقراطيه 100% ستمنح الشعب مزيدا من الحريات ؟ أوه نسيت حريات المسلم الأصولي هي تلك التي يحددها الإسلام والنماذج الإسلاميه بالسعوديه , ايران وافغانستان هي بنظره انسانيه تحترم ميثاق حقوق الإنسان.
الكويت بوضعها الحالي ليست علمانيه كما ادعى نبيل الفضل بل ثيوقراطيه بنسبة 80% هدف الإسلاميين تحويل النسبه الى 100% وهم ماضون بالإتجاه الصحيح مستخدمين كل الوسائل والأدوات المتاحه لهم بينما الدستوريون والوطنيون مشغولون بتقديس الدستور والدفاع عن ديموقراطيه مشوهه.

التيارات الأصوليه من اخوان وسلف ليست غبيه فهي قادره على استخدام المتغيرات لصالحها واحد المتغيرات التي حدثت بالكويت هو التركيبه السكانيه وتأثرها بالواقع الإجتماعي الكويتي.
كويت اليوم أغلب سكانها هم القبليون وهنا لا أقصد ذوي الأصول القبليه فالكويتيون معظهم بما فيهم الأسره الحاكمه يعتبرون ذوي أصول قبليه . القبليين المقصودين هنا هم الذين لازالوا رافضين لفكرة المدنيه ومصرين على تقديم القبيله .الكلام بموضوع تجنيس هؤلاء بفترة السبعينات وما بعدها لن يغير الواقع الذي يقول أن هؤلاء هم أغلبية الشعب الكويتي اليوم. القبلي حاله من حال أي شخص هو يتأثر بالفكر السياسي والأيدولوجيات لكن بحالة صراع الأصوليه والليبراليه استغلت الأصوليه ارتباط الإسلام الوثيق كعقيده بالتقاليد القبليه وهذا ما جعل المد الديني ينتشر بالمجتمع القبلي وجعل نواب القبيله اليوم تلقائيا أصوليين وإسلاميين حتى ان كانوا حليقي ذقن.رغم ان معظم أفراد المجتمع القبلي أصوليين إلا أنه هناك منهم قله تؤمن بالفكر الليبرالي ومستعده أن تقاتل بسبيل الحريات لكنها جغرافيا واجتماعيا معزوله عن محيط التيارات الوطنيه .

القوى الوطنيه برموزها تمثل ماضي الكويت الجميل الحر الذي لا ينكر أحد أننا نسعى لواقع ينافسه بالحريه والأنفتاح لكنها رغم نبل أهدافها تمتلك رصيدا لا تحسد عليه من الأعداء فهي ليست فقط تعادي الاصوليه والقبليه كما هو مطلوب منها ومتوقع بل الأسوأ أنها تعاني من اختلافات فكريه بين العديد من المثقفين بالمجتمع الذين شاءت الظروف أن يصبحون أعداءا وهنا أقصد عملية التصنيف :
وطني = معارض للحكومه .
غير وطني = فداوي مؤيد للحكومه
بغض النظر عن موضوع صراع الناقلات وتحول التيار الوطني الى تيار جريدة القبس المعادي لتيار علي الخليفه وجريدة الوطن يظل بعض الكتاب المحسوبين على الوطن أصحاب عقول انفتاحيه نحن بحاجه اليها. ويا ليت الأمر كان محسوبا فقط على كتاب الوطن فبنظر القوى الوطنيه كل من تظهرعليه بوادر دعم الحكومه بأي شكل من الأشكال يصبح تلقائيا فداوي وغير وطني . وعلى سبيل المثال وليس الحصر نظرتهم لمن أيد الحل الغير دستوري حماية للحريات العامه من براثن نواب أمة طالبان. بالحقيقه صعب تصنيف هذه الفئه بالغير وطنين أو المعادين للدستور فالنواب كما قال بو راكان هم اول من عادى الدستور بوأدهم للحريات العامه وكذلك كلام نبيل الفضل صحيح عندما قال أن معظم النواب ان لم يكن جميعهم يخالفون مبدأ فصل السلطات . وهنا أسأل سؤالا كيف لمن يدعي الحفاظ على الدستور أن يدعم عودة هؤلاء مره أخرى ؟

كيف يختار الشعب تيارا سياسيا ممولا وموردا للإرهاب و يؤيد أمينه العام فكر اسامه بن لادن؟الجواب بسيط عندما يسيطر العهر الديني على مؤسسات البلد وتصبح عقلية الناس مثل برمجة النظام الباينري مهووسه بمبدأ الحلال والحرام نتيجه مشينه كهذه ستحدث وتحدث معها كل التغيرات الأصوليه التي يعارضها العموم.

هذه السيطره الأصوليه الثيوقراطيه أن لم يواجهها فكر انفتاحي ليبرالي فعلى آمالنا وأحلامنا الإنفتاحيه السلام . ما الفرق بين دفاع فهيد الهيلم عن الدستور ودفاع الوطنيين عنه ؟ هل الدستور هو غايتنا ام وسيلتنا ؟ نفس الشيء ينطبق على الديموقراطيه هل هي غايه أم وسيله ؟جميل أن ندافع عن الدستور كهويه وطنيه لكن من الجهل والغباء أن نؤيد الأصولي عندما يفعل ذات الشيء لأن هدفه الحقيقي الغاء الهويه الوطنيه وتحويلها الى هويه دينيه وهذا ما لمسته عندما أصر الهيلم أن الكويت دوله عربيه إسلاميه وسكت عندما سأله المذيع والفضل ان كان السلف يريدون تغيير مواد اخرى غير الماده الثانيه .

مع كامل احترامي لأخوانا العرب إلا ان الهويه العربيه ليست سوى اداة لهدر موارد بلدنا وادخاله بمواقف ومشاكل هو بغنى عنها . الهويه العربيه ليست سوى شفط اموال دول الخليج واولها الكويت لصالح أنظمه ديكتاتوريه أو جماعات ارهابيه كحماس وحزب الله . اما الهويه الدينيه هي مفهوم عنصري ضد كل غير مسلم يعيش على أرض الكويت وهي تناقض تماما مبادئ حرية الأعتقاد والمساواة.

ختاما
اتمنى وليس كل مايتمناه المرأ يدركه أن أرى تيارا ليبراليا كويتيا يسعى لنشر قيم الثقافه والإنفتاح بشجاعه دون خوف من قضايا التكفير والتهجم على العقيده , تيارا يستطيع تنوير العقول الرجعيه التي كلما قلنا لها شيئا تقول لنا فلان رضي الله عنه قال هكذا وعلان رضي الله عنه فعل كذا . ان استطعنا تحقيق العلمانيه الإجتماعيه والثقافيه ستفتح لنا أبواب النجاح السياسي.
0

٢٠٠٩/٠٣/١٦

ماهي الحريه 2

وصلنا الى نتيجة أن الحريه مفهوم نسبي بالموضوع السابق اليوم سنسأل سؤلا محوريا آخر " هل الحريه غايه أم وسيله؟" من وجهة نظري أن هذا السؤال أيضا لا يحتمل جوابا واحدا مطلقا فهي ممكن أن تكون احداهما أو كلاهما بنفس الوقت .
بنظري انا كمواطن كويتي أعيش ببيئة قد اضمحلت فكريا وثقافيا بدلا من أن ترتقي تصبح الحريه هي غايتي وهدفي الفكري . لماذا أقرأ؟لماذا أكتب ؟
هوس ثقافي؟ نرجسيه؟ تنفيس ؟ ام مزايده على حب الوطن والإصلاح كما هي الصرعه التدوينيه الكويتيه ؟ بالحقيقه أكتب لهدف واحد فقط وهو أن أكون راضيا عن نفسي وانا أخوض هذه الحرب الفكريه التي ورطت نفسي فيها وانا على علم مسبق أن التوفيق لن يكون من نصيبي .

اذن الحريه هي دافعي ، هدفي وبمعنى أدق غايتي التي تحركني وما الليبراليه والعلمانيه والإنسانيه وغيرها من المبادئ الفكريه سوى وسائل مشروعه لتحقيق تلك الحريه التي كما ذكرت بمقالي السابق تختلف ملامحها من منظوري انا مقارنة بمنظور الأصولي.
هذا حالنا كمدافعين عن الحريات بهذا القطر من العالم ماذا عن الشعوب التي ولدت بمنظومات حره ؟ الحريه هناك ستتحول من غايه الى وسيله لتحقيق أهداف سياسيه ، اجتماعيه أو اقتصاديه بمعنى آخر هم لن يطالبوا بفتح المجالات كما نفعل نحن بل هم أصحاب مجالات لأنها قد فتحت أمام آبائهم وأجدادهم منذ قرون وهذا واقع مفروغ منه لهذا السبب هم متقدمين ومتطورين .عندما تكون المجتمعات ، البيئه والمنظومه مبنيه على أساس الحريه لا يوجد شيء سيقف بوجه العقل البشري وهذا ما تخشاه مجتمعات الدول العربيه والإسلاميه لأنها قائمه على تكبيل العقول سواء بإسم الدين او السلطه واحيانا كلاهما .لذلك سواء كانت الحريه غايه أم وسيله لا يختلف اثنان على أنها قيمه انسانيه نبيله لامجال للمساومه عليها.

نرجع لمجتمعنا الشرقي المسلم عندما يقولون لك "حريتك تنتهي عندما تتعارض مع حرية الآخرين" هم يقصدون حرفيا من الناحيه العقائديه ما يلي " يا من تخالف أي صوره من صور الإسلام سواء كانت عقيدة ،فكرا أوحدودا قد رسمت من قبل الموروث الإجتماعي (الديني) اعلم أنك دخيل واعلم أن ما تمارسه سواء كان فكرا او سلوكا أو رأيا مهما بلغت درجة خصوصيته او عموميته هو تعدي وليس حريه"

لهذه العقول القمعيه أقول لا تستطيعون أن تلغون الحريه بإسم الحريه ولا نستطيعون إلغاء كل الآراء والافكار المعارضه مهما استغليتم الوسائل الغير مشروعه كأدلجة التعليم أو غسيل المخ أو ثيوقراطية المؤسسات والدوله كما يحدث بالكويت وغيرها من الدول الإسلاميه .
تأبى بعض العقول أن ترضخ لذلك كما يوجد حماة حريه بالكويت سيوجد غيرهم حتى بأشد المجتمعات المتطرفه دينيا كالسعوديه وايران فالعقل البشري أعقد بكثير أن تفرض عليه الوصايه لأنه يتأثر بالمعطيات الإعلاميه والثقافيه وعلى أساسها يحدد مساره الفكري .

على سبيل المثال وليس الحصر الصراع العربي الإسرائيلي يستحق أن يدخل المنظومات العربيه موسوعة جينس بمجال غسيل المخ فلا يوجد عقل عربي واحد قادر على التفاعل مع هذه القضيه بشكل موضوعي او محايد خصوصا أجيال الستينات والسبعينات التي انطبعت بعقولهم عبارة "الكيان الصهيوني المجرم"
أكرر وأقول أنا شخصيا لا علاقة لي لا من قريب ولا من بعيد بصراع العرب واسرائيل وليس لي موقف فيه لأني لست مختصا ولا مهتما لكني ارفض الإستخفاف بالعقول وتهييجها بصور ضحايا الحروب من اطفال وغيرهم كما يفعل الإعلام العربي القذر الخالي من القيم والمبادئ الإعلاميه الدوليه . كما هناك أطفال قد قتلوا بغزه هناك أطفال قد بكل مكان بالعالم حدثت فيه حرب انا لست مسؤولا ولست مطالبا بالتباكي والتأثر وأرفض ان يحول البعض سواء كانوا أصدقاءا أو سفهاءا موقفي وموقف غيري السياسي هذا الى اتهام هزيل بالتناقض المبدأي. ما أشبه الامس باليوم تذكرت ماذا فعل نصر حامد بو زيد عندما تطاول على الليبراليين تحت راية تأييد حزب الله وبذلك قد سقط قناعه الليبرالي الزائف وكشف وجه الحقيقي القومي القبيح رغم ذلك كانت هناك عقول حره له بالمرصاد.
المواقف السياسيه لا علاقة لها بفكر الإنسان الأيدولوجي واتحدى أي كويتي يصفني وغيري بالتناقض وأسأله هل رفضت أو عارضت حرب العراق وحصاره رغم أنهما من الناحيه الموضوعيه والإنسانيه كلاهما غير مشروع؟ رغم عدم المشروعيه الواضحه لتلك القضايا السياسيه كنا ولازلنا ككويتيين مؤيديين لها ليس لأننا متناقضين أو ناقصي انسانيه بل لأن تجبرتنا مع نظام العراق البائد قد كونت لدينا قناعه سياسيه غير قابله للمساومه .

لدينا اولويات واهداف واضحه هنا بهذه اللحظه بهذا القطر من العالم موضوع دوله "س" احتلت دوله "ص" ومارست ضدها انتهاكات ضد حقوق الإنسان هي مسؤولية الأمم المتحده وليست مسؤليتنا ومن السخف والجهل خلط الفكر الليبرالي بآراء الناس السياسيه . فالآراء السياسيه لها تصنيفات معقده هناك من يؤمن بالواقعيه كالذين يدعون للسلام مع اسرائيل بدلا من المواجهه ليس حبا بإسرائيل بل تجنبا لقوتها العسكريه وهناك دول وشعوب ترى القضيه من منظور انعزالي لأنها ليست متورطه فيه هل هؤلاء أيضا مدعي ليبراليه لأنهم لم يفزعوا لأطفال الحمساويه ؟ شططنا عن موضوعنا الأصلي لكن نرجع ونقول أن هذه القضيه حالها من حال العديد من القضايا الأخرى بشتى المجالات قد استخفت بالعقل ، ألغته وأفقدته الموضوعيه والحياد المطلوبين لتحقيق العداله وتبيان الحقيقه.

السؤال يطرح نفسه لماذا موضوع الحريه مرتبط بالإسلام هل هناك عداوه بين الإثنين تجعلني وتجعل غيري يورطه بهذه القضيه ؟
بما أن مبادئي التي أؤمن بها تكفل حرية اعتناق أي معتقد وممارسة طقوسه اذن شخصيا أنا أحترم حرية المعتقد لكني قطعا لن احترم سيطرة وطغيان المعتقد على جوانب حياتي تحت راية احترام المشاعر والتعايش سواء كانوا أهل هذا المعتقد أغلبيه أو أقليه ومن السفاهه والجبن الخنوع للخطأ المنهجي الجماعي كما هو الحال بمجتمعاتنا.

نرجع ونسأل ما هي الحريه ؟ بالحقيقه عني شخصيا لا أستطيع الجواب على هذا السؤال لأني مقيد بسبب الدين الإسلامي وهذا ليس افتراءا على الدين بل واقعا سأثبته بالقادم من الفقرات .
الإسلام قد ألغى من المجتمع العديد من الحريات فلا توجد حريه عقائديه ان ولدنا مسلمين غير قادرين على ترك هذا الدين بشكل رسمي دون التعرض لمشاكل اجتماعيه بل حتى المذهب لا توجد حريه بتغييره دون التعرض لذات المشاكل. نأتي الى ناحية الفن والثقافه حقيقه لا أدري ماهي مشكلة الإسلام مع الإبداع الإنساني لكن من الواضح ان تحريم الموسيقى وتحريم الرسم والتمثيل هدفه المحافظه على وجود الإسلام وعدم اندثاره عقائديا. كذلك لماذا الإسلام يركز دوما على المرأه وحول دورها بالمجتمع من فرد الى غنيمه أو جائزه محرمه كأنها ماده وليست انسان؟ .لماذا يحشر دين يفترض به الروحانيه بموضوع فطري موجود من الأزل كعلاقة الرجل بالمرأه وما يحدث فيها لدرجة أنه جعل ثالثهما "الشيطان" ؟ بكل مكان بالعالم حتى مكه (بكه) حدثت هذه الأمور وستحدث فلماذا نتدخل بشأن فطري تحت راية حماية الفضيله؟ وبأس فضيله قد خلقت اجيالا ومجتمعات مهووسه جنسيا . بالذمه هل يوجد مكان بالأرض وصل فيه الناس درجة الهوس جعلتهم يطلقون على شارع بإسم "شارع الحب" كما حدث بالكويت ؟ هل نهرب من قيود الإسلام الإجتماعيه عن طريق ممارسة الخطأ كالتحرش بالاماكن والمرافق الخطأ كالشوارع هل هذه اليوتوبيا التي أوصلنا الإسلام ايها ؟

ختاما
عندما أرى بمجتمعي أناسا تستطيع تغيير دينها أو مذهبها بلا مشاكل سأقول هناك حريه . عندما أرى الثقافه بجميع صورها قد ازدهرت بعيدا عن نعيق غربان الإسلام الصحراوي سأقول هناك حريه . عندما أرى بمجتمعي الرجل والمرأه وقد جمعتهم بالحياة جوانب فكريه وانسانيه بدلا من تلك السطحيه والحيوانيه سأقول أن هناك حريه .
هذه نظرتي أو تعريفي للحريه صديقي العزيز أتمنى أن اكون قد كفييت ووفيت .

هامش :
مقال يستحق القراءه .
مع زحمة وسخونة احداث السياسه المحليه تخرج لنا أصوات العقلانيه الحره لتعلن أنها كانت ولازالت تحترم حرية الإنسان . بو راكان كنت ولازلت بنظري عميد الليبراليه الكويتيه . لا املك سوى الإتفاق مع كلامك 100% . شخصيا انا امقت مجلس الأمه والنواب الذين يمثلون قبليه ، طائفيه ، أصولية وبرجوازية الشعب لا آماله ولا احلامه . لكن بنفس الوقت تصعب علي المطالبه الصريحه بالحل الغير دستوري ليس عشقا للبرلمان لكن لإنعدام وجود بديل ديموقراطي في هذا النظام السياسي. لكن هذا لا يمنعني أن اضم صوتي الى صوت أبا راكان واطالب بتشريعات صارمه تحمي الجوانب الإنسانيه من الدستور الكويتي التي داس عليها الشعب الجاهل ونوابه الإنتهازيين وان استدعى ذلك تأجيل المسيره الديمقراطيه لفتره قصيره من الزمن. بعد ذلك ذلك ليقيموا انتخاباتهم ويجعجعوا ويزايدوا كما يحلو لهم

٢٠٠٩/٠٣/١٥

ماهي الحريه 1

عندما شاهدت حلقة برنامج مناظره على تلفزيون الوطن البارحه التي كانت بين النائب الحدسي جمعان الحربش ورئيس تحريرجريدة السياسه أحمد الجارالله لفت انتباهي تكرار الحربش لمصطلح الحريه وتذكرت حينها سؤال أحد الأصدقاء لي عن تعريف الحريه واصراره على جواب مباشر مني بهذا الخصوص.

الحريه حالها من حال العديد من المفاهيم بالحياة ليست مفهوما محدد الملامح بل مفهوم نسبي يختلف من بيئه الى أخرى ومن ثقافه الى أخرى .حرية الحربش هي فرضه لعاداته وتقاليده وثوابته الدينيه على صورة تشريع وقانون وممارسته للأصوليه السياسيه لاغيا وقامعا كل صوره من صور المعارضه . اذن هي لا تستحق أن نطلق عليها حريه وهنا الخطأ الشائع الذي يستخدمه معارضي المنهج الليبرالي والعلماني عندما يقولون لنا بإسم الحريه لا تقمعوا الإسلاميين .
نحن لا نريد قمع الإسلاميين فكريا لكن هذا لا يعني أننا سنعطيهم المجال لممارسة قمعهم وهناك فرق شاسع بين الإثنين . الحريه قطعا ليست مفهوما مطلقا وإلا لما كانت هناك قوانين تنظم شؤون الناس وتردعهم عن التعديات التي تضر الصالح العام . وهناك فرق كبير عندما نقول تضر الصالح العام وعندما نقول تضر مشاعر الأمه أو الجماعه كما يفعل المسلمون ضد أي شيء يخالف معتقدهم أو طبيعة مجتمعاتهم .

انا من مؤيدي مبدأ حريتك تنتهي عندما تتعدى على حريات الآخرين لكن بشرط أن لا أناقض العديد من البدهييات الليبراليه كالخصوصيه ،الفرديه ، حرية الإختيار والتميز . لذلك انا دوما احاول التفريق بين ذات الأشخاص ومرجعيتهم العقائديه أو الفكريه . المسلمين يفكرون عكس هذا المنطق تماما فهم يعتبرون أي اساءه له اساءه لشخوصهم لذلك وصل فيهم الأمر أن يطالبوا بإحترام الإسلام بالأمم المتحده .
هذا النمط الفكري المشوه هو السبب الرئيسي بالنتائج الكارثيه التي يشتكي منها عوام المسلمين ومن بينهم المنفتحين او المطالبين بدولة المؤسسات المدنيه مثل الأسلمه الشموليه لكل جوانب الحياة واعطاء الجهله من مشايخ الدين مقاليد الأمور .

عزيزي المسلم دينك هو معتقدك لكنه ليست هويتك .هويتك هي بصمتك بالحياة ومسيرتك بها من انجازات أو اخفاقات ، سمعتك بين الناس ، ذريتك الصالحه ، وغيرها من المناقب التي انت تصممها وتهندسها بالمجتمع . أنت تحقد على كل من يسيئ أو يتطاول على معتقدك ناسيا أو متناسيا أن معتقدك هو من خلق تلك الإساءه وتلك الكراهيه وأعطى المجال لذلك المسيحي/اليهودي/اللاديني/الملحد....الخ يسيء اليه .
ومن قال أن الأسلام فقط يتعرض للإساءه أو السخريه ؟ كل الأديان تتعرضت وتتعرض لذات الشيء الفرق أن ما يكتب بالعربي ضد الإسلام سيكون دوما مصدره أفراد كانوا مسلمين سابقين واليوم هم غير مسلمين تماما كما يحدث مع المسيحيه أو اليهوديه.

من منظور الحريه التي هي محور هذا المقال أكرر وأقول أن حرية الرأي تشمل كل الآراء بما فيها المتعصبه أو المتطرفه وبالمناسبه مفهوم التعصب أو التطرف هو مفهوم مطاطي مرتبط بالقياس الذي يستند عليه الفرد . فالمسلم يعتبر العلماني متطرفا ان عادى الإسلام فكريا لكن بنفس الوقت العلماني والحداثي يرون أن المسلم وخصوصا الأصولي هو المتطرف لأنه يعادي قيم الحداثه العالميه والأخلاقيات الدوليه التي اساسها ميثاق حقوق الإنسان التي لا ينكر سوى المكابر تناقضها مع الشريعه الإسلاميه لدرجة التضاد . فالدين تحت راية الردع من الجريمه يبيح الوحشيه ضد الإنسان ويستبيح كرامته . وهو لا يحترم حرية الإنسان بإختيار معتقده أو تغييره ويرفض نشر الديانات الأخرى وانشاء دور عبادتها على أراضيه رغم أنه يستغل مساحة الحريه الغربيه لعمل ذلك بدول الغرب .

يطلق الإسلاميون والعديد من عوام المجتمعات العربيه على الحداثيين صفة التنويريين أو المنسلخين عن الجلده وهذا ليس مستغربا فنحن نعيش ببيئه تؤصل خصلة الهوس بالحفاظ على الهويه التراثيه للمجتمعات العربيه ومواريثها التي هي اما إسلاميه أو مرتبطه بالإسلام فهؤلاء المهوسيين قد نسوا أو تناسوا أن زمننا اليوم هو زمن المعايير القياسيه والتي لا ينكر عاقل أنها ذات أساس غربي بحت . لذلك الثقافه الغربيه وقيمها الأخلاقيه والإنسانيه هي السائده بالعالم ومن يتبعها سيلقب بالمتحضر ومن يعارضها سيلقب بالمتخلف والسبب ليس قطعا لأن الحضاره الغربيه ومعاييرها شامله أو كامله لكنها قد أثبتت انها النموذج الفكري والوجداني الأفضل .هناك مجتمعات بالعالم رغم أن لديها قيم أصيله وحضاره إلا ان تلك الحضارات والقيم لم تصل لدرجة القياس الغربي الذي أسس الأيدولوجيات والمنظومات الفكريه المعاصره .

ختاما
أن قضية الحريه بحاجه الى مزيد من التحليل وطرح أفكار أكثر لذلك قد قررت تقسيم هذا المقال لجزئين . نستكمل الحديث بالجزء الثاني عن قريب تحياتي للجميع واشكر لهم المتابعه
.

٢٠٠٩/٠٣/٠٥

الرحيل المر .. والمكان الفارغ

0

أحمد الربعي .. 0
الرحيل المر .. والمكان الفارغ

مازالت بقلبي غصة على فراقه.. سمعت الخبر بوقت متأخر .. ايقضني والدي من النوم ليعلمني بوفاته!!!0ً
أبا قتيبة ان لم اقلها لك في حياتك سأقولها اليوم بعد رحيلك بكل اسف .. كنت يا استاذي المنارة التي ارشدتني للمرسى الصحيح بعد ضياعي ببحر الاستقرار الفكري وتصارعي بامواج التناقضات التي اراها بعيني ولم استسغها ولم يقبل عقلي تصديقها .. كانت البداية بمحاضرة حضرتها لك وانا طالبة حين كنت وزيرا للتربية .. شدني اسلوبك ومنطقك وثقافتك الواسعة وقدرتك على استيعاب اي هجوم واي رأي مخالف للعقل وقدرتك على منطقته .. كانت البداية يا استاذي كانت هناك على ذلك المقعد الصغير.. وضعتني على الطريق الصحيح دون ان تعي فلك ادين بالكثير الكثير يا استاذي

٢٠٠٩/٠٣/٠٣

الكويت دوله وليست اقطاعيه


بالأنظمه الديموقراطيه يشترط تطبيق مبدأ فصل السلطات التشريعيه ؛ التنفيذيه والقضائيه وهو بإختصار يعني أن لا تتدخل كل منهم بعمل الأخرى . فالمشرع يشرع وفقا لمخرجات الديمقراطيه والمنفذ ينفذ بإسم القانون والقضاء يحكم على أساس العدل والمساواه.0
الكويت من ناحيه نظريه يفترض فيها تطبيق ذلك لكن بالواقع هي لا تطبقه لثلاث أسباب رئيسيه :
0

أ- لنظام الحاكم له سلطه عليا على السلطات الثلاث وبذلك نقضنا المعنى الاساسي للديمقراطيه وألغينا مفهوم حكم الشعب وحولناه الى المشاركه الشعبيه .0
ب- التاجر أو بالأصح الطبقه التجاريه بالكويت هي من تحكم وهي التي تضع التشريعات وتنفذ القوانين . 0

ج- لا يوجد شيء اسمه نظام ديمقراطي حداثي طالما وجد التشريع الثيوقراطي الذي يحول البلد ومؤسساتها ومجتمعها الى دوله دينيه رجعيه .

طالما الكويت مستمره بالنهج الذي ذكرت خصوصا النقطه "ب" التي هي محور هذا المقال نحن لا نعيش بدوله بل بإقطاعيه سيدها , قاضيها وجلادها هو التاجر .0

هذا السبب وحده كافي لنحصل على النتيجه المزريه التي نراها اليوم . فلا انتاجيه ولا تنميه ولا إزدهار طالما أن مفهوم الدوله قد تم الغاؤه وحل مكانه مفهوم الإقطاعيه المؤقته التي لا تزرع لا الولاء ولا الإنتماء بنفوس قاطينها لأنهم وان تجرؤوا على تلك المشاعر النبيله سيصايون بالإحباط والندم .0

بهذا البلد لا يمثل الشعب سوى الثري فبالعقل من يستطيع تحمل تكلفة حملات انتخابيه كل سنه ؟ حتى أوباما لا يستطيع ذلك وهذه رساله خفيه الى الشعب أن النظام لا يريد مواطنا عاديا تحت قبة البرلمان .0

هذا البلد بحاجه الى تيار سياسي يمثل الأغلبيه الصامته العامله كحزب العمال البريطاني الذي حقق مستويات عاليه من الرضى الاجتماعي بين المواطنين. ما يحدث اليوم بمجلس الأمه لا أدري ان كان يمثل رغبة الناس ام لا رغم خمسهم التي استذبحوا عليها قد تحققت لكن لان المجتمع ليس سوى مستنقع ثيوقراطي قبلي برجوازي لذلك لن تحقق الديمقراطيه منفعه عامه ولن تتجرأ أن تواجه اقطاعية التجار .0

نسمع هذه الأيام عن مفاوضات لمنح المواطنين مبلغا خياليا كقرض حسن (10 ألاف دينار ) وهذا الكرم الطائي الحكومي ليس لوجه الله بل هناك مؤامره تحاك تحت مسمى انقاذ الإقتصاد الوطني سيتم تنفيذها فورا عندما يقرون لشعبنا رشوته البائسه هذه .0

دولة التجار ترفض ان ترى شركاتها التجاريه تخسر لذلك هي تريد منحها مبالغ مهوله تقدر بالمليارات ولا يوجد أسهل من رشوه للعموم لا تتجاوز المليارين لتحقيق ذلك .0

اخواني المواطنين ان مبلغا كهذا ليس بسيطا لكن هل نرضى على أنفسنا أن نأخذ امولا ليست لنا بل والأاسوأ من ذلك هي ليست سوى رشوه يخرسونا بها كي يضخوا ما يشاؤون من المال العام بشركاتهم التي لوما قوانينهم التي أكسبت تلك الشركات قدسيه وألوهيه لكان مصيرها الإفلاس حتى قبل الأزمه الإقتصاديه .0

لماذا لا نرفض المنحه ونبني البلد ونعمرها ؟ لماذا نرضى أن يضخوا المليارات من أجل حفنه من الحيتان الشرهه التي تستطيع ترك خيرات جون الكويت الصغير لأهله البسطاء ؟
بأمريكا عندما قررت الحكومه مساعده صانعي السيارات كان ذلك لسببين مهمين :0


سيفقد الملايين وظائفهم بالتالي ستتشرد ملايين الأسر.0
. السيارات الأامريكيه رغم رداءتها بالسنوات الأخيره تظل منتجا قوميا تفتخر فيه البلد

هذا بالنسبه للأمريكان وقطاعهم الخاص الذي هو فعلا قطاع بناء ماذا عنا نحن ؟

شركات ترفض التكويت ولم تقبل به إلا عندما اصبحت الحكومه تدفع ما يقارب من 30% من رواتب الكويتيين ان لم يكن اكثر

شركات لم تقدم أي منتج قومي ممكن ان نفتخر فيه بل على العكس بالخارج تشوه سمعتنا مثل حكومة شركة "زين" الجشعه التي تريد قسرا فرض رسوم مرتفعه على خدماتها السيئه بالدول الفقيره كما تفعل بالكويت بدون حسيب أو رقيب.0

شركات تخالف كل أعراف وقوانين حماية المستهلك بوقاحه لدرجة اننا بتنا عندما نسافر نحس بقيمة الدينار الذي أحرقوه بجشعهم اللامحدود.0

رغم ذلك سيحصلون على ملياراتهم لأننا لسنا دوله بل نحن اقرب الى القبيله التي تغزو القبائل الأخرى يتقاسم أسيادها الغنائم ويرمون باقي الفتات والفضلات على المترديه والنطيحه .

انا كنت ولازلت احمل ضغينه وكراهيه تجاه القطاع الخاص الكويتي ليس حقدا أو حسدا بل لأنه قطاع هدام ودساس لا يقل هدما وتدميرا من التيار الإسلاموقبلي .

هل سألتم نفسكم هذا السؤال لماذا عندما نسافر نسرف بالصرف المالي وعندما نبقى هنا ننزعج عندما نفعل ذلك ؟
لأن بالخارج عندما نشتري سلعه أو خدمه نفعل ذلك بملئ إرادتنا والسبب بسيط وهو جودة نوعية تلك السلع والخدمات وفوقها المعامله الراقيه التي تجعلننا نعيش ونصرف بسعادة وقناعه وليس هنا نشتري ونحن نحس انه قد تم ابتزازنا واستغلالنا من قبل حفنه من المحتكرين. بالدول الأخرى التاجر لن يحصل على مساحته مجانا او بسعر زهيد أو بالنصب العلني BOT مثل الكويت فبالتالي هو سيسعى لكسب الزبائن ورضاهم . كذلك التاجر هناك غالبا هو شخص عادي وليس مليونير او ملياردير لا يهمه المدخول الشهري لمشروعه او مدى الإقبال عليه .

أيها التاجر الكويتي أنت لا تحترم المواطن بسبب عنصريتك الإجتماعيه ووجود دوله متضامنه معك قلبا وقالبا تفصل لك القوانين على مقاسك وتسخر التنفيذ على هواك اذن تحمل الكارما التي وقعت على رأسك بكل عدل وانصاف .

ايها الحكومه الكويتيه انقذي الإقتصاد ونحن معك فإقتصادنا ودينارنا هما هويه وطنيه تمثلنا لكن أحبابك التجار الذين أكلوا وشبعوا من خيرات هذا البلد ولم يصرفوا فلسا من اجل تنميته ليذهبوا الى الجحيم هم وشركاتهم . ليتعلم رؤساء مجالس الإدارات المتخمين أن الملايين التي كانت يستلمونها كل سنه لهي ملايين عاهره لا تقارن بفلس قد أخلص بسبيله طبيب قد طبب أو مهندس قد هندس أو معلم قد علم .

أيها المواطن الكويتي لتكن نفسك عزيزه ولا تقبل أن تستلم مبلغا مغريا على حساب مستقبل بلدك وأجيالك القادمه .تذكر ماذا حدث بالأسعار عندما منحونا منحة ال200 التعيسه فما بالك ب10 آلاف. أن الحياة صعبه والمصاريف كثيره والمواطنه اغتصبها الفساد والمصالح لكن ذلك لا يعني أن نكفر بمفهوم الدوله التي ارتضاها آباءنا لنا وارتضيناها لأبنائنا.

بالختام أترككم مع آخر ابدعات المخضرم بدر الكويت :
0