٢٠٠٩/٠٥/٢٠

ثقافة المنع

يحب المجتمع الشرقي التحكم بحياة أفراده لدرجة العشق. كم كلمه ؛ عبره ؛ حكمه ؛ اسلوب مجازي وغيرها من الادوات اللغويه تؤدي الى المنع بالمجتمع العربي . حرام ؛ لايجوز ؛ مكروه ؛ غير مستحب ؛ غير مقبول ؛ عيب ؛ خارج المله ....الخ من ادوات المنع اللغويه التي يتم تبرير مشروعية معظمها بلا أساس منطقي بكثير من الأحيان . بهذا الموضوع سأحاول قدر الإمكان المقارنه فكريا بين ثقافة المنع المحليه وثقافة الحريه الدوليه .0
ثقافة المنع هي ليست فقط رجعيه بل قد تسبب مشاكل وكوارث لمجتمعاتها .
0

لنأخذ على سبيل المثال مسألة الكحول . بعيدا عن حكم الإعدام الذي فرضه الإسلام على صديقنا كحول الإيثانول لنسمع رأي من يسمون أنفسهم بالمتحررين ولماذا يعارضونه. يقول هؤلاء أن انتشار المشروبات الروحيه سيزيد نسبة السكارى وستحدث العديد من المشاكل والجرائم لأن الناس يفقدون صوابهم عندما يشربون .....الخ الخ كأنهم يصفون مشهدا لشخص ثمل بمسلسل خليجي رديء . مدمن الكحول فعلا هو شخص خطر على نفسه وعلى عائلته لكن السؤال يطرح نفسه هل المنع قد عالج هذه المشكله ؟ لنقرأ أخبار الجرائد اليوميه :0
أحبط الأشاوس محاولة إدخال 50 كرتون من المشروبات الروحيه .0
حادث سياره سببه سائق مخمور .0
مشاجره أحد طرفيها مخمور .0
وفاة بسبب شرب الكلونيا .0
واضح جدا أن مشاكل الكحول منتشره رغم عدم انتشاره الرسمي وفوق ذلك ظهرت على السطح مشاكل اخرى كالتهريب وحالات تسمم الكلونيا هذا كله يثبت أن المقوله المأثوره "كل ممنوع مرغوب" صحيحه. الكحول يعتبر منتجا ضارا نعم لكنه ليس المنتج الضار الوحيد فالتبغ أيضا بكل أشكاله يعتبر مضرا لصاحبه وللآخرين . بالمجتمعات المتقدمه صحة الإنسان وسلوكه القويم هي مسؤوليته هو بالدرجه الاولى لذلك حتى وان كانت هناك أشياء بالدنيا ضاره ويا أكثر هذه الأشياء لذلك من غير المعقول أن تسعى تلك المجتمعات الى المنع إلا ببعض الحالات القصوى . أسالكم سؤالا على نفس منطق مبدأ منع الكحول كم حالة وفاة بالكويت تحدث سنويا بسبب الدراجه الناريه (السيكل) ؟ هل من المنطقي أن نمنع هذه السلعه من التداول ونحرم اصحابها منها أم نحاول ايجاد حل وسط يضمن لهم حريتهم وسلامتهم بآن واحد ؟ من الطبيعي عندما نفصل الدين عن السياسه ان نتجه الى المنطق والسببيه لإيجاد حلول للقضايا الإجتماعيه وكلاهما المنطق والسببيه يدعوني كعقل انساني حر أن ارفض فكرة أن تستغل الدوله وضعها كدوله تربويه وتصبح دوله وصيه دينيا واجتماعيا .0

نأتي لقضيه أخرى واهم ألا وهي مفهوم العلاقه بين الجنسين . ما يحدث بدولنا بسبب الموروث الصحراوي الدخيل أقل ما يوصف انه كبت غرائزي وكما كان الحال مع الكحول جرائم ومشاكل الكبت الغرائزي تتصدر أخبار جرائدنا :0
اغتصب الأشاوس اسيويه .0
حادث سياره بسبب ملاحقة فتاة .0
مشاجره بسبب فتاة .0
خطف ؛ اغتصاب ؛ تلصلص ؛ تحرش بمكان عام ؛ تحريض على الفسق والفجور .....الخ .0
هنا نتوجه بالسؤال الى المجتمعات الشرقيه عموما ومجتمعنا خصوصا ونقول لماذا التهويل بموضوع العلاقه بين الجنسين ؟ نعم الشرق لن يصبح غربا ولن نرى اليوم الذي تجلب فيه الفتاة رفيقها "البوي فرند " الى المنزل أمام أفراد العائله لكن لماذا لا نحاول ايجاد حل وسط لهذه المسأله ؟ بكويت الستينات كان التعارف بين الجنسين عمليه تحدث تلقائيا بسبب الظروف المتوفره المناسبه بسبب ثقافة الإختلاط . ولا ينكر منصف ان العديد من الصداقات بين الجنسين بذلك الزمن تطورت الى زواج ناجح . وكي أبري ذمتي أنا لم اعش بتلك الحقبه ولست أعلن انها كامله لا تشوبها شائبه لكني سمعت ورأيت حصاد تلك السنوات الجميله . اكيد كانت هناك سلبيات لكن لا اظن أنها تقارن بسلبيات وضع العلاقه بين الجنسين اليوم . من الأمور التي كانت جميله بالسابق وقبيحه اليوم وضع المرأه المطلقه فهي كانت بالسابق انسانه لم تفقد فرصتها العاطفيه بالحياة اما اليوم بسبب امراض الهوس الجنسي أصبحت المطلقه انسانه غير مرغوبه ومذنبه فقط لأانها قد فقد عذريتها . العذريه أيضا قضيه شرقيه ظالمه فكيف نجعل جانبا فسيولوجيا بالإنسان مقياسا لشرفه وعفته ؟ بمجتمعنا يقولون "الريال شايل عيبه" وانا شبه متاكد ان صاحب هذه العباره كان يرى الموضوع من جانب جنسي وهذا طبيعي فالمجتمع ذكوري .من وجهة نظر العداله الإجتماعيه لا يوجد أحد "شايل" عيبه فكل صاحب عيب مسؤول امام نفسه وامام المجتمع مهما كان جنسه أو سنه . ان كان فقدان المرأه المطلقه لعذريتها عيبا فالرجل المطلق قد تكون فيه عيوب نفسيه ؛ اجتماعيه واحيانا فسيولوجيه اكبر بكثير من غشاء البكاره .0
نرجع لمحور موضوعنا الأساسي مره اخرى "ثقافة المنع" المستشرية ببلاد الرمال ونسأل هل هناك مجال للتغير الإنفتاحي ؟ يؤسفني القول أنني يوما بعد يوم بت اقتنع أن التغيير الرجعي أو الإنغلاقي هو تغيير غير عكسي . الكبت يولد الإنفجار كما يقال وفعلا نحن مجتمعات مكبوته غرائزيا وثقافيا بدليل أننا عندما نسافر يتصرف أغلبنا بشكل شاذ وغير حضاري عندما يتعامل مع جوانب الإنفتاح المفقوده هناك. المنع انتشر كثقافه ليس بسبب غباء الناس او رجعيتهم بل لأننا مجتمعات تشجع التفكير الشمولي وتلغي التفكير الفردي خصوصا عندما يتعلق الموضوع بالدين والعرف والعادات . والدليل على ذلك لاحظوا بمجتمعنا كيفية تعامل المسلم مع من يترك الإسلام أو تعامل الفرد العادي مع الفرد المثلي وغيرها من الفوارق التي يحاربها الدين والمجتمع فقط لأنها مختلفه . وهنا لا ينقض المجتمع الليبرالية أو العلمانيه فقط بل ينقض اهم الحقوق الإنسانيه البدهيه الا وهي حرية الإختيار .0
الدين بشكل عام لا يؤمن جوهريا بحرية الإختيار فهو عندما يصور لمتبعيه وجود حياة بعد الموت قد أجبرهم بنفس الوقت على اختيار معين مستغلا خوفهم من حقيقة الموت . لذلك يحق لي أن اسأل هنا أين حرية الإختيار ؟ عندما أركب مركبا وسط العاصفه ويقولون لي البس طوق النجاة كإجراء وقائي طبعا سأفعل لكن قبل ذلك لدي مطلق الحريه بإختيار أن لا اكون بذلك المركب بذلك الجو العاصف . طبعا اهل المركب سيغضبون ويثورون بسبب تجرأي التفكير بخيار آخر غير ركوب مركبهم وسيحاولون قدر الإمكان الضغط علي كي أكون معهم مستغلين كل الوسائل المتاحه لهم والغير متاحه سيجعلونها متاحه لا شيء يقف امامهم لا قانون دولي ولا أيدولوجيه فكريه .لهؤلاء أقول أنا آسف يا جماعه فأنا انسان بالنهايه وانسانيتي تمنحني الحق بالإختيار مهما كان اختياري بنظركم حراما أو عيبا يظل هو حقي المشروع الذي سادافع عنه . 0

ختاما أقول لمجتمع ثقافة المنع أن العالم كبير والمعايير الأخلاقيه الإنسانيه القياسيه هي فقط ما يجب ان يعمم ويطبق بالمقام الأول . ممكن اشتقاق معايير محليه من المعايير القياسيه نعم لكننا نرفض أن يناقض الإشتقاق الاصل لدرجة التعارض ونرفض أكثر أن يتحول الإشتقاق المحلي الى قياس وواقع يحقق لنا نتائج مخزيه حضاريا كثقافة المنع .
0

٢٠٠٩/٠٥/١٧

أسيل تسيل دموع حدس

أسيل ذات الوجة الجميل .. والروح النقية
أسيل الصورة الجميلة للفتاة الكويتية الناجحة والمثقفة والفاعلة بمجتمعها
أسيل التي هزت قبل عام عروش التيارات الاسلامية ونافست اعتى مرشحيهم حتى آخر صندوق
أسيل رغم التجني .. ورغم التشوية .. ورغم الفتاوي
فعلت مالم يفعله الرجال
حطمت قلعة المكر الصفراء في الروضة على رؤوس منتسبيها
أسيل أسالت لوحدها دموع حدس
اسقطت مرشحيهم رغم كل الدعم
وفااااااااااااااازت باكتساح
من القلب أقول لك شكراً
احييتي فينا الأمل
وبثيتي الروح في الوطن الذي قتلوه
لطالماً راهنت عليك
ولم تخذليني

وأبارك لبنازير بوتو الكويت
الدكتورة الرائعة رولا دشتي فوزها وكفاحها
نثق بك وننتظر الكثييييير



وارفع قبعتي اجلالا واحتراماً وافتخاراً
للدكتورة معصومة المبارك
التي تصدرت الدائرة الاولى
دائرة الطائفية والقبلية
وحطمت التحالفات
وهزت العروش


واحيي الدكتورة سلوى الجسار على اقتناصها لهذا المقعد الصعب




كما اثنى كثييييييراً على المرشحة البطلة ذكرى الرشيدي
والتي كافحت في دائرة قبلية محكمة
وحازت بجدارة على مركز فاق ابناء بعض القبائل
بعيداً عن القبلية والتحالفات

تحية من القلب لكن
ولمن اعطاكن الثقة وآمن بكن
استطعتن اقتناص حقكن من أفواه الأسود
بعيداً عن نظام الكوتا الضعيف
والذي رفضناه جميعاً لثقتنا بكن وبقدراتكن
ولم تخيبن الظن

٢٠٠٩/٠٥/١٢

ديموغرافية الكويت

ديموغرافية المجتمعات المتعددة الأعراق قضيه تثير الجدل حتى بالدول المتقدمه . بالكويت نعاني مشكلتين متعلقتين بالوضع الديمواغرافي أولهما الحساسيه المفرطه بالتعامل مع هذه القضيه وتكرار عبارات وشعارات جوفاء كالوحده الوطنيه وثانيهما انعدام الشفافيه أو الإحترافيه عند القيام بهذا النوع من الدراسات المهمه .

لا انكر أني من النوع المهتم جدا بالدراسات الديموغرافيه لأنها تفسر العديد من الأمور والظواهر التي تحدث بالبلد . وبالحقيقه مقالة الكاتب الكبير احمد الصراف قد دفعتني لكتابة هذا الموضوع .

بالسابق كتبت موضوعا عن الزياده المفرطه بعدد السكان وانا لازلت على رأيي أن عدد المواطنين بالكويت آخذ بالإزدياد بشكل رهيب وغير مدروس . نعم البنيه التحتيه سيئه والتخطيط والتصميم المدني بغاية السوء والتردي لكن هذا لا يلغي حقيقة حدوث الإنفجار السكاني واستمراريته .

كيف تحولت 114 ألف بعام 57 الى أكثر من مليون بالسنوات الأخيره ؟ هنا أتفق مع كلام الكاتب أنه من المستحيل أن تكون الخصوبه الفسيولوجيه هي السبب بل الخصوبه التجنيسيه .

الخصوبه التجنيسيه هي سبب معظم الظواهر السلبيه التي نراها تدمر البلد اليوم .

من كان يجرؤ على التسجيل بالإنتخابات فقط كي يحصل على اجازة الإنتخابات ؟

من كان يجرؤ على تنفيع جماعته وأقربائه متعديا على القانون ؟

من كان يجرؤ على السعي وراء جناسي دول خليجيه مجاوره ؟

من كان يجرؤ على تزوير المعاملات الرسميه كعقود الزواج وغيرها فقط كي ينتفع ماديا؟

من كان يجرؤ على تكديس البلد بالعماله الهامشيه ؟

والمئات بل الآلاف من الأسئله التي كلها تثبت أن من يزرع الانانيه سيحصد الأنانيه . هذا ليس فسادا يا جماعه فالفساد الإداري والمالي موجود بكل دول العالم المتقدمه منها والمتخلفه هذا دمار ونعم هو مقصود ومتعمد ليس بحاجه الى تفسير نظريات مؤامره او غيرها .

السؤال يطرح نفسه كيف تكونت هذه الأنانيه ؟ الجواب الأنانيه هي من أهم خصائص هذا المجتمع منذ نشأته فهو مجتمع مشكلته الأزليه هي الطبقيه واليوم تتنافس كل من الطبقيه والأنانيه بتدمير ما تبقى منه .

سؤال آخر هل من الممكن ان تنتهي الطبقيه والانانيه ؟ صعب جدا خصوصا أن المجتمع متعدد الأعراق . بنظري الشخصي المجتمعات الغير متجانسه هي تجربه سياسيه فاشله حتى بنظام ديمقراطي حر يؤمن بالليبراليه . نعم قد يستغرب البعض من كلامي هذا لكن هذا هو الواقع الذي أراه ملموسا ببلد كالولايات المتحده مثلا .


أسمع احيانا برنامجا اذاعيا لناشط سياسي يميني يدعي هال ترنر . يثير اهتمامي هذا الشخص فهو على الرغم من تطرفه اليميني وتعصبه العرقي يستخدم منطقا قويا يجعلني أؤيده بكثير من الأحيان . أثار هال ترنر مره قضية مشروع قانون تسجيل تراخيص الأسلحه للأفراد الذي اقترحه الحزب الديمقراطي الأمريكي وكيف أن هذا القانون يعارض الدستور الأمريكي وتطبيقه سيكون انتقائيا على البيض (الرد نكس) بالولايات الجنوبيه واهمال مناطق السود والمكسيكيين. هنا تذكرت الوضع بالكويت حيث القانون مهما كان جائرا وغير دستوري يطبق فقط على رأس المواطن الكويتي الذي لا سند قبلي , طبقي أو طائفي له .بمعنى آخر ان لم تكن عنصريا انانيا ستلاقى الظلم .

العنصريه بمجتمعات التعدد العرقي أقوى من اليبراليه والعلمانيه فهي مرتبطه بعوامل نفسيه وعاطفيه معقده جدا وبل ببعض الأحيان توجد لها مبررات مشروعه .

بنظر هال ترنر الأمريكي هو الإنسان الأبيض الذي يذهب الى الكنيسه اما اليهود , السود و المكسيكيين هم دخلاء . كلامه يذكرنا كثيرا بتصنيف البعض بان الكويتيين هم اهل السور ومن اتى من بعد هم لفو حديثوا التجنيس .

انا لا أحب العنصريه لكن بنفس الوقت لا أستطيع تجاهل حقيقة أن التجنيس قد سبب كوارث للبلد على جميع الأصعده كالسياسه , الإقتصاد والإجتماع .وان التجنيس أيضا قد عزز السيطره القبليه التي تعني تلقائيا سيطرة أصوليه دينيه وكلاهما يضراني بشكل مباشر كمواطن .

الكويت القديمه لن تعود صحيح لكن هذا لا يعني أن الكويت الجديده واقع مفروض يجب أن نتعامل معه دون محاولة تغييره الى الأفضل.

بأمريكا ليست فقط القيم العلمانيه والليبراليه من حافظ على المجتمع بل النظام الفيدرالي الذي أراه حلا واقعيا يناسب الطبيعه التعدديه للأعراق وقد تكلمت عن هذا الموضوع سابقا وانا لازلت على رأيي . انا مثلا اتفق مع أسيل العوضي بالخطوط العريضه لذلك وان اختلفت معها ببعض الآراء اظل اتقبلها و اريدها ان تمثلني . اما امثال هايف وطبطبائي فلا اتفاق معهم لا بالخطوط العريضه ولا الرفيعه فكيف سأقبل لمن يحمل افكارا مثل أفكارهم أن يمثلني ويشرع قوانينا اراها رجعيه متطرفه .؟ بعيدا عن مزايدات الوحده الوطنيه يجب أن نعترف حتى لو كنا نحمل ذات الجنسيه إلا انه توجد بيننا كلنا فوارق فكريه واجتماعيه تصل لدرجة الإختلاف بل الخصومه احيانا .

عندما نتعامل مع السياسه لا نستطيع تجاهل الديموغرافيه وهذا ما يطبقه العديد بالكويت وأخص بالذكر احمد الفهد واهتمامه بمزاين الإبل و علي الخليفه وبرنامج قناته "قلطة الوطن" .كذلك بعض التيارات السياسه كالتيار الوطني الذي تواصل مؤخرا مع بعض ناخبي المناطق الخارجيه .

ختاما

ليس الحل هو التحسر على الماضي بل الحل هو التعامل مع الواقع الجديد ومحاولة احتوائه قدر الإمكان . لذلك انا اطالب أن تكون للدوله سياسه واضحه نحو الوضع الديموغرافي الحالي .الحكومه تدرك تماما أن الكوارث قادمه لا محاله وهي تحتاج أن تواجه الشعب بشفافيه وتضع تشريعات صارمه تضمن استمرار البلد . البلد غني نعم لكن ثروه وشعب اناني اتكالي واستهلاكي تعني الدمار والنهايه .

٢٠٠٩/٠٥/٠٦

أسئله للمجتمع المحافظ

يصف البعض أو الاغلب مجتمعنا بالمجتمع المحافظ وانا كفرد اعيش بهذا المجتمع لدي عدة أسئله له:0
أيها المجتمع كيف وأين ومتى أنت محافظ؟
هل تحافظ على العادات والتقاليد ؟
هل انت ملتزم دينيا ؟
هل تشجع الرجعيه سواء بالفكر أو السلوك ؟
هل كل من ينتمي اليك مقتنع بمفهوم المحافظه التي تصف نفسك بها أم الذين ينتمون اليك يتدرجون من محافظين و متوسطين وتحررين؟
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا يتصرف شبابك المسلم صاحب العادات والتقاليد كأنهم بملهى ليلي بمرافق لا علاقة لها باللهو الليلي كالكافيهات والمطاعم والمجمعات التجاريه ؟
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا مساجدك خاليه من افرادك ووزارة اوقافك الدينيه تنفق الملايين عبر حملات اعلانيه ضخمه لتسويق بديهيات الدين كالصلاة وقراءة القرآن؟
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا لا يلتزم جميع أفرادك سواء كانوا ذكورا أم اناثا بزيك التقليدي ؟
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا يسعى شبابك من الجنسين لتكوين علاقات حميميه بين بعضهم ضاربين بعرض الحائط دينك واعرافك وتقاليدك ؟
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا يهجرك افرادك الى مجتمعات تحرريه قح خلال كل العطل الرسميه بما فيها الدينيه ؟
العادات والتقاليد ليست سوى أفكار وكل فكره بالعالم تكون قابله للنقد المنطقي المحايد المجرد لذلك ليس كل العادات والتقاليد مؤهله للبقاء والممارسه والتطبيق خصوصا بزمن المنطق والموضوعيه والتحليل المقارن.0
بهذا النهج استطاع العقل البشري ان يتطور وينجز اما عقولنا التي حولها الدين الى عقول تقدس وتهول كل ماله علاقه بالماضي ترى أن العادات والتقاليد هي مقدسات يجب أن تطبق وتحترم حتى ان كنا انفسنا لا نطبقها ولا نهتم بها.وهذا ما يسمونه بالتناقض والنفاق فبالتالي نحن لسنا لا مجتمعا محافظا ولا مجتمعا تحرريا نحن مجتمع منافق يحرضه الدين والعرف على التشبث بالهويه الرجعيه المتخلفه معنويا ولكن فعليا نمارس ونتجه الى الإنفتاحيه بكل صورها .0
بمعنى آخر تنطبق علينا حكمة أحد الزملاء بعالم الإنترنت " القلب بالمعركه والجسد تحت التكييف" لذلك المجتمع فاقد للهويه مضيع المشيه يلقب نفسه بالمعتدل لا يريد أن يصنفه الليبراليون رجعيا ولا يريد أن يصنفه الاصوليون منحلا.لذلك هو مجتمع فاشل غير قادر على تلبية طموحات افراده وتكثر فيه المشاكل والمظاهر القبيحه التي لا علاقة لها بالتحضر.0
على سبيل المثال وليس الحصر مراهقينا المتسكعين بالأسواق والمجمعات بلا هدف يمثلون ظاهره قبيحه غير حضاريه . فهؤلاء يحاولون الهروب من بطش الشرق عن طريق تطبيق مفاهيم الغرب بصوره خاطئه بمكان خاطئ . مخطئ من يقول ان هؤلاء هم ضحية غزو فكري غربي فالغرب يسعى بكل جديه الى توفير بيئه ومرافق يتمتع فيها كل افراد المجتمع مهما كانت فئتهم العمريه أو حالتهم الإجتماعيه بعكس الحال هنا حيث الدوله والمجتمع تظن ان الأسره هي فقط من يحق له التمتع بالمرافق والفعاليات والانشطه.0
ان المراهق بدولنا هو مشروع انسان مريض نفسيا مهووس جنسيا يتم تحريضه وتشجيعه بشكل اعمى على ان يكبر بسرعه كي تزوج ويكون اسره وهم بذلك يلغون مرحله عمريه كامله بل بالأصح يشوهونها. الشخص بمرحلة المراهقه الى مرحلة الرشد مكبوت لا يتعامل مع الجنس الآخر بصوره اعتياديه فمن الطبيعي أن نظرته اليه ستكون شهوانيه ويصبح الوصول اليه هاجسا وهذا واضح جدا من مظهر الناس الخارجي وتصرفاتهم امام الجنس الآخر. لذلك الليبراليون بدولنا تجدونهم يطالبون وبقوة بمبدأ التعليم المشترك كي نكسر هذه اللعنه الصحراويه.0
ليست الفنون الثقافيه مثل الموسيقى والأدب جريمه بل الجريمه أن يوجد بهذا الزمن مجتمع يعادي الثقافه والفن كالمجتمع المحافظ الإسلامي الذي هو نفسه اعتداء على فكر وانسانية أفراده.ان الثقافه بكل أشكالها وصورها تسبب الذعر بنفس المجتمع المحافظ فهي دعوه للإطلاع ؛الإنفتاح وتوسيع المدارك وهذه المفاهيم تمثل تهديدا على هوية المجتمع المنغلق المتزمت.لذلك نجد أن الخطاب الإسلامي المعاصر والتيارات الدينيه السياسيه تصاب بالهلع من امور نعتبرها نحن عاديه بل أحيانا تافهه كبرنامج ستار اكاديمي أو سوبر ستار. كذلك لاحظوا بالكويت كيف تحول معرض الكتاب الى معرض الكتاب المبتور وفجأه بزخ ما يسمى بمعرض الكتاب الإسلامي هذا كله يدل على الوصايه والرجعيه ونشر الأصوليه الدينيه تحت راية لمجتمع المحافظ .بكل دول العالم المرجعيه الدينيه موجوده والمرجعيه العلمانيه واللادينيه المعارضه أيضا موجود والخيار لعقل القارئ وليس كما الحال هنا أحادية الطرح والغاء للفكر الآخر.0
لوما الإطلاع الثقافي بكل صوره وأشكاله لما اقتنع البعض بأفكار تعارض بشكل صريح وصاية المجتمع المحافظ. لذلك يسخر المجتمع المحافظ كل طاقاته وموارده لدعم عملية الرقابه.هنا قد يتساءل البعض هل نقيض الرقابه هو الفلتان؟ لا اظن ذلك بنظري نقيض الرقابه هو الرقابه نفسها بمعنى آخر نحول الرقابه من رقابه عموميه الى رقابه خاصه أو ذاتيه وهذا المبدأ موجود حتى بأكبر الدول تحررا . نظام الفئات العمريه المتبع للمواد الإعلاميه يعتبر صوره من صور الرقابه الذاتيه فعقل الطفل ليس كعقل المراهق وليس كعقل البالغ .0
الرقابه الصحيحه هي منع الفرد من التعامل مع المؤثر الإعلامي لأسباب عمريه أو شخصيه وليست الغاء المؤثر وبتره كما يحدث بالمجتمع المحافظ. 0
سألني مره زميل عمل قائلا " ان كان لديك أولاد هل ستقبل أن تقام حفلات غنائيه؟" سؤال هذا الزميل بحد ذاته كارثه ان كان هو أو غيره من ضمنهم انا مثلا لا نريد لأولادنا الذهاب الى حفلات غنائيه لماذا نفرض هذه القناعه على الغير سواء كانوا كبارا ام صغارا ؟ عموما رديت على هذا الزميل وقلت له " ما هو الضرر الذي تراه بالحفله الغنائيه؟" رد علي قائلا " إن الإختلاط يسبب الزنا لأنه يهيج شهوة الشباب" قد يظن بعضكم ان زميلي هذا سلفي متزمت لكنه ليس كذلك هو انسان عادي من النوع الذي يبحث عن المتعه المحرمه خارج الكويت مثل العديد من الشباب لكن تظل مفاهيم المجتمع تؤثر على تفكيره وتجعله يتبنى آراءا أقل ما يقال عنها أنها رجعيه متزمته.0
ختاما
تظل ماهية المجتمع الكويتي قضية شائكه. كل ما نستطيع عمله من اجل هذا المجتمع هو السعي للتغيير الإنفتاحي عن طريق مواجهة أنفسنا قبل مواجهته ومنعها من التذبذب بين الحريه والإنغلاق . 0
تحديث: 0
رغم ابتعاد كتاباتي عن السياسه المحليه أجد نفسي مضطرا أن اعلن رأيي بالاحداث الاخيره التي محورها المرشحه د.أسيل العوضي. الى العزيزه الدكتوره أسيل أتمنى أن تصلك كلماتي سواء قرأتيها بنفسك أو يوصلها اليك احد مقربيك . سواء كان التسجيل المنشور حقيقيا ام مفبركا تظل مكانتك الفكريه والسياسيه أرقى من أن ترفعي قضيه على طالبه تنتمي لحزب دساس قد بصقه الشارع الكويتي. حتى وان شاركت بجريمه أدبيه صريحه ضدك. نحن نعيش بمجتمع أقل ما يقال عنه أنه همجي يظن أن التشهير بالناس حريه شخصيه وبنفس الوقت يسعى لقمعهم والحاق الاذى فيهم ان لم يقدسوا العظام الرميم كما هو يفعل.
كذلك أتقدم بالشكر للصديق مطقوق الذي عودنا دائما على نصرة حرية الرأي واتمنى من قرائه الكرام أن يستوعبوا الرساله التي يريد ايصالها لهم.0