٢٠٠٩/٠٧/٣١

اجازه

الزملاء والقراء الأعزاء سأتوقف عن الكتابه خلال فترة اجازتي تحياتي للجميع وتمنايتي لهم بقضاء أمتع الأوقات وكل عام وانتم بخير مقدما



٢٠٠٩/٠٧/٢٦

عندما يصبح نبذ العنصريه نوعا من أنواع العنصريه

بعيدا عن تعريفات العنصريه المعقده التي معظمها ان لم يكن كلها تتفق ان العنصريه هي قيمه شريره سلبيه تهدم البشريه أحاول بهذا الموضوع النظر للعنصريه نظرة واقعيه بعيده عن المثاليه لذلك أعرف العنصريه على انها شعور بالكراهيه فطري موجود بكل البشر بلا استثناء بدرجات متفاوته تدفعهم الى الحكم المسبق على الفرد بسبب انتمائه لمجموعة ما .بمعنى آخر هي تحميل كل فرد مسؤلية السلبيات التي تصدر من مجموعته . بهذا الزمن كبحت الليبراليه جماح العنصريه لدرجة انه برز على السطح مفهوم جديد يسمى "جريمة الكراهيه" .علما بان الكراهيه هي سلوك بشري فطري وما العنصريه سوى صفه يطلقها الآخرون ضد من يعلن عن كراهيته بصراحه. حقيقه لابد من ذكرها لايوجد انسان على وجه الأرض لا يكره مجموعه معينه من الناس سواء كانت تلك المجموعه طائفه دينيه ؛ عرق ؛ فئه اجتماعيه ؛ تيار سياسي......الخ.

هناك جماعات بالعالم نجدها اليوم تبالغ بالتستر بمفاهيم نبذ العنصريه وجرائم الكراهيه كردة فعل لما حصل بالماضي مثل ذوي الأصول الأفريقيه بالولايات المتحده الذين عانى أجدادهم من العبوديه سابقا.
نترك الولايات المتحده ونرجع للكويت حيث العديد هذا ان لم يكن معظم أفراد البدو كأنهم يريدون الإنتقام من البلد فهو يرون بخرق القانون مفخره ونصرا للقبيله .لذلك شيء طبيعي أن يكونوا مسؤولين عن معاملات العلاج بالخارج الغير قانونيه أو المحسوبيه بالتوظيف والترقيات أوالطلبات الريعيه الخاليه من المسؤوليه كإسقاط القروض . لمن يدعي أن البدو قد ظلموا بالسابق أرد عليه واقول ان أن اضطهاد فئة البدو سابقا ليس سوى كذبه لا أساس لها من الصحه عموم سكان الكويت قبل النفط كانوا فقراء وكان بعض افراد الطبقه التجاريه يعاملهم بإضطهاد والعنصريه .ومن مظاهر الإضطهاد والعنصريه استمرار بقاء تصنيف أصيل/بيسري وغرسه بنفوس الأجيال الجديده. مهما انكرنا او ازدرئنا هذا التصنيف وطريقة التفكير هذه سيظل واقعا قائما لن يزول أو يندثر.

ما الذي نستنتجه من الفقره السابقه ؟ أن الفكر العنصري واقع موجود بكل مجتمع ولن نقدر على الغائه بسهوله او بتعويذه سحريه. حسنا اذن ماهو الحل لتحقيق التوازن والعداله بالمجتمع ؟الحل هو الهجوم على سلبيات وجرائم العنصريه وليس العنصريه ذاتها بمعنى آخر تصبح العنصريه حريه وسنقول " عنصريتك تنتهي عندما تتعدى على كرامة الآخرين" أي كما الإنسان حر بتصرفاته هذه الحريه ليست مطلقه وستقف عند حدها بقوة القانون العلماني الإنساني. الإنسان حر أن يكره ما يشاء ويحق له أن يعبر عن ذلك عن طريق وسائل إعلاميه خاصه كالقنوات التلفزيونيه التجاريه (الفضائيات بالعالم العربي) ؛ مواقع الإنترنت او الكتب . من يأتي الى هذا الإنسان ويريد اخراسه بإسم نبذ العنصريه يمارس دكتاتوريه أسوأ من أي عنصريه.

هناك درجات من العنصريه وعوامل استفزاز تساعد على تأجيج مظاهرها لنقيم جريمة مقتل مروه الشربيني بألمانيا كمثال :
قاتل مروه لم تتكون ميوله الإجراميه عندما حصلت المشاده الكلاميه بينه وبين القتيله بل تلك الميول تكونت بسبب مبالغة النظام القانوني الألماني بإعتناق مفاهيم نبذ العنصريه وجرائم الكراهيه . بمعنى آخر القاتل أحس أن نظام بلده القانوني قد حوله الى مجرم يستحق السجن لمجرد كلام قاله بلحظة غضب .أرجو ان لا يفهم كلامي على انه تعاطف مع القاتل فالقتل بالنهايه جريمه لكن كما هو واجب ان نحاسب المجرمين على جرائمهم واجب ايضا ان ندرس دوافعهم ونمنع تكرارها لتجنب مثل هذه الجرائم مستقبلا . ولكي أسهل الفكره أقول لقرائي الكويتيين ضعوا انفسكم بمكان هذا الشخص وحصلت بينكم وبين احدى الجاليات بالكويت مشاده كلاميه وانتهى الحكم لصالح الطرف الآخر . ولكن ذلك الحكم ليس ادانة تهمة قذف وشتم عقوبتها تعهد هزيل او غرامه زهيده بل الإدانه تحولكم الى مجرمين مهددين للسجن سنوات وذلك بمباركة مفهوم جريمة الكراهيه المطاطي. اكرر واقولها انا ضد الجريمه بإسم العنصريه لكن بنفس الوقت ان كنا سنتكلم عن قانون وادانه يجب ان تكون العقوبه على قدرالفعل أو كما يصفه التشريع الإسلامي بالجزاء من جنس العمل . مسألة أن نسجن شخصا او نعاقبه بشده على كلام قاله يعتبر دكتاتوريه بنظري. كما قال احد الزملاء الأفاضل مشكلة الغرب أنه ليبرالي ومثالي بزياده وفعلا من الامور التي لا أتفق فيها مع التيارات الليبراليه المعاصره كالحزب الديموقراطي الامريكي هو المبالغه والتهويل بمسألة جرائم الكراهيه .

لذلك أقول لأي فئه سواء بمجتمعي أو بالعالم ولمن يتحذلق ويتملق مصنفا نفسه جيسي جاكسون زمانه دفاعا عنهم أنكم لستم معصومين ولكي توقفوا العنصريه ضدكم بادروا بإصلاح جماعاتكم بدلا من اتهام الآخرين بالعنصريه .ارفض أن تصبح اتهامات العنصريه أداة تعطي فئه معينه قدرا من المعصوميه والقدسيه تمنع الآخرين من نقدها خصوصا ان كانت تلك الفئه منتهكه لحقوق الإنسان والمواطنه.
0

٢٠٠٩/٠٧/٢٠

تعديل المناهج أم تعديل العقول ؟

تشغل بال الرأي العام المحلي هذه الأيام قضية تعديل مناهج التربيه الإسلاميه بمدارس الكويت . نقطة الخلاف هي أن المنهج الحالي يصنف التبرك بالقبور وزيارتها بدعا وكفر . وطبعا وجود نقطة خلاف طائفي بالمنهج التربوي للبلد أمر غير مقبول خصوصا أن هذه التي يسمونها بدعه ليست سوى احدى وسائل التكفير السلفيه الأصوليه المستورده من جار الجنوب . منهج التربيه الإسلاميه بدوله فيها مذهبين يجب أن يحوي أمورا عاما متفق عليها مثل السيره ؛ العقيده ؛ العبادات . بمعنى آخر هو معرفه دينيه وليس تعليم فقهي مذهبي . ما دخل البدع والفتاوي بمنهج مدرسي ؟ أنا درست التربيه الإسلاميه بمناهج الدوله الحكوميه ولا أذكر احتواء المنهج على فتاوي او بدع تشجع على الكراهيه الطائفيه لأن من وضع مناهج التربيه الإسلاميه بذلك الوقت كان ملتزما بمنهج خالي من التفرقه المذهبيه .
ان كان منهج التربيه الإسلاميه يعني أن ندرس النشئ الفقه والفتاوي اذن سيأتي اليوم الذي نرى فيه المنهج يقول أن ستار أكاديمي حرام او الفالنتين رجس من عمل الشيطان وغيرها من فتاوي واجتهادات الفقه السلفي القبلي الوهابي التي ينفر منها المسلم السني قبل الشيعي أو الغير مسلم .

قلتها سابقا وأكررها اليوم أن الهويه الكويتيه آخذة بالإندثار بسبب الهوس بالإنتماء القبلي والإعتزاز او بالأصح الإلتصاق والتبعيه لكل ماهو سعودي خصوصا المسائل الفقهيه المستورده من الجنوب التي تطل علينا بكل مناسبه وغير مناسبه حاملة رائحة كريهه من التطرف والعنصريه .لذلك كويت اليوم ليست الكويت التي عهدناها وعهدها أباؤنا وأجدادنا من قبلنا . نحن لا نتهجم على الأصل السعودي او القبلي لكننا بنفس الوقت لن نسكت ان تم استغلال هذا الأصل او الإنتماء بسبيل تدمير التوازن الإجتماعي الذي كفله الدستور ووضعه حماية وصونا لهذا البلد . أن الإرتباط بالأصول او الإعتزاز بها سواء كانت سعوديه ؛ عراقيه ؛ ايرانيه ، بحريه أو بريه ليست سوى مرحله علينا تجاوزها لأننا اليوم لدينا اصل واحد اسمه الكويت التي كانت بوتقة حضاريه ارتمى بحضنها اجدادنا وواجب علينا كاجيال جديده أن نعتز فيها ونحافظ على هويتها التي ارتبطت دوما بالرقي والتحضر .

هذه نظرتي كمواطن عادي أما كفرد يسعى للتنوير والعلمانيه لن اكتفي بتعديل منهج التربيه الإسلاميه بل أضم صوتي لكل من يطالب بإبعاده عن المدرسه وحصره على المسجد . فالدوله التي يدعي دستورها ضمان حرية الإعتقاد كيف تسمح أن يتم ترهيب طلابها الغير المسلمين؟ أو تهديدهم بعذاب جهنم؟ أو لعنهم وشتمهم؟ او الجهاد ضدهم؟ أو فرض الجزيه عليهم ؟أو نعتهم بالكفر والزندقه ؟ عندما يسمع طالب غير مسلم سواء كان يهودي ؛ مسيحي ؛ بوذي وغيرها من الديانات أو الإعتقادات أن مصيره هو الحرق كيف تريدونه أن يبقى بالمدرسه ؟ موضوع ان 99.99% من الشعب مسلم لا يلغي حقيقة ان هناك اعداد لا بأس بها من افراد هذا الشعب مسلمين على الورق لكنهم على أرض الواقع لا علاقة لهم بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد .الغاء حقوق هؤلاء الأدبيه والإستمرار بتدريسهم شيئا يعتبر ارهابا نفسيا ضدهم جريمه بحق الإنسانيه ومخالفه صريحه للمبدأ الدستوري الذي ينص على حرية الإعتقاد .كما هؤلاء الغير مسلمين مستضعفون ببلد يؤمن شعبه بالهمجيه التي تمنح الأغلبيه الحق بقمع الأقليه كذلك ابناء المذهب الجعفري هم مستضعفون بهكذا قضايا . فهم يؤمنون بالتبرك بالقبور وزيارتها وانا شخصيا لا الومهم فالعديد من العقائد والديانت بالعالم تؤمن أن طقوس زيارة القبر هي علاج نفسي وروحاني لأهل الفاجعه . فعقيدة الشنتو اليابانيه مثلا تلزم الفرد ان يزور قبور أحبائه سنويا يتكلم معهم ويقدم لهم الزهور ويصلي بسبيل راحة أرواحهم . هذا الجانب الروحاني الانساني الذي لن يفهمه مفتي الخيمه والبعير ويسميه "بدعه" كما كان يفعل أسلافه الوهابيين من قبله لم يمنع اليابانيين أن يصبحوا من اعظم شعوب العالم (هذا لن لم يكونوا فعلا هم الأعظم) علما ؛ خلقا وتحضرا .

ختاما
كنا ولازلنا نقول أن الإسلام سواء كان سنيا أو شيعيا مكانه المسجد وليس المدرسه يطلع عليه من يريده ويتركه من لايريده هذه هي حرية الإعتقاد وهذه أول خطوه نحرر فيها عقل الإنسان العربي من هيمنة الدين ورجال الدين على نمط حياته . فرجل الدين مكانه الطبيعي والوحيد هو المسجد ليس الطب ليس العلوم ليس الإقتصاد وليس السياسيه . نحن لسنا بحاجه لتعديل المناهج بل بحاجة لتعديل العقول التي شوهتها تلك المناهج انسانيا ووجدانيا
.0