٢٠٠٩/١١/١٦

الحقوق المدنيه واقع أم خيال

كثيرا ما يردد البعض مصطلح الحقوق المدنيه دون ادراك حقيقي للمعنى العميق لهذا المفهوم القائم على مبادئ الحريه وحقوق الإنسان سأتكلم بهذا الموضوع عن عدة أمور مرتبطه بالحقوق المدنيه وكيف ان الإنتهاك الحاصل بها قد جعلنا بعيدين كل البعد عن الحقوق المدنيه واهدافها الحقيقيه.

العداله الطبيعيه
هذا المفهوم مرتبط بالنظام القضائي وعلى الرغم أن انظمتنا القضائيه تطبق العديد من شروطه إلا أن الإنتهاكات حاضره وبقوه أيضا . نعم بدولنا تطبق بديهيات العداله الطبيعيه "كمبدأي المجرم بريئ حتى تثبت ادانته" او " لا عقوبه بلا جنايه" وغيرها لكن هناك انتهاكات واضحه تتميز بها الأنظمه العربيه سواء الدكتاتوريه او التي تدعي الديموقراطيه . احد هذه الإنتهاكات هو ما يسمونه بالحبس على ذمة التحقيق وتجديد ذلك الحبس دون قضيه تدين المتهم .وطبعا لا ننسى ان حبس شخص بالدول العربيه يعني تعذيبا جسديا ومصيرا مجهولا خصوصا ان كانت الجنحه متعلقه بقضايا الأمن الوطني فنحن بانظمه تعتبر كلام الناس وافكارهم زعزعه للامن الوطني وما اسهل فرض قوانين الطوارئ والاحكام العرفيه لدينا . العداله الطبيعيه تنص على ان الإنسان خير وصاحب نوايا طيبه يجب أن لا يمسه ضرر ويجب أن يعامل كما يعامل كما يعامل الآخرين. بكل الدول العربيه بلا استثناء لا توجد عداله طبيعيه فالحكومات هي القاضي والجلاد ومحاكماتنا أغلبها شكليه كأنها احد ادارات وزارات الداخليه وليست سلطه مستقله يشترط فيها العدل ؛ النزاهه والحياد.

مدى الإلتزام بالإتفاقيات الدوليه
الكويت وبعض الدول العربيه قد وقعوا على اتفاقيتين بغاية الأهميه الأولى اسمها "اتفاقية الحقوق السياسيه والمدنيه" والثانيه اسمها " اتفاقية الحقوق الإقتصاديه ؛ الإجتماعيه والثقافيه" لن أدخل بتفاصيل بنود الإتفاقيات واترك ذلك للقارئ .اكتفي بالقول أن الإنتهاكات الموجوده تثبت أن التزام هذه الدول بالبنود ليس سوى حبر على ورق . عيب هذه الإتفاقيات أنه لا توجد لجان محايده تراقب مدى التزام الدول فيها وعلى ضوء تلك النتيجه تسقط عضوية تلك الدول كإجراء تاديبي للكذب والخداع التي تمارسه تلك الحكومات بكل وقاحه .

الدستور ومفهوم العقد الإجتماعي
ماهو العقد الإجتماعي ؟ ذلك المصطلح الذي كرره على مسامعنا الكثير وهم بنشوة تلميع الدستور الكويتي وتقديسه دون الإطلاع على المقومات التي تجعل هذه الوثيقه مؤهله كي تحمل اسم العقد الإجتماعي . العقد الإجتماعي هو المظله القانونيه للحقوق المدنيه و الحقوق المدنيه هي حقوق انسانيه تمنح للفرد صور الحريه الأساسيه وهي حريات الرأي ؛ السياسه و الإعتقاد وعلى فكره تبعا لدستور الإتحاد الاوربي هذه الحقوق تسمى بالجيل الأول من حقوق الإنسان فهي حقوق بديهيه تم الإجماع عليها منذ قرون مضت . اذن العقد الإجتماعي مطالب ان يكون اساسه الحقوق المدنيه بالتالي هو ليس واقعا قانونيا لا يمس ولا ينتقد كما يسوق البعض الذين يريدون تجريم وترهيب من يعارضه .فالمعارضه السلميه مشروعه عن طريق الإنتخابات والسلطه التشريعيه قد يقول قائل لكن الدستور الكويتي يصون الحريات ارد عليه ان الدستور متناقض ما بين الهويه الدينيه والمدنيه وقوانينا التي اضحت دينيه بسبب النفوذ الاصولي مؤخرا هي خير دليل على هذا التناقض. فالدوله التي تتبجح بإعطاء المراه حق التنقل دون اذن جناب ولي الأمر الرجل اليوم ب2009 عليها طأطأة راسها من الخزي والعار لا رفعه.وان كان هناك توجه مدني نتمنى ان يكون ذلك جادا وشاملا وليس لخدمة فئه اجتماعيه معينه بغرض التبجح او "التشيحط" امام المجتمع الدولي تبجح على ماذا على تقليل تركيز تخلفكم ورجعيتكم ؟أنا شبه متاكد ان المراه ستصبح قاضيه ووكيلة نيابه بالكويت ليس بسبب بغرض التطور المدني بل لغاية التبجح اياها. ان كان هناك توجه مدني حقيقي اذن أين حقوق الرجل ؟ نعم قد يثير كلامي الإستغراب لكن مجتمعاتنا الذكوريه لا تخلو من انتهاك حقوق الرجل وبشكل خاص الاعزب . بالكويت يوجد تمييز اجتماعي ؛مهني وقانوني ضد العزاب . لا انكر ان الزواج مرحله مهمه بحياة الإنسان يراها العموم ضروره لكن لا يوجد ما يشفع تحويلها للزام اجتماعي يفرض عن طريق الضغط بتشريعات وقوانين تقيد حرية الاعزب بالسكن وتشعره بعدم القبول الإجتماعي.ولا اتوقع أني بحاجه لذكر الامثله فهذا واقع يعيشه البعض والبعض الآخر قرر الهروب منه وان كان ذلك الهروب بشكل خاطئ غير مدروس تترتب عليه نتائج سيئه.فإختيار الرجل الإمتناع عن الزواج ان رأى فيه مشاكل ماليه واجتماعيه قادمه هو حق من حقوقه لا يحق للمجتمعات العربيه التي أضحت كالحيوانات تعيش لتتكاثر أن تسلبه اياه.

ختاما
نحن بهذه المجتمعات التي تمارس علينا الفاشيه الإجتماعيه سواء بإسم الدين او العرف بامس الحاجه لنشر الوعي الفكري بين العقول الحره التي تطمح للعيش بنظام حضاري عادل. لذلك الفكر العلماني ااو الليبرالي الذي نريد نشره ليس هدفه ضرب الدين او نشر ما يصنفه الإسلام حراما كما يتصور أصحاب العقول المغلقه والآفاق الضيقه. وليس التبجح، التفلسف او التكبر كما يتصور جماعة المغتاظين والهلاميين الذين لن يرسوا على بر فكري . نحن نراه واجبا علينا كأفراد نرفض ان يكون نظامنا السياسي والإجتماعي الذي نعيش فيه ذي طبيعه منافقه خادعا نفسه قبل أن يخدع المجتمع الدولي.
0

٢٠٠٩/١١/٠٨

نظرتي للوضع السياسي القائم

الواقع السياسي الكويتي بنظري هو مسأله بغاية التعقيد نظرا لعدم وجود قواعد ثابته للنظامين السياسي والإجتماعي بالبلد . والعديد من الاحداث والمتغيرات التي تحدث في فترات النشاط السياسي نجدها مرتبطه بحالة الفوضى والعشوائيه لمكونات النظام الذي نعيشه . بهذا الموضوع سأحاول تسليط الضوء على بعض الأحداث التي شغلت بالي بهذه الفتره السياسيه .0

السلطه القضائيه
نحن اليوم بامس الحاجه الى نظام قضائي مستقل فعليا عن الحكومه والسلطه التنفيذيه فالعديد بعد قضيتي الناقلات وهاليبرتون قد فقد الثقه بالقضاء . ولذلك فأن أي قضية مال عام تحدث وستحدث سيعتبرها الناس سرقه حكوميه وفساد مالي . فالحكومه هي القاضي والجلاد وهذا انتهاك صريح لأهم أساسيات النظام الديموقراطي الذي ينص على فصل السلطات . النائب فيصل المسلم(سوبر مسلم كما وصف هو نفسه من قبل) أصبح اليوم بطلا قوميا بسبب موضوع شيكات رئيس مجلس الوزراء التي حتى لو لم تكن رشوه فأن الناس اعتبرتها رشوه وانتهى الموضوع بسبب الإنطباع والصوره المسبقه التي تكونت عن حكومات ناصر المحمد بقضايا المال العام آخرها ما حدث بالأمس القريب بقضية إعلانات وزارة الداخليه . كمواطن أدعو الحكومه الى الإلتفات فورا لمسألتي قضايا المال العام ونزاهة السلطه القضائيه فلم يبقى إلا أن يزايد أمثال فيصل المسلم وغيره من النواب الذين نعلم تمام العلم أنهم لا علاقة لهم لا بالإصلاح ولا التنميه فهم أكثر من ينتهك الدستور وحقوق المواطنين العامه عن طريق ممارسات وتشريعات رجعيه متخلفه وجاهله معظمها تثبت أن هؤلاء الذين أقسموا على حماية الدستور لم يكلفوا انفسهم بقراءته.0

التيار الوطني بين معارضة الحكومه و دعمها
سابقا كان معارضي الحكومه شخصيات يشهد لها بالوطنيه واحترام الدستور والإيمان بالعدل أما اليوم لنلقي نظره على المعارضين ماذا نرى ؟ نواب قبليين كل يوم يريدون فرض تشريعات مبنيه على جهل وتخلف تدل على انعدام كفاءه أو بالأصح الأهليه . كيف يصبح شخص لا يعرف أن للمرأه سن يأس تتوقف فيه عن الأنجاب عضو برلمان ؟ كيف يطالب هؤلاء بشراء فوائد القروض لأنها ربا؟! وعشرات "كيف" التي تثبت أن معظم هؤلاء غير مؤهل أن يكون نائبا عن الشعب .0
نرجع للتجمعات الوطنيه السياسيه وهما التحالف الديموقراطي والمنبر توجد عناصر ممتازه بالتجمعين تحمل أفكارا وتوجهات انفتاحيه تبعث فينا الأمل على الرغم أننا لا نرى لها صدى بطروحات النواب المنتمين الى هذه التجمعات . بنظري هناك عدة مشاكل تواجه التيار الوطني :0
عدم وجود كتله وطنيه منظمه بالمجلس صوتها موحد بسبيل الدفاع عن الدستور والحريات العامه
معظم النواب أصحاب الطرح الوطني بصف الحكومه وهذا الأمر يثير حنق واستفزاز الشارع خصوصا بقضايا المال العام
كل مايفعله أو يقوله النائب الوطني كفر فإن أيد الحكومه حتى ان كان ذلك التأييد مشروعا سيسمونه انبطاحي وان طالب بالحريات العامه سيسمونه بالليبرالي الكافر وان تصدى لقوانين هدر المال العام لقبوه بالبخيل الذي يحرم الشعب .0

كلي أمل أن يتجاوز التيارا الوطني هذه العقبات ويعود الى الساحه السياسيه قويا من جديد فهو رغم أنه بلا برامج سياسيه ليبراليه يظل التيار السياسي الوحيد القادر على الوقوف بوجه الأصوليين والرجعيين .0

العنصريه
أكثر شيء اثار انتباهي بمجلس 2009 هو الهجوم الشديد على النائب د.رولا دشتي فهي مكروهه لأسباب اجتماعيه وليست سياسيه . فهي شيعيه ؛ ليبراليه ؛ سفور ؛ حضريه ولا تتكلم اللهجه الكويتيه وهذه الأسباب كفيله لتحصد على كراهية الشارع فالشارع اليوم هو شارع عنصري قبلي طائفي يؤمن بالقمع ومعاداة التنوير والإنفتاح. العنصريه الإجتماعيه الموجوده هنا هي التي جعلت البعض يؤيد وبكل وقاحه قانون حجاب النائبات القبلي الهايف. أن التطرف المذهبي والديني للمجتمع ينعكس على السياسه وما يرتبط بها من احداث ومتغيرات . فوزير الصحه هلال الساير يصنفه متطرفو القبيله أنه عنصري ضد البدو بسبب حادثة منقبات كلية الطب بالتسعينات. وبمناسبة الحديث عن العنصريه ضد القبيله وموضة أنا اكره سكوب والجويهل هناك ملاحظه بغاية الأهميه وهي أن الإنتماء القبلي الذي أتحفنا البعض مؤخرا وهو يتباكى على العنصريه ضده يمنع النائب من محاسبة الوزراء فلم يحدث بتاريخ الكويت السياسي أن استجوب نائب بدوي وزيرا بدويا فالإستجواب والرقابه يستخدمها النائب البدوي ضد الوزراء الحضر فقط خصوصا ان وقفوا بوجه معاملاته الغير قانونيه غالبا .0

ناصر المحمد ومشروعية استحقاقهم الأفضل
كلمة الحق تقال أن رئيس مجلس الوزراء الحالي ناصر المحمد قد أخفق بإدارة البلد وعلى ذلك وكما هو حال الأنظمه الديموقراطيه يحق للناس ان يعلنوا عدم رغبتهم بوجوده لكن هناك حقيقه لابد من الوقوف عندها وهي أن تلك الإخفاقات ليست سوى تراكمات لمشاكل لم يملك أي احد الحق بنقد المسؤولين عنها طوال ال30 سنه الماضيه فهل من العدل لوم هذا الشخص فقط لأنه أصبح رئيس مجلس وزراء القابل للنقد اليوم؟ سؤال آخر ماذا سنفعل في حال اخفق التالي وصدقوني سيخفق التالي حتى لو جاء من المريخ لأن الوضع الذي نعيش به اليوم مسؤوليتنا جميعا وليست مسؤولية شخص مهما علي منصبه .0
هذه الدوله الخاليه من الضرائب التي تمنح مزايا التعليم والصحه والسكن مجانا كيف تريدونها ان تنمو وشعبها بات مفطورا على الإستهلاك والريعيه ؟ هل تتوقعون ان نظاما كهذا سيكون خاليا من الإنتهاك والإستغلال سواء على يد الكبار أو الصغار ؟
الناس هنا من الطبيعي أن تفقد الإحساس بالمسؤوليه والمواطنه فهم مترفون بسبب هذا النظام الذي عودهم على الإتكاليه والكسل قاتلا فيهم كل الجوانب الإبداعيه الممكنه .لذلك عندما يقولون نريد تنميه ونريد إصلاح نريد ونريد ....الخ لا اتمالك نفسي من الضحك فكيف وماذا يريد هؤلاء المترفون المتخمون بينما بقية شعوب الأرض تعمل وتشقى بسبيل لقمة العيش . من يريد أن يغير ليغير نفسه ومجتمعه بعد ذلك سيتغير السياسيون سواء كانوا نوابا او وزراء . من يقول نستحق الأفضل مطالب أن يفسر لنا لماذا يستحق الأفضل وماذا عمل أو أنجز كي يستحق الأفضل .هل الأفضل هو استمرار حالنا الريعي المترف الذي بعضه قانوني ودستوري وبعضه لا ام الأفضل هو احداث تغييرات اجتماعيه وفكريه بأنفسنا يترتب عليها واقع سياسي جديد لن يرضي من تعود على الريعيه والكسل ؟ هذا التحدي ليس سياسيا كما يظن العموم بل هو تحدي شخصي لنا جميعا وأنا شبه واثق أن العموم لايريد حتى التفكيربهذا التحدي فما بالكم بمواجهته .
0

٢٠٠٩/١١/٠٣

في الأخلاق والحريه

هناك لغط دائم خصوصا لدى عوام الشارع العربي بمفاهيم الحريه والاخلاق . فهؤلاء مشكلتهم حصر الأخلاق بالدين الإسلامي وكأن الإسلام هو أصل الأخلاق او أصل الفطره السليمه وهذا كلام اقل ما يقال عنه أنه هراء فلو كان عالمنا بلا أخلاق كما يدعون لأصبحت بقية المليارات الغير مسلمه من البشر كلها بلا استثناء بلا أخلاق . عندما تحدث نقاشات بخصوص الحريه والأخلاق كثيرا ما يدعي المسلمون أن الحريه ابتذال لا تحترم الاخلاق متصورين أن الحريه مفهوم فوضوي دخيل على المجتمعات يجب أن تقيد . لذلك كثيرا ما نسمع منهم ردودا على شاكلة "ان كنتم تؤمنون بالحريه اذن لا مانع لديكم من الخيانه الزوجيه " و " ان كنتم تؤمنون بالحريه اذن لماذا تلتزمون بالقانون" و " ان كنتم تؤمنون بالحريه اذن لماذا تغضبون عندما نشتمكم ونسيء الى شخصوكم ان اختلفتم معنا بالرأي أو المعتقد او التوجه السياسي" .0
وبمناسبة الإختلاف بالرأي لدينا بمجتمعاتنا عاده ذميمه عندما نختلف بالرأي فإختلافنا يتحول الى شخصنه والبعض جهله يجعله يتصور ان الشخصنه هي حرية رأي والبعض الآخر انغلاقه يصور له أن الإساءه لما يقدسه تعتبر اساءه شخصيه له .0

الأخلاق ليست نقيض الحريه وليست حدا من حدودها كما يتصور البعض فالحريه والمطالبه بها جزء لا يتجزأ من الاخلاق وكلاهما هدفه واحد . عندما كتب نبيل العوضي مقالته أخلاق الاوربي بإمتياز هو لم يسيء الى الغرب بل أساء الى المسلمين فمقال كهذا يصور أن المسلم الذي يؤمن أن النفس البشريه اماره بالسوء لا يحد هذا السوء إلا الخوف من القانون او الدين هو الذي ينتظر لحظة الفوضى والعشوائيه كي يمارس المحرم والممنوع بلا قيود . تماما مثلما يقولون لي انت لا تريد الأسلمه اذن لا مانع لديك بالدياثه او زنا المحارم وغيرها من الطروحات الوضيعه التي يتحفنا فيها الإسلاميين ومن على شاكلتهم يكفيني ان ارد على هؤلاء قائلا وهل السبب أنكم لا تمانعون بذلك فقط لأنكم مسلمين مصرين أن الأخلاق والقيم لا مصدر لها سوى الدين والإسلام بشكل خاص ؟

انا لا أؤمن أن النفس مفطوره على الشر ووحده الإسلام القادر على الوقوف بوجه هذا الشر فلو كانت كذلك لغزانا العالم المتحضر الذي لا يؤمن بالإسلام ومسحنا من على وجه الأرض . ولو كانت كذلك لما حصلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولو كانت كذلك لما تحول الإسلام من دين الى أديولوجيه عنصريه شرسه تستخدم لإرهاب البشر وقمعهم فكريا وسلوكيا فارضة عليهم وصايه هم ليسوا بالضروره مقتنعين او حتى مؤمنين بها .0

مشكلة هذه المجتمعات الأساسيه ان افرادها مشغولون بالعديد من الامور والقضايا المعقده وهم غير مؤهليين لتولي هذه القضايا أساسا . أن إصلاح الناس فكريا ونشر قيم الإنسانيه والتسامح فيهم هو مفتاح التحضر وإهمال ذلك هو الذي اخرنا اليوم وسيؤخرنا غدا . مستحيل ان يصطلح حال شعب اناني عنصري خالي من القيم والأخلاق اللإنسانيه إلا ان واجه نفسه واصلحها اولا . لا الديموقراطيه ولا الحريه السياسيه ستحقق ذلك وحدها المبادئ والقيم الحضاريه هي القادره على تحمل هذا العبئ . 0

لا يوجد بلد بالعالم خالي من التحديات والمشاكل ولا يوجد شعب مثالي 100% لكن هناك شعوب افضل من شعوبنا لأنها اختارت بكل طواعيه الخيار الإنساني الذي منحها التحضر والمقدره على مواجهة المتغيرات المعقده بينما نحن كنا ولازلنا غارقين بالمستنقع الأصولي الذي لاهم لديه سوى العوده الى الأصول .0

هل تظنون ان شعبا يغرسون فيه فكرة موته وزواله كل أسبوع بخطبة الجمعه سيعبئ بهذه الحياة أو يهتم باللإصلاح والعداله؟ ان كان هدفهم حسن الخاتمه فليبقوا بالمساجد حتى تأتي حسن خاتمتهم فالحياة اعمق بكثير من تصورهم الساذج لها . من اكتشف الفضاء وقيعان المحيطات ويسعى لإستمرارية الحياة على هذا الكوكب لم يكن سيصل الى ما وصل اليه لوما قيمه واخلاقياته النبيله التي لا مجال لمقارنتها بأفكارهم الرجعيه التي تعزف على وتر الموت والآخره . هل الدين متعارض مع الحداثه ؟ بدون العلمانيه ومع السيطره الأصوليه على قلوب الناس وعقولهم الجواب نعم .وإلا لما تخلفت أوربا بعهد الظلمات ولما تخلفنا نحن اليوم . هل الدين متعارض مع الاخلاق ؟ أيضا نعم فالدين الذي يؤمن بإزدراء الكرامه الإنسانيه تحت ذريعة تطبيق حدود شرعيه بربريه هو دين بلا انسانيه وانعدام الإنسانيه تعني تلقائيا انعدام الأخلاق . 0