٢٠٠٨/٠٨/٣١

ماذا تريد المجتمعات الأصوليه من الليبراليين

تكلمنا بالمقال السابق عن مطالب بعض الليبراليين للمجتمعات الأصوليه اليوم سنتكلم عن مطالب المجتمعات الأصوليه لليبراليين او بالأصح ما قد اجبرت المجتمعات الأصوليه الليبراليين عليه.

1-تحريف المبادئ الليبراليه والعلمانيه كي تتماشى مع طبيعة المجتمع الاصولي:

الفكر الليبرالي والعلماني فكر غربي بالأساس جاء من دول غربيه ويطبق هناك بحذافيره على مستوى المؤسسات المدنيه لذلك نجد ان الأفراد قد تشبعوا بمظاهره فيه وأصبحت من جزءا من حياتهم وفكرهم دون الحاجه كي يقرأوا عنها. الليبراليون العرب يريدون ربط الليبراليه بالصراع العربي الإسرائيلي والقوميه العربيه كي يثبتوا ان علمانية وليبرالية الغرب غير عادله وياخذوها ذريعه ليحرفوا الفكر الليبرالي كما تشتهي اهواؤهم أقل ما يقال عن هذا المنطق أنه منطق غبي .فالفكر الليبرالي ليس يوتوبيا خالصه تقدس وتخلد بل اداة تستخدم لتطوير المجتمع .عندما نستورد التكنولوجيا من الغرب لسنا بحاجه كي نغيرها لتتلائم مع طبيعة مجتمعنا الأصولي نفس الشيء ينطبق على الفكر الليبرالي هو اداة لتسهيل الحياة وليس الغايه من الحياة . أيضا أكثر من يتبنى مفاهيم التسامح الإسلامي ,الوسطيه والإعتدال الديني هم الليبراليون العرب و وصل الأمر لبعضهم بربط الليبراليه بمذهبه الديني كي يبين مدى تطرف وتزمت المذهب المضاد.عندما نتعصب عرقيا , دينيا او مذهبيا فنحن هكذا قد نقضنا أبسط بديهيات الفكر الليبرالي وهذا ما لا يستوعبه جماعة الإسلام الليبرالي الذين يبررون مشروعية مفهوم دين الدوله ومذهبها ضاربين بعرض الحائط مفهوم العلمانيه الأساسي.

2-حصر طرح الليبراليين بالسياسه المحليه :

هنا لست بحاجه أن اذهب بعيدا الشعب لدينا بالكويت يشتكي طوال السنه من الاصوليين وطرحهم المتزمت وبدلا من انتهاج منهج اجتماعي لكي يحل هذه المشكله نجده يصوت تلقائيا ونفسيا لحليقي اللحى كأنهم يمتلكون العصا السحريه التي ستقضي على الأصوليه.هنا انا لا أحصر الليبراليه على أشخاص لكن الواقع يقول لا يوجد لدينا نواب ليبراليين تحت رايه ومنهج ليبرالي .من المؤسف أن يكون لدينا الحشود من العقول المنفتحه التي تؤمن بحرية الرأي وبعض المبادئ الليبراليه لكنها تقيد نفسها بإطار سياسي محلي لا تريد الخروج منه كي تواجه الأصوليين بالشكل الذي سيحقق نصرا اجتماعيا.النصر الإجتماعي و المدني أهم بكثير من النصر السياسي . لنأخذ على سبيل المثال حالة مطالبة التحالف الوطني لإلغاء قانون منع الإختلاط . بغض النظر عن نظرة رجل الشارع للتحالف كتيار قائم على البرجوازيه المطالبه بحد ذاتها مشروعه ومطلب حر لكن التيار الوطني لم يهيء المجتمع لها . نفس الشيء يتكرر اليوم عندما تطالب القوى السياسيه الأنفتاحيه بحربة الرأي تنسى انها نتيجه التغير الإجتماعي الذي نريد وليست التغيير الإجتماعي ذاته.لن نستطيع الفوز بجائزه دون الدخول بالمنافسه وفي هذه الحاله المواجهه الإجتماعيه مع الأصوليين.

3-تأجيج الصراع الليبرالي/الليبرالي تحت ذريعة المزايده أيا كان شكلها:

هذا واقع نعيشه يوميا . فأصحاب الفكر الليبرالي يتفنون بالمزايدات وتراشق التهم فيما بينهم ودائما وراء هذا أشخاص طفيليين لا علاقة لهم بالليبراليه والحريه . لاحظوا الليبراليين الذين يؤيدون مفهوم دين الدوله ومذهبها وينصبونها ذريعه للتهجم وازدراء الآخر من يصادقون ويحاورون ؟ الطائفيين والمتزمتين .كذلك الليبراليين الذين يزايدون على مفهوم الوطنيه لا يختلفون أصوليه وتطرفا فالذين يختزلون الوطنيه بالموالاة لأصنام بشريه يسمونها "رموز معارضه" ويلقبون كل من يخالفهم بالفداوي والحكومي هم عناصر تأزيم بالمعسكر الليبرالي فالليبراليون أهل فكر وحوار وليسوا اهل جعجعه وعجرفه .عزيزي الليبرالي اختلفت معك عقائديا ما المشكله ؟ وطنيتك عيار 24 ووطنيتي عيار 20 ما المشكله ؟ هل سألغي رأيك واعتبرك عدو ؟ او اتجاوز الإختلافات واكون معك تيار قائم على وحده فكريه متماسكه؟الواقع يقول أن الليبراليين قد اختاروا الخيار الأول ويبدو انهم لن يفكروا بالثاني , فكفة المزايده قد أصبحت اثقل من كفة الفكر والنهج.

4-تقييد الليبراليين بإطار المدافع عن القوانين والنصوص :

الليبراليين عموما والكويتيين خصوصا أكثر من يستحق لقب “ Boy scout”

تجدهم قد اهملوا بطروحاتهم وانشطتهم كل الجوانب السلبيه بالبلد والهيمنه الاصوليه وباتوا يرددون كلمتي "القانون" "الدستور " هؤلاء إما ان يكونوا مخالفين للقوانين واللوائح أنفسهم لذلك يحسون بتأنيب الضمير او انهم بسبب الخنوع والخوف من مواجهة التيار الأصولي قد وجدوا ان المزايده على القوانين تحقق لهم مكسبا سياسيا واجتماعيا. لا يوجد فكر متحضر بالعالم قائم على انتهاك القوانين او تاييد ذلك لكن الإفلاس الفكري الذي يعاني منه الليبراليين قد اجبرهم على اختيار هذا الوتر للعزف عليه الى ان وصلوا لدرجة النشاز .هناك فرق كبير بين المخالفه القانونيه كإنتهاك وجنحه ومعارضة التشريع والمطالبه الفوريه بتغييره كما يتناسب مع الفكر الحضاري. الليبرالي قبل تسخير جهوده لتطبيق القوانين عليه السعي أن تكون نلك القوانين عادله تحترم الإنسانيه والتعدديه بشتى المجالات الحياتيه والأهم من ذلك أن لا تحارب تلك القوانين مبادئ الحريه التي يؤمن فيها وإلا وقع بتناقض شديد وهذه النتيجه التي تريدها المجتمعات الأصوليه. الدفاع الأعمى عن القوانين دون تحكيم العقل , المنطق والنهج الإنساني يجعل الفرد شخصا نصيا يعامل القانون كأنه نص مقدس ديني بالتالي لا يصبح هناك فرق بين الليبرالي والأصولي.

ختاما

هناك العديد من المشاكل التي يعاني منها المعسكر الليبرالي وأولها وجود عناصر دساسه تنهشنا من الداخل وتريد ان تغير أساسات الفكر البنائيه بشكل يخدم الاصوليه .الواقع يقول انه لا مفر من الطرح اللاذع القائم على المواجهه والتغيير الراديكلي فهذه حرب بقاء اما نكون او لا نكون.

٢٠٠٨/٠٨/٢٥

ماذا يريد الليبراليون من المجتمعات الأصوليه

ذكر الزميل المخضرم بن كريشان صاحب مدونة بلاد الرمال خمس اهداف للليبراليين وجاء على لسانه ما يلي "هذه الأهداف الخمسه تعبر عن رأيي الشخصي حيث ان جميع الليبراليين والملحدين العرب هم افراد، ليسوا منظمين في أحزاب ولاجمعيات.. وقد لايتفق بعضهم معي في هذا، وهذا عادي ، فهم أحرار وليسوا مسلمين مكبلين بفتاوى بن عثيمين وبدائرة الأفتاء الشرعي"

انا اتفق كليا مع مضمون أهداف الزميل لكني افضل تسمية هذه الأهداف بالنهج العلماني الليبرالي بالتعامل مع الإسلام وكيفية تحييده عن المنظومه العامه للدوله والمجتمع حيث ان الليبراليين والعلمانيين مايلبثون ان يتبنوا هدفا أو طرحا إلا وقد اتهموا بالخروج عن المله والعماله وغيرها من التهم المذيله بالحجه الدينيه غالبا . أشكر الزميل العزيز لإعطائي الفرصه للتطرق لهذه الأهداف من منظور مختلف بعض الشيء عن منظوره لكنها تصب بالسياق العام للفكره التي يريد ونريد ايصالها .

الهدف الأول: التوعيه بوجود عدم عدالة ومميزات ومحاباه للأسلاميين.
لست بحاجه الى الذهاب بعيدا فالمؤسسات لدينا بالكويت مثل وزارة التجاره , وزارة الإعلام , وزارة العدل وغيرها من المؤسسات المدنيه قد اصبحت مؤسسات دينيه تصلي وتصوم تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر كأن الاقليه الغير مسلمه الموجوده بالبلد مذنبه ومجرمه رغم ان الدستور ينص علانيه على حرية المعتقد والعداله بين المواطنين والهويه المدنيه للمؤسسات العامه .قد نشف أقلامنا وأقلام زملائنا عندما نكتب عن قوانين الاحوال الشخصيه الجائره , وقانون الإسكان البهيمي الغبي وقانون رمضان القمعي والإعلام الذي لا يفعل شيئا غير الرقابه والمنع حتى بأبسط صور الترفيه كالسينما والحفلات الغنائيه. كذلك موضوع حرية الإعتقاد امر مزعج بالكويت ليس كل من يولد مسلما سيقتنع فيه عندما يكبر ومن يدري قد يرفضه من الصغر .يتهمون من يسمونهم بالمرتدين بدولنا بالجبن والخوف , سؤال كيف يريدونه شجاعا ومقداما وهم يلغون منه أبسط حقوقه البشريه كالجنسيه والزواج ؟ وكيف يريدونه شجاعا ومقداما عندما يحصد كراهية وشتيمة الناس اينما حل ؟ موضوع الإعتقاد شان شخصي لماذا الفرد بدولنا يعامل معاملة المجرم عندما يغير ديانته؟ الإنسان يملك عقلا وكيانا وواجب علينا إحترام هذا العقل والكيان وإعطائه الفرصه لإختيار طريقه الإعتقادي بنفسه دون ضغوط وترهيب ."س" من الناس ترك الإسلام واختار دينا آخر أو لم يختر شيئا مالمشكله ؟ هل الدين بخطر لأن "س" ؟ ولماذا كراهية "س" وشتمه تصبح تقيه وفرض ديني ؟أسئله لها جواب واحده ان الدين نفسه يامرهم بذلك لذلك هو بحاجه لتقليل جرعة العدائيه الموجوده فيه وتجديده وقد تكلمت مفصلا عن ذلك من قبل .لا انكر ان الإسلام لو مثله أمثال اياد جمال الدين , ضياء الموسوي وجمال البنا لأصبح أكثر الاديان تسامحا .ان كان الدين بشكله الحالي هو المشكله لماذا الدوله مصره ان تكون طرفا من هذه المشكله ؟ الدوله يجب عليها أن تكون محايده و تمضي كما يمضي عالم اليوم المتحضر وليس كما مضي عالم الأمس المتخلف .

الهدف الثاني: توعية الناس بأن الدين هو أيضا وسيلة قمع وتحكم بالناس.
الديمقراطيه والتعدديه السياسيه كلها مفاهيم لا علاقة لها بالدين بل العكس الدين يدعو لطاعة ولي الأمر والشورى واستحداث مناصب نفوذيه لفاقدي الأهليه واهل "اللا"إختصاص و"اللا" إحترافيه كالمفتيين الشرعيين الذين هم وسيله تتحكم فيها الحكومات بالناس . لن نذهب بعيدا ولناخذ الكويت مثالا ما علاقة الدين بإسقاط القروض وما علاقته بترشيد الكهرباء ؟ هل أخذ المفتي القتوى من القرآن أم من مجلس الوزراء ؟الحق يقال وليس لأني مواطن كويتي واتحيز لبلدي أن حكومتنا بهذين المثالين استغلت الدين كي تقنع الناس بامور بديهيه حضاريه لكن بدول أخرى ليست بعيده عنا الدين ممكن استغلاله لعبادة الاشخاص وتقديسهم لأغراض سياسيه بحته والمعتوه زعيم النصر الإلهي هو مثال صريح على ذلك.الإسلام السياسي هو خطر ولا ابالغ ان قلت ان الحكومات العربيه على وضعها الحالي من تعديات صارخه على حقوق الإنسان ودكتاتوريه أفضل من أي بديل إسلامي قادم , فالبديل الإسلامي هو صاحب مذهب واحد ومرجعيه واحده ستفرض نفوذها على البقيه بقوة السلاح وما يحدث بالعراق اليوم هو دليل على هذه النقطه.لهذا السبب الدول الحديثه انتهجت العلمانيه , الموضوع ليس مؤامره صهيونيه أو معاداة الحجاب كما يظن الجهله الموضوع هو انشاء هويه مدنيه حقيقيه للدوله تحترم المواطنين على أساس عادل منطقي.


الهدف الثالث: دحض أكاذيب المؤمنيين عن طبيعة الليبراليين والملحدين


عندما تطالب الأصوات الحره باللهو البريء سيطالها الإتهام أوتوماتيكيا أنها تطالب بالدعاره وشرب الخمر المحرمين دينيا ونحن كفئه تطالب بالحريات من الذين طالنا هذا الأتهام وكتبت فينا المعلقات من مدعي الليبراليه والعلمانيه الذين وصل الحال ببعضهم بالقول حرفيا " انا علماني لكني لا أمانع أن يكون الإسلام مصدرا للتشريع" ! في الحقيقه وبلا مبالغه عندما اقرا او أسمع هذا الكلام الذي يمثل قمة التناقض والخنوع يزداد احترامي للإخوان والسلف الأصوليين واقتنع أن مدعي الليبراليه المذهبيين والقوميين هم اشد خطرا عليها من الأصوليين. لهؤلاء نقول موتوا بغيظكم صحيح نحن نحترم حرية وقرار من أراد اللهو الليلي ولن نزدرئه أو نقلل من شانه بسبب رغبه شخصيه هو صاحبها لكننا لم نطالب يوما بفتح الملاهي الليله كقضيه ليبراليه لأننا على ثقه أنكم بإنتظار هذه المطالبه على أحر من الجمر كي تاخذونها حجه ضدنا وتنشروها بمنابركم التي سخرتموها لتشويه سمعتنا بشكل جبان . هذه تهمه سخيفه مفلسه تعكس مدى سوقية صاحبها وضحالة فكره وأراهنكم ان معظم من يتهم الليبراليين فيها هو يطبقها بالسر وهذه قمة الأزدواجية السلوكيه التي تتميز فيها المجتمعات الإسلاميه بلا منازع .كذلك موضوع الأخلاق وحصرها بالإسلام اصبح صوره عنصريه قبيحه لا علاقة لها بالواقع .وقد تكلمت بالتفصيل عن الأخلاق وأنها بريئه من كذبة حصرها بالدين بشكل مفصل من قبل .الأنسان الخلوق والغير خلوق موجودان بكل زمان ومكان بغض النظر عن العرق , الدين او الجنس.


الهدف الرابع: نشر الرؤيه الأنتقاديه والسخريه من الذات.

احد أساتذتي أيام الجامعه كان يردد هذه العباره كثيرا "واجبنا كأساتذة جامعه تعليم طلبتنا فن النقد الذاتي" نعم كيف نتنقد أنفسنا بحياد وكيف ومتى ستصبح لدينا الروح الرياضيه كي نتقبل النقد الساخر ايضا .لماذا ينتقد الناس ؟ هنالك العديد من الاسباب بعضهم يريد ان يصلح ويغير إلى الأفضل وبعضهم يريد التنفيس عن ما يضايقه عندما ينتقد شيئا أو فكره .نحن لسنا ضد النقد ولسنا من الذين يضعون قيودا ويجبرون غيرهم على النقد البناء وعدم التطرف والتعميم . لكننا ضد الشخصانيه وتشويه السمعه فهي خصال سيئه تغلق كل ابواب الحوار المتحضر . السخريه من المعتقد او الفكر مختلفه تماما عن السخريه من الشخص نفسه وهي ليست ذلك التابو المقدس الذي يجب ان لا يمس . رغم أن السخريه التعميميه التي تطال أفرادا بسبب معتقدهم او فكرهم تكون أحيانا فظه وقاسيه ان إلا أنه في بعض الحالات المستعصيه يجلب أصحابها الكلام لأنفسهم مثال أهل مجموعات البريد الألكتروني الدينيه الذين ينشرون الخزعبلات كلفظ الجلاله والمعجزات الدينيه التي ليست سوى حيل الفتوتوشوب ويذيلونها بعبارة "انشر واكسب اجر" . كل ما نقدر أن نقوله أنه يجب أن نحترم حرية الرأي بحلوها ومرها ولا نقمع الآخر فقط لأانه تطرف برأيه, من يدري قد يكون ذلك المتطرف اكثر علما واوسع مداركا من الآخر الذي يدعي الوسطيه والإعتدال .


الهدف الخامس: توعية الناس بالعلم الحديث والتفرقه بينه وبين زيف الأعجاز العلمي في القرءان.
نحن اليوم نعيش ب 2008 وليس 608 , الشعوب قد تحضرت وتقدمت والفضل يعود للعلم الحديث الذي سهل حياتنا بشتى المجالات , العلم ليس محصورا على دين او طائفه وآخر مقال لي عندما تطرقت لموضوع الدوله العباسيه وددت فيه ان ابين ان اهل تلك الدوله لم يتقدموا علميا إلا عندما تقدموا فكريا وحضاريا واقتدوا بالأفضل وتعلموا منهم . بالعلوم البحته عندما ينجز المبدعون ويكافؤوا على هذه الأنجازات بالمحافل الدوليه تستفيد البشريه جمعاء وتفتخر لا فضل لعرق او دين على آخر أن العلوم تتكلم لغه واحده واهلها أصحاب مبدأ قائم على التواضع وعدم إدعاء المطلق والاصوليه كما يفعل أهل الدين . لذلك تقدم عالمنا اليوم بجهود هؤلاء المتواضعين الإنسانيين وليس اولئك العنصريين الذين يعانون الأمرين لأنهم يسوقون لبضاعه قد انتهت صلاحيتها ونفعها. كيف سنتقدم دولتنا علميا وهي تدعم ماديا ومعنويا الدجاليين كالذي يدعو الناس للتلذذ بالصلاة او تصرف الآلاف لإقامة المنتديات والمؤتمرات المستضيفه لدجاليين ومشعوذين يدلسون ويكذبون بربط لغوي رديء لما جاء نصيا بالقرآن مع حقائق اكتشفها العلم بعد جهود جباره استغرقت دهورا ثم يسمون هذه الجريمه بالإعجاز القرآني.لكي اكون منصفا أنا لا الوم الدين هنا بل ألوم من يصدق الإعجاز القرآني ويدعمه ضاربا بعرض الحائط جهد العلم الحديث ويصبح هكذا قد شارك بجريمة سرقه ادبيه وقحه . أخي العربي المسلم العاقل أنت انسان متحضر تنتمي لعالم متقدم قد ساهم بإطالة عمر الأنسان الحديث والحفاظ على صحته كيف ترضى لنفسك ان تتبنى خزعبلات كالحجامه والرقيه الشرعيه ؟اخي العاقل ان نظريات داروين الذي تسمع الكل يكرهه وينصبه رسول الإلحاد والكفر والزندقه لازالت من اساسيات علم الاحياء . عندما تناقش اي شخص بصحة نظريات داروين يتهمك اوتوماتيكيا بالإلحاد وأيدولوجية الداروينيه الإجتماعيه كي يحول النقاش العلمي الى الشخصانيه القبيحه رغم أن كلاهما ليست له علاقه بنظريات التطور من منظور علمي.العلم علم سواء كان صاحبه مؤمن او غير مؤمن ولا احد يملك الحق بتفنيد النظريه العلميه مالم يتوصل لنظريه اخرى عن طريق الدراسه والبحث والتجريب وإلا لما احتاج العلماء إلى المختبرات والاجهزه واكتفوا بالفلسفه والمنطق والتناظر الكلامي.

ختاما

هذه هي مطالبات بعض العلمانيين واليبراليين للدين وهي ليست يوتوبيا أو دستور بل آراء يتفق معها او يختلف معها من يشاء. التشكيك بصحة معتقدات الناس ليست غايتنا فنحن نؤمن بحرية الأعتقاد المطلقه لكننا لن نجامل الدين ان دمر المنظومه والدوله التي نعيش فيها فارضا نفسه كقانون ونهج حياة مصحوبا بالموروث والتقاليد الإجتماعيه .هذه النظره ليس بالضروره ان يكون صاحبها مرتدا حاقدا على االدين والمنظومه ويعاني من المشاكل الأجتماعيه كما يدعي المدلسين.

بالنهايه أكرر شكري للزميل العزيز بن كريشان الذي سمح لي بإقتباس رؤوس أقلام الاهداف اللليبراليه التي ذكرها واعطاني الفرصه كي أناقشها هنا .

٢٠٠٨/٠٨/٢٠

نحن والتاريخ

"أن فن التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم والأنبياء في سيرهم والملوك في دولهم وسياستهم حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا فهو محتاج إلى مآخذ متعددة ومعارف متنوعة وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحق وينكبان به عن المزلات والمغالط"

بن خلدون

نسمع كثيرا بزمن العصر الذهبي الإسلامي أيام الدوله العباسيه الذي ازدهرت فيه العلوم والمعارف هذه حقيقه لا يختلف عليها إثنان لكن المغالطه هي ادعاء أن المنظومه الإسلاميه الأصوليه هي التي حققت لهذه الدوله الإزدهار الفكري والثقافي.

لنقرأ قليلا وبإيجاز عن الدوله العباسيه ونقارنها بسابقتها الدوله الأمويه , جاء على لسان الويكيبيديا العربيه ما يلي :

جاء في أطلس تاريخ الإسلام ص 51: "إن الدولة العباسية لو تنبهت إلى حقيقة وظيفتها كدولة إسلامية، وهي نشر الإسلام لا مجرد المحافظة عليه كما وجدته، لو أنها قامت برسالتها وأدخلت كل الترك والمغول في الإسلام، لأدت للإسلام والحضارة الإنسانية أجَلَّ الخدمات، ولغيّرت صفحات التاريخ. وهكذا تكون الدولة العباسية قد خذلت الإسلام في الشرق والغرب. فهي في الشرق لم تتقدم وتُدخل كل الأتراك والمغول في الإسلام، كما تمكنت الدولة الأموية من إدخال الإيرانيين ومعظم الأتراك في الإسلام وفتحت أبواب الهند لهذا الدين. وفي الغرب قعدت الدولة العباسية عن فتح القسطنطينية. ولو أنها فعلت ذلك لدخل أجناس الصقالبة والخزر والبلغار الأتراك في الإسلام تبعاً لذلك، إذ لم تكن قد بقيت أمام هذه الأجناس العظيمة أية ديانة سماوية أخرى يدخلونها

لنتذكر من يفكر بهذه الطريقه ؟ أليس هذا الفكر العنصري البغيض له اصل واحد ومتميز فيه مكان واحد ؟ نعم انها هي الجزيره العربيه التي بسبب البترودولار والحركه الوهابيه أصبحت هي المنظومه الفكريه الجديده .

مشكلة عقلية الدوله الامويه هي نفسها نشاهدها اليوم التركيز على الكم وليس الكيف مع غض النظر عن العواقب. أرغموا شعوبا وحضارات أخرى على الإسلام كمعتقد ديني وأجبروهم على الإتزام الهويه العربيه القبليه فمن الطبيعي أن يحصد الذين أتوا من بعدهم السخط و المشاكل الداخليه التي آلت لتفكك دولتهم سياسيا وعسكريا رغم تفوقها الفكري والثقافي. الدوله الأمويه لم تقدم شيئا للبشريه سوى الإنتشار العسكري بشكل إجرامي غير إنساني هذا غير مشكلة المذهب الشيعي التي تفاقمت بزمن الدوله العباسيه .

الدوله العباسيه هي دولة الآخر الغير العربي وهي دليل قاطع على أن الدين والمذاهب ليسوا أدوات حكم سياسيه وادارة دوله متعدده الأعراق والأصول بل هم معتقدات شخصيه ,طقوس اجتماعيه وفلكلورات اقليميه أثبتت فشلها السياسي بالتقريب والآلفه بين الشعوب سواء بالماضي أو الحاضر.من فرضت عليه اليوم معتقدك بحد السيف سيفرض عليك معتقده غدا بحد السيف ان لم يكن المعتقد فسيكون المذهب والمرجعيه والمنظوميه وهذا ما حدث عندما سقطت الدوله الأمويه على يد العباسيين وحلفائها الموالين الغير عرب .


التقدم بالعلوم بعهد الدوله العباسيه لم يكن شيئا مستغربا فهي على الرغم من إسلاميتها إلا انها كانت تحترم العقول حتى تلك الغير مسلمه ولا اجد هنا أفضل من الإستشهاد بفقره من الويكيبيديا الإنجليزيه:

During this period the Muslim world became the unrivaled intellectual center for science, philosophy, medicine and education as the Abbasids championed the cause of knowledge and established a "House of Wisdom" in Baghdad; where both Muslim and non-Muslim scholars sought to translate and gather all the world's knowledge into Arabic

بإختصار نستطيع الجزم أن العقليه السائده بذلك الزمن هي الإقتداء بالأفضل والتعاون معه مهما كانت مرجعيته العرقيه أو الدينيه بالمقابل الدوله الأمويه كانت تفكر بنفس نمط التفكير الحالي "نحن الأفضل والأسمى لأننا عرب ومسلمين".شر البليه ما يضحك نحن اليوم نعيش دولة أمويه اخرى الكل يدعي سمو الخلق فقط لأنه ولد مسلما والكل يدعي انه اصيل وعريق فقط لأنه جاء من الصحراء التي لم تقدم سوى التصحر الفكري والهمجيه والتخلف. شتان بين زمن الدوله العباسيه الذي يحق للعرب أن يفخروا فيه وأزمنة صدر الإسلام والامويه التي لم نرث منها سوى الكراهيه والتطرف.

رغم كل مزايا الدوله العباسيه الفكريه إلا أني بكتابة المقال لا اهدف بأي شكل من الأشكال أن أدعي أن الدوله العباسيه لأنها إسلاميه هي التي جعلت عالمنا اليوم متحضرا ومتطورا , الحق يقال أن الإنجاز يكون بإسم الفرد وليس الديانه فبنظر العقلاء أينشتاين واحمد زويل علماء قبل أن يكونوا يهودا أو مسلمين .الإنجاز بالعلوم يكون دوما عباره عن محصلة جهود سابقه من حضارات أخرى وعلماء آخرين العرب ترجموا العلوم والمعارف من اهل الحضارات الاخرى واستفادوا منها ثم جاءت من بعدهم حضارات أخرى وعملت الشيء ذاته وهذا ليس عيبا . كذلك المبدعين بزمن الدوله العباسيه كان من بينهم المسلم بمذاهبه الفكريه المختلفه كالأشعريه والمعتزله والصوفيه وغيرها هذا غير البهائيين والذين تم تسميتهم ملحدين لاحقا والجدير بالذكر أن معظمهم ليسوا من جزيرة العربان البدويه بل كانوا من فارس والعراق ودول المغرب العربي وهنا أخص بالذكر اصحاب العلم والفلسفه وليس أهل الدين والفقه الشرعي الذين يخلطهم البعض بالعلماء كي يعطيهم قيمه ومكانه هم لا يستحقونها بالأساس.

المنظومه التي نعيش فيها اليوم تكاد أن تكون نفسها تلك التي كانت أيام الدوله الأامويه , حكومات وراثيه جاهله ومتخلفه تستخدم رجال الدين لفرض الوصايه بشكل قمعي وترى الأفراد ليس على أساس المواطنه والكفاءه بل على أساس الدين الدين والمذهب.النزعه القبليه والعرقيه بالإضافه الى الوهابيه الأصوليه وقوة البترودولار الإقتصاديه قد خلقوا لنا مزيجا قبيحا يستحق أن يسمى دوله أمويه خليجيه تستخدم قوة البترودولار لفرض موروثها الإجتماعي الصحراوي القبلي سواء على مواطينيها أو بقية العرب الذين يتأثرون بها و ظاهرة النقاب واطالة اللحيه والتزمت الديني التي بتنا نصدرها للوافدين العرب القادمين من دول يشهد لها بالإنفتاح والحريه الإجتماعيه هي احدى صور هيمنة الثقافه الصحراويه قبل الدينيه. فالتزمت والرداء سلوكيات ونمط حياة ليس بالضروره ان يفقه صاحبه بالدين بل على العكس احيانا يكون جاهلا بالدين أكثر من الشخص العادي.

اليوم بسبب المنظومه الجديده تم وجدانيا إعدام العديد من المفكرين والمبدعين بالعالم العربي والإسلامي الذين لو أعطي لهم المجال بمنظومه تحترم العقل كالدوله العباسيه لكانوا سيكونون امثلة يحتذى بها دوليا. كيف سيرى المبدعين النور بمجتمع صنفهم غير أصيلين ومواطني درجه ثانيه فقط لأن نسبهم لا يرجع لبقعه صحراويه مشهود لها بالتخلف والجهل ؟ كيف سيرى المبدعين النور ان تم وصفهم أنهم كفره وملاحده وتم تحليل دمهم وتسليط سهام الكراهيه عليهم فقط لأنهم لم يقتنعوا بالدين الذي يعجز اليوم أشد مقتنعيه على تطبيقه حرفيا؟ كيف سيرى المبدعين النور ان انولدوا على مله أو مذهب مخالف لمذهب وملة دولة الأغلبيه القمعيه وعلى أساسه يتم التشكيك بوطنيتهم وولائهم ؟ كيف سيرى المبدعين النور بمجتمع الصحراء الذي يريد فرض العقليه الصحراويه بكل مكان وزمان ؟ كيف سيرى المبدعين النور عندما تستخف الدوله بعقولهم وتدعم ماديا تجار ودجلة الدين ؟

أيهتا المنظومه الأمويه الجديده أنا كإنسان أؤمن أني جزء من هذا العالم المتحضر أرفضك ولا أفتخر بفلسفتك الصحراويه التي تهدم ولاتبني ولوما البترودولار الذي أعادك جاثمة على صدورنا لا تفارقينها لأصبح مكانك مزبلة التاريخ بلا رجعه.نحن اليوم بحاجه للفكر الحضاري المنفتح الذي كان يميز منظومة الدوله العباسيه التي لن ابالغ ان قلت أنها قد تكون المنظومه الوحيده القريبه من الليبراليه والإنسانيه بتاريخ العرب والمسلمين. أدعو كل عاقل ذي فكر حر ان يفكر بهذه السطور التي كتبت وأن يعي أن التاريخ لم يوجد لتقديس وعباده الأشخاص بل وجد كي نتعلم منه أخطاءهم ولا نكررها .تقدم أهل الدوله العباسيه لم يكن سببه العوده الى الجذور كما تطالب اليوم الوهابيه السلفيه الإرهابيه بل كان سببه أنهم جددوا فكرهم الديني لما تناسب مع متغيرات عاشوها وتعايشوا معها بسلام ومنطق عقلاني .

ملاحظه:

ليعذرني قرائي الكرام فاستشهادي بالويكيبيديا العربيه كمصدر معرفي رغم علمي المسبق بعدم حياده قد أردت فيه أن ابين لكم النظره العربيه العنصريه وعدم الحياد عند سرد التاريخ .ولا انكر أني شخصيا اواجه هذه المشكله دوما عندما أقرأ في التاريخ الإسلامي فالروايات التاريخيه تختلف حسب مرجعية المصدر والذي بالغالب لن يكون محايدا.

٢٠٠٨/٠٨/١١

لا عزاء لك يا حريه

النهج الأخلاقي الحديث الذي تقوم عليه الدول المتقدمه له هويه دوليه قابله للتطبيق بأي مجتمع .من أولويات النهج الحضاري الحديث نصرة الحريات العامه وعلى مقدمتها حرية الرأي والتعبير التي هي موضوع هذا المقال .

الحريات العامه هي من أهم القضايا والأولويات بالمجتمعات الحديثه تلك الحريات خاضعه لبعض الضوابط التي ليست دينيه او مرتبطه بمشاعر مجتمع كما يدعي بعض الجهله والمتطرفين. تلك الضوابط هدفها حماية الفرد على المستوى الشخصي من الأضرار المرتبطه بالممارسات الشاذه الخارجيه عن فلك الإنسانيه التي قد يطالب فيها بعض المنحرفين بإسم الحريه.بمعنى آخر لا نستطيع أن نلغي الحريه بإسم الحريه لكن بإسم الإنسانيه وأمنها نستطيع ضبط الحريه.

لذلك هناك قوانين ولوائح لكل شيء تقريبا تلك. القوانين نفسها متغيره ويحق للجميع نقاشها والبت فيها بالطرق السلميه وهذه هي الفطره فالبشر مختلفين ومن المستحيل أن يتفقوا بكل الأمور .الضوابط والبديهيات الإنسانيه هي فقط الثابت والخالد أما القوانين والدساتير فهي متغيره مع الزمن وتطور الإنسان فكريا .

الإنسانيه ليست الدين وليست أيدولوجيه أو تيار سياسي. الإنسانيه هي هويه دوليه تتكلم بلغه واحده في ولا تعرف قطرا أو بلدا.

الحريه بشكل عام هي أن نتقبل الآخرين على اختلافاتهم ولا نتجاوز الحدود بيننا وبينهم فارضين عليهم أمورا غير مؤمنين او مقتنعين فيها ما لم يكن ذلك المفروض على أساس فكري انساني منطقي استحق ان يتطور ويصبح قانونا وعقدا اجتماعيا مطبقا بالأقطار المتحضره الأخرى.اذن المسأله ليست بالسهوله التي يتصورها البعض كي نفرض شيئا بقوة القانون يجب ان نمر بقنوات عديده ونقارن الى أن نصل الى نتيجه ترضي الأغلبيه وهنا تاتي فائدة الأيدولجيات الإنفتاحيه والفكر المستنير الذي يردد دوما كلمة "لماذا" بدلا ان يردد كلمة "لأن" .

هناك بعض الأمور التي لا تقبلها الحرية العامه ولكن مشكلة العقل العربي والإسلامي أنه متطرف وليس قادرا على استيعاب حقيقة أن الأصل بمفهوم "حريتك تنتهي عندما تتجاوز حرية الآخرين" هو توفير أكبر قدر من الحريات مع ضمان حقوق الفرد وليس قمع أكبر عدد ممكن من الحريات مع ضمان حقوق الجماعه كما تفعل العقليات المتلبرره عندما تنافق وتطأطئ الرؤوس للتزمت الديني والإجتماعي.

انتهينا من الحريه بشكل عام لننتقل لإحدى صور الحريه المثيره للجدل عندنا ألا وهي حرية الرأي.كما هو حال بالمفهوم العام للحريه هناك ضوابط للحرية الرأي تلك الضوابط خاضعه لذات المعايير الإنسانيه.

الإعلام المرأي والمسموع هو احد أدوات ممارسة حرية الرأي . وهنا يجب أن نعي تماما ان الإعلام هو جانب اختياري بحياة البشر وليس جانب اجباري. فعندما يطالب البعض بإغلاق قناة تلفزيونيه او موقع الكتروني لأي سبب كان يجب أن يتذكروا بما أنهم قد اختاروا بأنفسهم بكل طواعيه ذلك التعاطي الإعلامي اذن هم بكل طواعيه ايضا لهم حرية اختيار عدم التعاطي لكن ليس لهم الحق بإلغاء الأداة الإعلاميه و فرض فكرهم ونهجهم بقوة القانون .

بالدول المتقدمه من حق الإعلام المرأي والمسموع أن ينتقد حتى لو كان ذلك بطريقه ساخره , استفزازيه بل وحتى مبتذله أي شيء يشاء شخصيات عامه , أعراق معينه , اديان .....الخ طبعا الأمر الذي لاتستوعبه بمجتماعتنا أن الإنترنت وسيله إعلاميه وليست منبرا سياسيا مجبر الشخص على افشاء هويته الحقيقيه فيه .بإختصار كاتبي المدونات والمنتديات هم لا يختلفون عن شخصيات الأفلام والروايات هويات وهميه ومواد كتابيه وطروحات متنوعه يختارها القارئ بكل طواعيه .

السؤال يطرح نفسه هل الحريه الإعلاميه مطلقه ؟ للأسف لا يوجد بالعالم شيء اسمه حريه مطلقه وان كنا نسعى لذلك لأن ليس كل البشر مثاليين وليس جميعهم أصحاب نوايا خيره.

ضوابط حرية التعبير الإعلاميه هي ضوابط فرديه وليست فكريه . بمعنى آخر نستطيع انتقاد الأفكار قدر ما نشاء إعلاميا لكن لا نملك الحق بالتهجم على الأفراد بصفتهم الشخصيه لأي غرض كان.لذلك بالدول المتقدمه قانون الإنترنت لا يمنع سوى الآراء المراد بها التشهير وتشويه السمعه . هنا القانون لم يوضع كي يقمع حرية الرأي بل وضع كي يحمي الإنسانيه . شخصيا لست ضد مبدأ تطبيق قانون الإنترنت الدولي لكني ضد أن يحرف قانون مهم كهذا ويحول الى قانون قمعي قبيح يفرض على أساسه التخلف والفكرالإنغلاقي ..قانون الإنترنت الدولي ليس سوى صوره أخرى للقوانين المرتبطه بالهوية الإنسانيه كتلك المتعلقه بالتجاره والملكيه الفكريه . بمعنى آخر قانون الإنترنت هو مكمل للقوانين المحليه ويؤسفني القول أنه بدولنا العربيه نحن لسنا مستعدين لتشريعات وقوانين انترنت لأن قوانينا المحليه لم ترتقي انسانيا كي تصبح الكترونيه بل على العكس عدم وجود قانون انترنت محلي قد ساهم بشكل كبير بتنوير الأفراد وجعلهم قادرين على نقد انفسهم ومجتمعاتهم .

عندما نطالب بعدم صدور تشريعات لللأنترنت هذا لا يعني اننا مجرمين ومتعدين على القوانين كما بحلو لبعض عبدة القوانين والدساتير أن يدعوا .نحن نطالب تلك القوانين ان تحترم إنسانيتنا قبل ان تفرض علينا وأن تعي تماما أن حرية التعبير حق انساني مكتسب ومن العار علينا أن تظل دولنا ومنظوماتنا متأخره انسانيا بمباركة عقليات تبرر ذلك دينيا أو اجتماعيا.

تحديث:

من الطريف اني عندما تكلمت عن الحريه الإعلاميه ما لبثت وزارة الإعلام الكويتيه التي تصلي وتصوم وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر إلا أن وضعت إعلان فاشي يقتل الروح الإعلاميه. مشكلة هذه الإعلانات ليس فقط الجانب الأاصولي لكن أيضا عدم الأحترافيه وفقدان الثقه بالنفس . ما شانكم ان تم انتقاد المجتمع بشكل ما ؟ لستم المدينه الفاضله ولن تكونوا , اكبر الدول بالعالم تقدما وحضاره لديها مشاكل اجتماعيه وأمور يجب أن ينتقدها الإعلام وإلا لما أصبح اسمه إعلام. سياسة غسيل المخ والفاشيه التي تتبعون هي التي أفقدتكم الواجهه الحضاريه التي تتدعون امتلاكها ولن تملكوها ان استمريتم تفكرون بهذا الشكل.