٢٠٠٩/١٢/٣٠

نحن والآخر

كثيرا ما يكرر البعض اسطوانة "احترام الآخر" خصوصا أصحاب التوجهات الهلاميه الذين يستخدمون هذه العباره دوما كي يستروا تناقاضاتهم عندما يواجهون أصحاب الفكر بالمناظرات والحوارات . بهذا الموضوع سأتكلم عن "الآخر" وماهو المطلوب من الطرف المعارض أو المختلف كي نصنفه على أساسه "آخرا" نأخذ بآرائه وننقاشها .

كي نطلق على احد صفة "الآخر" هناك شروط بديهيه تجعله مؤهلا لهذه الصفه فعلى سبيل المثال الحيوان لا يمكن أن نطلق عليه آخرا رغم انه يتكلم ويتصرف بناءا على غرائزه ويمتلك أحاسيس ومشاعر يتصرف على اساسها لكنه يفتقد المنطق والعقل وهما شرطين اساسين يجب أن يلتزم فيهما "الآخر" . طبعا معظم البشر يمتلكون العقل والمنطق لذلك عندما يختلفون مع غيرهم تجدهم يختلفون بشكل حضاري بإستثناء القليل منهم تجدهم اقرب للحيوانات بتعاملهم مع من يختلفون معه بأي مجال فهم يشتمونه ؛ يستهزؤون فيه ويسفهون رأيه .

"الآخر" عليه احترام النظام المدني الإنساني الذي يلزمه بالإيمان بالتعدديه والإختلاف بشكل حضاري وان كان يظن ان من حقه فرض آرائه على الآخرين بأسلوب سوقي مزدريا كراماتهم فهو مجرم وكل ما يقوله وما يفعله لا يغفر له جريمته بحق الإنسانيه والتحضر. قد يقول بعضهم هذه حرية رأي أرد عليهم واقول منذ متى أنتم تؤمنون بحرية الرأي كي تحاججونا بها ؟ عدم ايمان هؤلاء بحرية الرأي وممارساتهم المنحطه تحت ذريعة حرية الرأي لا يلغي حقيقة أن حرية الرأي لا تسمح بالشخصنه واستباحة كرامة الآخرين نناقش نختلف نعم نسفه نسيئ لا وكل القوانين المتحضره بالعالم تنص على هذا الشيء .


هل "الآخر" مطالب ان يكون علمانيا ليبراليا كي نصنفه آخرا؟ طبعا لا فهذه اتجاهات فكريه يختارها المرء بإرادته بالغرب على سبيل المثال يجهل الكثير من الناس ماهية هذه المبادئ بل يوجد هناك منهم التقليدي ؛ المحافظ واليميني لكن هؤلاء جميعهم بأي حال من الاحوال لا ينتهكون حريات غيرهم أو يستحقرونهم بسبب خياراتهم سواء كانت تلك الخيارات عقائديه ؛سلوكيه او سياسيه . من يؤمن بالتعدديه هو ليس بالضروره ليبرالي أو بحاجه أن يكون ملما بادبياتها الفكريه كي يكون طرحه عقلانيا متحضرا يستحق ان نلقبه على أساسه "آخر" .


في هذا المجتمع وبقية المجتمعات الإسلاميه تم ترسيخ قيم التطرف والإقصاء الديني والعرفي للأفراد لدرجة أن بعضهم مهما تعرض لأي متغيرات ثقافيه أخرى سيظل قمعيا لا يؤمن بالتعدديه هؤلاء مع احترامي لشخوصهم كبشر إلا إنني لست ملزما أن أصنفهم "آخرين" فكريا. فالآخر يتحاور ويناقش بشكل حضاري لا يشتم او يمارس الإقصاء والبلطجه ضد من يختلف معه وهو ملزم ايضا بإحترام كرامة المختلف عنه فكريا وان اختلف مع آرائهم كلها . سمة التعدديه وتقبل "الآخر" غير متوفره بهذه المجتمعات التي تظن أن استهلاك تكنولوجيا الغرب أو السفر الى هناك وغيرها من صور الإختلاط الثقافي سيغيرها فكريا ويحول عقولها الإقصائيه الى عقول متسامحه . افراد هذه المجتمعات كما قلنا سابقا يعيشون أزمة هويه فهم يمارسون أبشع صور القمع والإقصاء وبنفس الوقت وبكل وقاحه واستخفاف بعقول الآخرين يقولون انهم مع الحريات !
صعب ان يعترف مجرم بجريمته نفس الشيء ينطبق على هؤلاء الذين يدفعهم نفاقهم وتناقضهم الهلامي الى الهجوم على أي طرف فكري سواء كان تنويريا علمانيا أم أصوليا إسلاميا . هجوم هؤلاء على التنويريين ليس سببه الرئيسي انهم ضد التنوير والإنفتاح فهؤلاء يدركون تماما ان التنوير العلماني المدني هو الإتجاه الفكري الصحيح الذي سيحقق التعدديه والمساواة العادله بالمجتمع لكنهم بنفس الوقت مدركين ان التنويريين قله عدديه بهذه المجتمعات فبالتالي التحالف الفكري معهم لن يحقق أي انجاز سياسي والدليل على ذلك لاحظوا تكراراهم العبارات مثل " أبراجهم العاجيه ؛ "محتقري العامه والمتعالين عليهم" ؛ "مثقفي السلطه" عندما يتهجمون على التنويريين . بنظري هذه المناوره مكشوفه وقد فضحت أصحابها الهلاميين الذين قرروا ان يبقوا على حالهم بلا مبادئ او الفكر فالفكر والمبدأ خصوصا التنويري العلماني سيجلب لمعتنقه اعداءا أكثر من الأصدقاء وهؤلاء يهمهم الكم وليس الكيف فالكم هو المطلوب سياسيا وليس الكيف .


ختاما
أن الآخر الذي يختلف معي سواء كان ذلك سياسيا ، فكريا أو اجتماعيا بإحترام وتسامح أعتبره صديقا يستحق مني الإصغاء والتفاعل . اما الذي يشتم ويقمع الحريه تحت اي ذريعه سواء كانت دينيه ؛ اجتماعيه أو سياسيه فهو لا يستحق لقب "آخر" لأنه بنظري عدو والعدو ليس "آخر" وليعلم هؤلاء أننا كنا ولازلنا و سنظل اعداءا لكل من يعادي حريات الآخرين .

٢٠٠٩/١٢/٢٥

الى المعارضين الجدد مع التحيه

بدايه أعتذر لقراء المدونه عن كثرة مواضيعي السياسيه مؤخرا . فالوضع السياسي الحالي بالبلد يستدعي تركيز جهدي على هذا المجال الذي أعترف أنني لست ملما فيه كفايه كي ادعي امتلاك الحقيقه المطلقه لذلك ما أكتبه بالنهايه ليس سوى قناعتي الشخصيه التي قد يشاركني فيها البعض ويختلف معي فيها البعض الآخر . دار بيني وبين الزميل المخضرم حمد نقاش بمدونته الغراء وآخر رد للزميل أثار نقاطا كثيره تستحق النقاش لذلك قررت أن أخصص لها موضوعا مستقلا.

بسطاء الشعب الكويتي

من هم بسطاء الشعب هل هم الذين يسافرون طوال العام مرتين على الأقل؟ أم البسطاء الذين يقترضون من أجل اقتناء الكماليات ؟ أم البسطاء الذين تتكفل الدوله بتعليمهم وتوظيفهم وتسكينهم ورعايتهم السكنيه فقط لأنهم انولدوا كويتيين ؟هل المتخم من الرفاهيه والريعيه يستحق أن نطلق عليه لقب بسيط؟!

تلاعب السلطة

نحن الشعب من نمتلك السلطه التشريعيه وهي التي توصل صوتنا لبقية سلطات البلد نعم نحن لسنا نظام ديموقراطي خالص وتوجد ملاحظات على اداء السلطات الثلاث لكن بنفس الوقت لا نستطيع القول أننا قد وصلنا الى مرحلة القمع السياسي ومن يدعي ذلك هو اما يريد أن يظهر بمظهر البطل المعارض أو أنه لازال متأثرا بزمن المعارضه الكويتيه بالثلاثينات وعقلية وطني/فداوي. من يشرع هو من يوجه السلطه والدليل أن الحكومه تطبق كل القوانين و التشريعات الصادره من المجلس بما فيها القمعيه الغير دستوريه التي تشرعها القوى الإسلاموقبليه والمفارقه المضحكه أن معارضوا اليوم معظمهم يتكلم عن الدستور والنظام المدني والتعدديه لكن ممارساته وآراؤه تعكس حقيقته القمعيه والإقصائيه التي حشرته اليوم بنفس الخندق مع تلك القوى الرجعيه فهؤلاء عداواتهم لحريات الناس تاريخيه لذلك وقوفهم اليوم ضد المدنيه ليس مستغربا فهؤلاء ليست لديهم مبادئ ومستعدين أن يبيعون ضمائرهم من أجل تحقيق مكسب سياسي رخيص .

مقدرات الدولة والمال العام

المعارضه الجديده بشقيها القبلي والإسلامي هي من تطاول على مقدرات الدوله وانتهك المال العام عن طريق التنفيع الغير القانوني للمحسوبين عليها سواء كان ذلك التنفيع منحهم مناصب قياديه بقطاعات البلد المختلفه أو العلاج بالخارج والبعثات والمهمات الرسميه المكلفه ماديا ومشاريع القوانين اللإستهلاكيه الجاهله كإسقاط فوائد القروض أو المنح الماليه .

نبيها خمسه

مشكلة جنرالات الحمله البرتقاليه أنهم لازلوا يعيشون اليوم وهم انهم قد حققوا انجازا سياسيا . لا شيء ايجابي حصل على المستوى السياسي بفضل الدوائر الخمس فلازال معظم ان لم يكن كل مؤيدي الخمس حانقا على البرلمان بل وبعضهم أصبح ينادي بالحل الغير الدستوري لذلك أسألكم أين الإنجاز هنا؟ وصح لازالت نصيحتي قائمه بما أن المناطق الداخليه هي معقل الإنبطاح والموالاة للحكومه والإعلام الفاسد كما يقول بعضكم اذن طالبوا بالدائره الواحده ليصبح نوابنا كلهم من اشاوس المناطق الخارجيه .

الفرعيات

قانون أخرق طبق بشكل اخرق منه وخلق "فتنه" لا داعي منها (لا أعترف بهذه الكلمه لكني قررت استخدامها تماشيا مع الموضه) . والدليل أنه قانون أخرق أن العديد من مؤيديه يقفون سياسيا اليوم مع أهل الفرعيات مع ان هؤلاء هم أول من طالب بمنعها بقوة القانون .كلنا ضد العنصريه القبليه نعم لكن مع احترامي لرأي كل مؤيدي قانون الفرعيات أنا شخصيا أعارضه لأني لا أقبل أن أسمي نفسي نصير حريه وبنفس الوقت أسلب غيري حقه بتزكية من يمثله بغض النظر عن التبعيات العنصريه والفئويه لتلك التزكيه .الفرق بيني كفرد يعترض على قانون الفرعيات وبين المعارضين الجدد أني ارفض التبعيات العنصريه للفرعيات بينما هم يستمدون قوتهم السياسيه اليوم من تلك التبعيات العنصريه وبكل وقاحه يقولون نحن مع قانون الفرعيات وهنا يكمن التناقض الحقيقي.

بدلا من نبيها خمسه والفرعيات ألم يكن أجدر للتيار الوطني أن ينظم تلك الحشود المؤيده لهذه القضايا المؤقته التافهه ويجعلها تؤيد قضايا مصيريه كالحريات والمجتمع المدني ؟ صح نسيت الوطنيه بنظرهم محصوره على معارضة الحكومه وقضايا المال العام المتورط فيها الشيوخ أما مستقبل المجتمع المدني وحريات الأفراد فهي فلسلفه وتنظير.

هل نتحرك وراء المجاميع لأنها اغلبيه أم نتمسك بمبادئنا

العديد من الكويتيين عنصريين ضد الوافدين ويسيؤون معاملة الخدم والعمال هل أنا ملزم بهذا السلوك فقط كي أثبت انني كويتي ؟ بنفس المنطق أنا وغيري نختلف مع مجاميع المعارضه الجديده فهي مجاميع تريد إلغاء النظام المدني وارساء نظام قبلي أصولي قائم على الفوضى ومنطق دكتاتورية الأغلبيه وهذا أمر لا يمكن أن اقبل به أبدا كمواطن كويتي سواء كنت ليبراليا أم لا.ان كان تمسكي بقيم الحريه ؛ العداله والسعاده التي هي دستوري الفكري سيجعلني متقوقعا ومنغلقا بنظر معارضينا الجدد لأني أرفض اليوم السير وراء أغلبيتهم فأنا أفتخر بذلك التقوقع والإنغلاق الذي يصون فكري من التناقضات . معارضة هذه المجاميع لحكومة ناصر المحمد اليوم لا تشفع لها مساوئها وذنوبها بل ان ضعف حكومات ناصر المحمد وعدم قدرتها على تطبيق القانون سببه ابتزاز هذه المجاميع التي لا تؤمن لا بقانون ولا بدستور او نظام مدني .مجاميع ممارستها السياسيه لاطالما ارتبطت بالإنحطاط والوضاعه تسمي منافسيها السياسيين بالفاسدين وتهيج الرأي العام ضدهم عن طريق الكذب والتدليس وتشويه السمعه وتقمع الحريه الإعلاميه بشكل عام كي تلغي الآخر الذي ينتقدها ويعارضها. تلك المعارضه سواء سمت نفسها بالوطنيه او الشعبيه لا أتشرف بمساندتها أو الوقوف معها . أسئلكم يا من تسمون انفسكم بالوطنيين هل تعتبرون نشر تفاصيل جلسه سريه لمجلس الأمه عملا وطنيا فقط لأانكم كنتم تريدونها علنيه ؟ أين احترام الدستور والقانون هل نسيتوهم فقط لأنكم تريدون الوقوف ضد الحكومه؟

هل تتشرفون بالوقوف مع مجاميع ذات معايير مزدوجه تنتهك الدستور والنظام حين تعطيها الحكومه الضوء الأخضر وتتباكى عليه مثل العاهره التي تدعي الشرف حين تعطيها الحكومه الضوء الأحمر؟ ما فعلته تلك المجاميع الدساسه بحق الوطن والمجتمع جريمه لا تغتفر وصراعها اليوم مع الحكومه هو صراع مصالح خاصه وليس مصلحه وطنيه عامه كما يصورون لكم .

الجويهل ووحدتهم الوطنيه

هل تعلمون ماهي جرائم محمد الجويهل ؟

فضح خنوع نظامنا لمشيئة القبليين فأصبحت ذات مسلم البراك مقدسه وقذفه بدلا من ان يكون جنحه عاديه صار جريمة أمن دوله .

أثبت ان الحكومه عاجزه عن تطبيق قانون ازدواج الجنسيه ومن يتجرأ أن يتكلم عن مزدوجي الجنسيه أصبح عنصري و مثير فتنه .

أثبت أن مجاميع المعارضه الجديده هي مجاميع همجيه قمعيه تؤمن بالإقصاء ودكتاتورية الأغلبيه وما تريده تلك المجاميع سينفذ مهما كان غير قانوني أو دستوري.

أثبت أن الحكومه ضعيفه وعاجزه عن مواجهة المعارضه الجديده التي تستغل أي حدث أو قضيه إلى اداة تبتز فيها وتسيطر على النظام .

أثبت أن معارضي اليوم لن يرتاح بالهم إلا ان اخرسوا كل الأصوات المختلفه عنهم وهم بسبيل التكسب السياسي والظهور بمظهر البطوله الورقيه مستعدين أن يتهجموا على الجميع سواء كانوا قريبين أم بعيدين.والنماذج على ذلك كثيره رأينا الإقطاعيين ومعظمهم حكوميين أكثر من الحكومه نفسها يفضحون الفساد ويعارضون ان تعرقلت مصالحهم ؛ رأينا القبليين الذي يرفضون الفرعيه بالعلن ويحتضنوها بالسر كي يكسبون تأييد بعض الحمقى ورأينا الطائفيين الذين اكتشفوا فجأه أن طائفتهم مغلوب على امرها لأنها أقليه فاختاروا أن يكونوا سيفا مسلطا عليها بدلا من أن يكونوا درعا يحميها من أذى الأكثريه .

ختاما
أنا كمواطن كويتي أدعو الحكومه الكويتيه بالتمسك بالنظام والدستور وعدم الخنوع لمطالبات تلك المجاميع الإبتزازيه التي يحلو للبعض أن يسميها شعبيه فالشعب الذي يريد إسقاط فوائد القروض أو فرض الوصايه على المرئي والمسموع أو أي مطالبات رجعيه أخرى لا يمثلني ولا يمثل هويتي الوطنيه.

٢٠٠٩/١٢/٢١

الوحده الوطنيه بين الحريه والقمعيه

بالحقيقه كان الأسبوع الماضي مليئا بالأحداث والمتغيرات وكلما قررت أن أكتب لم اجد وقتا لذلك قررت أن يشمل هذا الموضوع نظرتي لبعض ما حدث الأسبوع الماضي.

ندوة نصر حامد أبو زيد

الأستاذ نصر حامد وكما هو حال معظم المفكرين العرب أصحاب الأفكار التنويريه التي تحاكي العقل وتحثه ان يفكر بإستقلاليه وحياديه تعتبره مجتمعاتنا مجرما هل تعلمون ماهي جريمته ؟ جريمته انه رفض تسليم عقل لقدسية الموروث وبكل شجاعه ادبيه من خلال رصيد معرفي وثقافي ثري أخضع ذلك الموروث لمقاييس فكريه محايده وهذا هو جوهر التنوير الذي هدفه بالأساس تحرير العقل وافساح المجال للأفراد أن يكون لكل منهم كيان فكري يميزه عن غيره ذلك التميز هو ما يجعل الأمم تتطور وتتقدم مقارنة بغيرها . قد يقول البعض جريمته أنه مرتد عن الإسلام يا جماعه الرجل لم يرتد بحياته قط ولم يمس العقيده يوما بسوء هذا الكلام فقط يفهمه عقلاء العقيده المقتنعين بأن ما يؤمنون به هو غيبي قابل للبحث والمداوله اما الجهله الذين يؤمنون فقط ليقدسون و يكفرون بدلا من أن يبحثون و يفكرون فهؤلاء لن ينفع معهم لا منطق ولا فكر . حتى لو كان غير مسلم ماهي المشكله ؟ ومنذ متى انحصر التنوير على المعتقد او أصبح المعتقد معيارا نستخدمه في تقييم عقول الآخرين؟هل معتقد الشخص وافكاره جريمه نحاسب مرتكبها ونطرده من بلدنا ؟ لا يوجد دستور بالعالم أو قانون مدني يشفع ما فعلته حكومتنا أين حريات الرأي ؛ الإعتقاد والبحث العلمي المكفوله دستوريا هل تلاشت واختفت أمام قوى التخلف والظلام التي سلبت منا الفرحه أمس واليوم تجرأت على ثقافتنا وعقولنا ؟

أن الذين يتهمون نصر حامد بالزندقه لا يختلفون بنظري عن الذين يتهمون الآخرين المختلفين عنهم بالإنحلال الاخلاقي فبالحالتين الحريه تنتهك سواء كانت فكريه أم اجتماعيه. الحكم المسبق على الآخرين من خلال مقاييس رجعيه هو ما قتل روح هذا المجتمع وحولنا الى أفراد سلبيين حانقين نكره الحياة ونستنكر البهجه والفرح سواء على انفسنا أو على غيرنا على الرغم أننا نعيش برفاهيه ماديه واجتماعيه تحسدنا عليها شعوب العالم. اننا اليوم بحاجه لحزب كويتي سياسي مدني يؤمن بالخطوط العريضه التي أتوقع ان كل ليبرالي البلد يؤمنون بها ألا وهي الحريات، الدستور والحقوق المدنيه القائمه على أساس فكري صحيح خالي من التناقضات.بنهاية هذه الفقره لا يسعني سوى القول أنها كانت أمسيه رائعه أتقدم بجزيل الشكر للقائمين على الندوه وجمهورها فقد كان تجمع ذلك اليوم رساله واضحه لقوى الجهل والتخلف .

الجويهل

لا يهمني ان كان ما يقوله صحيحا أم لا ولا اعبأ لوقاحته أو اسلوبه الشوارعي وان كانت لديه حقائق ليقدمها للقضاء . على الرغم انه تجاوز حدود الأدب الذوق العام إلا ان ذلك لا يعني أننا سنقبل أن تتجاوز الفزعه القبليه القانون والنظام فقط لأنها تريد الإقتصاص من فرد واحد لا يمثل إلا نفسه . لا يوجد بأي نظام مدني يؤمن بالحريات شيئ اسمه وزارة إعلام وتراخيص قنوات بأي عصر نحن ؟ هل نحن نظام اشتراكي او شيوعي قائم على الدكتاتوريه ؟ قلناها سابقا الوسائل الإعلاميه تمنح لأصحابها حرية طرح آرائهم وان كانت تلك الآراء تنتهك حقوق الآخرين الادبيه فالقضاء مطالب أن يمارس دوره بعدل ونزاهه حسب القانون وليس عن طريق تشريعات اضطراريه سببها ضغوطات اجتماعيه من مجموعه معينه كما هو حاصل اليوم . لا نريد أن يتنقب ويتحجب إعلامنا بسبب ممارسات فرد واحد ويكفينا رقابه وقمع ووصايه فقد طفح الكيل .

ازدواجية الجنسيه أم ازداوجية المعايير

وعلى ذكر الجويهل سأذكر آخر نقطه بهذا المقال وهي موضوع ازدواجية الجنسيه وأصول الناس. كنت ولازلت رافضا لمبدأ فرض الجنسيه الواحده على المواطن فالموضوع ليس موضوع سياده أو تجسس واستخبارات كما يسوق البعض أو يتصور لكن كيف سنطالب الآخرين بإسقاط جنسياتهم الأخرى ودولهم ترفض ذلك ؟وعلى فكره هذا ماحدث عندما حاولت الحكومه مواجهة هذه القضيه واكتشفت انها غير قادره على ذلك. مشكلة دولتنا أنها تظن أن العالم كله يفكر نفسها وألخص ذلك الفكر بهذه الجمله"هيه سيطلب فلان اسقاط جنسيته يعني لا مزيد من الريعيه له ولأسرته هيه دفعة مردي !" اعذورني ان كانت الجمله السابقه هزليه لكن هذا هو الواقع المر بدوله قامت بتشريع قانون قائم على مشاعر الحسد والطمع. بكل مكان بالعالم لا تسقط الجنسيه إلا بحالات الخيانه العظمى ووجود جنسيه أخرى لأي مواطن ليس خيانه عظمى ولا صغرى . تبقى نقطه بغاية الاهميه وهي موضوع إستغلال أصحاب الجناسي المزدوجه الخليجيه للمزايا الريعيه للدول التابعين لها وهذا أمر مرفوض وعليه نرجو أن يتم هناك تنسيق بين دول الخليج فمزدوجي الجنسيه بمجتمعنا تحديدا يمارسون أبشع صور الإستغلال لوضعهم وهذا هو السبب الحقيقي لمشاعر الفتنه والكراهيه . نأتي لموضوع الأصل بالحقيقه كلام الجويهل هو الكلام الذي سمعه آباؤنا واجدادنا من قبل وهذا واقع اجتماعي قبيح لن يتغير فيا أيها المجتمع العنصري من يزرع شرا يحصد شرا .الجنسيه جنسيه خلاص انتهى الموضوع فلان تجنس بالسبعينات وعلان تجنس بالثمانينات لن يغير من الواقع شيئا تريدون حقا منع الفتنه ؟ طبقوا القانون والتزموا بنظام مدني يحترم جميع المواطنين دون تفرقه ولن تروا فتنه . وعلى ذكر موضوع حديثي الجنسيه يا اخواننا بالمواطنه حديثي التجنيس من السعوديه لماذا حرام على الجويهل عنصريته ضدكم وحلال عليكم عنصريتكم ضد حديثي التجنيس من الدول العربيه الأخرى ؟ كذلك لماذا حرام اهانة اخواننا مؤيدي مسلم البراك وحلال اهانة اخواننا مؤيدي علي الراشد والقلاف؟ . الحق لا يتجزأ يا اخوان وكما نرفض الإساءه والإسفاف بحقكم اليوم كنا ولازلنا نرفضها بحق خصومكم فنرجو التنافس والإختلاف بشرف واحترام وعدم زج حرياتنا سواء كانت اعلاميه أو اجتماعيه أو فكريه بصراعاتكم فهي غير قابله للمساومه.

٢٠٠٩/١٢/١٤

الحريه الإعلاميه مره أخرى

سأمت وانا أقرأ بكل مكان عبارات الشتم والقذف بحق أصحاب قناة سكوب التي للأمانه لم أشاهدها ولا أفكر بذلك لأنه ان توفر لي الوقت هناك قنوات وبرامج أخرى أولى بالمشاهده . أهدي هذا الموضوع لبعض أصحاب التوجهات الإنفتاحيه الذين أحترم عقولهم ويؤسفني انهم قد ركبوا هذه الموجه ناسين او متناسين أن التهجم على الآخر واقصائه هو همجيه فالحريه ومبادئها علمتنا الحوار مع الآخر ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ندعي الدفاع عن الحريه وبنفس الوقت نقمع حرية الآخر ونمنعه من حق التعبير عن نفسه مهما اختلفتنا معه بالرأي والتوجه.القناة التلفزيونيه ماهي إلا وسيله إعلاميه حالها من حال أي وسيله أخرى بما فيها المدونات والمواقع الإلكتروينه .0

وعلى ذكر المدونات يؤسفني تصوير البعض للمجتمع أن المدونات عباره عن كيان واحد وكل حمله سياسيه يوجد فيها مدونيين تمثل التدوين الكويتي كله. بدايه لا يوجد بنظري شيئ اسمه تدوين كويتي هناك آلاف المواقع والمدونات تتحدث عن الكويت من وجهة نظر أصحابها التي تحتمل الخطأ و الصواب كون ان مجموعه من المدونيين اتفقوا على رأي سياسي معين وقرروا عمل حمله أو تحرك من أجله لا يعني أنهم يمثلون كل المدونيين الكويتيين هذا الكلام قلته سابقا أيام "نبيها 5 " واكرره اليوم . كذلك ليس ضروري أن يكون كل موقع الكتروني ومدونه تتكلم عن الكويت ملك للكويتيين والطريف بالأمر أن انجح مدونه على مستوى الكويت من وجهة نظري المتواضعه هي مدونة 2:48 وصاحبها لبناني ومواد مدونته متنوعه ليست سياسيه او فكريه .0

انا قلبا وقالبا مع الحريات بكل صورها لكني أرفض أن يأتينا من ارتبطت صورته بالهمجيه الإقصائيه التي كان ولازال يمارسها ضد خصومه السياسيين والفكريين ويقول انه حامي حمى الحريات فالحريات تتبرأ من القمعيين سواء كانوا أتباع تيار أصولي كتيار "حدس" أو القبليين الذين لن يهدأ لهم بال إلا ان تحولت الكويت الى الدمام . كذلك أرفض أن يأتينا من يدعي نشر الوعي الوطني ويظن انه يملك حق توزيع صك النزاهه والشرف لمن يشاء وحسب مقاييسه التي تتبدل وتتغير كل لحظه على المزاج .الحياة دائما تستقر عندما تصل الأمور الى حاله معينه من الإتزان وفعلا مزايدات مجعجعي الوطنيه المعارضين قد وجدت اخيرا مايقف بوجهها وهي مزايدات مواليه للنظام لدرجة التملق والنفاق .وكما نقول فخار يكسر بعضه فكلاهما ليس سوى ظاهره صوتيه تهدف الى حشد التأييد السياسي من فئات مغلوب على أمرها نصفها لا يعرف ماذا يريد من الحياة والنصف الآخر لا توجد عنده حياة أصلا .0

فكرت بقرارة نفسي وقلت لو أتبع المعايير الهمجيه لهؤلاء الإقصايين لأتهمت أي إعلام حر بالعالم كالإعلام الأمريكي مثلا بالتالي :0
ازدراء الأديان
العنصريه ضد الملونيين
الإستهزاء برموز النظام والعمل السياسي الوطنيين الشرفاء
نشرالإباحيه والشذوذ الجنسي
تفريق الوحده الوطنيه ونشر الفتنه والشقاق
تدمير قيم المجتمع وتشويه صورته امام العالم

هذا غيض من فيض فلو أحلل كل ما أشاهده من وجهة نظر إنغلاقيه اقصائيه كما يفعل هؤلاء لألفت كتابا وليس موضوعا .0

بالختام أقول أن كل وسائل الإعلام نحن نملكها كأفراد وليس أصحابها من لا تعجبه سكوب ويدعي التحضر والرقي فمن الاجدر له تجاهلها لا شتمها أومناشدة السلطات بإغلاقها تحت ذرائع ركيكيه كنشر الفتنه وتهديد الوحده الوطنيه. ويا من تدعون أنكم من أهل الحريه لا تناقضوا أنفسكم فمواجهة الخصوم بالإقصاء الهمجي وأسلوب تضييق الخناق وتسمية الآخر المختلف بأقبح وأشنع الأوصاف والألقاب أراه لا يختلف كثيرا عن أسلوب الإسلاميين عندما يصفون الليبراليين بالإنحلال والكفر .0
من يظن أن الإعلام غير موجه لخدمة أصحابه والدفاع عن مصالحهم يعيش في وهم ولا يريد مواجهة الواقع . فإعلام العالم كله بما فيه الوسائل الإخباريه العالميه ليس ملزما بالنزاهه والحياد . أن مبادئ وقيم الحريه ليست شعارات نطلقها أو بنرات نضعها بمواقعنا الألكترونيه أو تجمعات وندوات نقيمها للظهور الإعلامي بل هي معايير تحكم سلوكياتنا وافكارنا ملزمين أن نطبقها على انفسنا قبل أن نطالب الغير بذلك.0

تحديث :
عذرا لتأخري بهذا التحديث الهام أتمنى حضور المهتمين مع اني أتحفظ لدرجة الإختلاف على بعض التغيرات الفكريه لهذا المفكر لكنه يظل بنظري مفكرا حرا يستحق الدعم

تحديث 2:
"الحكومه تمنع المفكر المصري د.نصر حامد أبو زيد من دخول الكويت بعد وصلوه المطار اثر تهديدات من النواب الإسلاميين للحكومه في حال دخوله"

تعليقي :
شكرا جزيلا من القلب لكم يا مجعجعين المعارضه "الوطنيين" حتى الندوات الثقافيه حرمنا منها بسبب تخاذلكم وتواطئكم مع الإسلاميين بسبيل قضايا الإصلاح التي لن تنتهي . بالأمس حرمونا من الترفيه اليوم من الثقافه غدا من يدري . وصح كي لا أنسى نصيحه اخويه لكم طالبوا بالدائره الواحده كي يصبح مجلس الأمه كله أسود وفهود إسلاموقبليه غير انبطاحيه .

٢٠٠٩/١٢/٠٨

أيها القبليون لا أعبد ما تعبدون

بالدول العربيه بشكل عام دائما يرتبط مفهوم الوطنيه بمعارضة النظام بغض النظر عن تفاوت درجات الدكتاتوريه والديموقراطيه لذلك نجد ان معظم ان لم يكن جميع التيارات السياسيه لتلك الدول تحاول ان تبين للعامه أن النظام قمعي وظالم وهم المخلص المصلح المنتظر الذي سيحقق أمنيات وتطلعات الشارع . هنا بالكويت نحن حاله فريده جدا من نوعها فالشارع عن طريق نوابه هو الذي يشرع القوانين القمعيه ويغضب ان مارستها عليه الحكومه . والشارع كذلك هو من يتباكى على تطبيق القانون وبنفس الوقت هو من ينتهك القوانين عن طريق ممارسات نوابه الغير قانونيه . الشارع يدعي انه يريد نظاما مدنيا متحضرا وبنفس الوقت يتحفنا بنماذج اسلاموقبليه ترغب بأسلمة القوانين وتفرض وصايه إنغلاقيه على المجتمع تقتل فيه كل مظاهر البهجه والسرور .الشارع يريد العداله والمساواة لكنه لا يمانع بسحقها عن طريق مطالبات جاهله ريعيه كإسقاط القروض وغيرها من المطالبات التي يسمونها شعبيه . الشارع يرفض العنصريه القبليه والطائفيه لكن بنفس الوقت يقدس رموزها وينصبهم علينا نوابا لأمتنا . من يقرأ كلامي يظن أنني أرى الشارع بنظره متعاليه على العكس فالشارع وانا أنتمي اليه هو الوطن وليس أصحاب النفوذ لكني كفرد أحكم آرائي ومواقفي من خلال ثلاثة قيم رئيسيه وهي العداله ؛الحريه والسعاده لذلك لا يمكنني أن اتفق مع ما يطرحه الشارع خصوصا اليوم .

اليوم بتنا نرى صعاليك يصبحون أبطالا من ورق فقط لأنهم أصبحوا بصف المعارضه . كم يؤسفني أن أرى التيار الوطني الذي لاطالما احترمته وأيدته سياسيا على الرغم من اختلافي معه فكريا يتجرد من مبادئه فقط كي يحصل على تأييد سياسي من تلك المجاميع الرجعيه . فمن يؤيد مخترقي القوانين ومنتهكي الدستور وقامعي الحريات هو ليس بحال أفضل منهم .
عندما عارضت الشارع بقوانين الدوائر الخمس والفرعيات لم أفعل ذلك تبعا لمبدأ خالف تعرف فالخمس يا فرسان البرتقالي نرها اليوم قد عجزت عن ما وعدتونا به والفرعيات يا حاملي لواء هيبة القانون نراها اليوم قد عززت التعصب القبلي بدلا من ان تلغيه .سألناكم سابقا ونرجع نسألكم اليوم هل تغيير الدوائر سيغير عقلية الناس ؟ هل منع الفرعيات سيؤثر على مخرجات المناطق الخارجيه ؟ أتوقع اننا اليوم نعيش جواب ذلك .

ليعذرني كل الأصدقاء والزملاء ابناء القبائل ان كانت الفقره القادمه قاسيه بحقهم لكن الحرب اليوم هي حرب بين القبليه والمدنيه ونحن لا نشك أن العقلاء منهم سيختارون المدنيه .
أيها القبليون تصنفون النواب بالبصام المنبطح وبالمعارض الهمام ولعمري أنه تصنيف أهوج يعكس العقليه الهوجاء لأصحابه . فانتم أيها القبليون تفتخرون بالمعارض وبنفس الوقت تستفيدون من وجود البصام وحقيقه لا أدري كيف يصنف من يخلص المعاملات ويتجاوز القوانين نفسه معارضا فالمعارض الوطني كما عهده تاريخنا السياسي هو أحرص الحريصين على تطبيق القانون واحترام الدستور . أيها القبليون انتم تلعبون لعبه قذره مراهنين على الكثره العدديه لمجاميعكم التي معظمها ينتمي اليكم عائليا وليس فكريا. استغليتم الأراجوز الجويهل حجه لإتهام كل من يعارضكم بالعنصريه وفعلا كسبتم بذلك تعاطف السذج ويا أكثرهم لكن أحذركم ليس الجميع سذج ومشروعكم الفكري الإسلاموقبلي الذي يهدف الى تدمير الهويه الكويتيه الأصيله وجرها نحو الأصوليه والإنغلاق سنقف بوجهه وان اضطرينا للتحالف مع الشيطان .
ندرك تماما أن الحكومه ضعيفه ويحق للنواب دستوريا محاسبتها ان قصرت والحق لا يعرف خطوطا حمراء حتى ان كانت أكبر الرؤوس بالبلد متورطه لكن هذا لا يعني اننا سنقبل بكم كبديل سياسي او ننصبكم أبطالا فأنتم أكثر من ينقلب على الدستور وينتهك الحريات ويمارس التمييز بين المواطنين .

يا من تلقبون أنفسكم بالوطنيين لن ينسى التاريخ اليوم تحالفكم مع أعداء القانون والعداله بسبيل تحقيق مكاسب سياسيه مؤقته . كانت لكم هويه سابقا لكنكم فقدتموها كما فقدنا هوية البلد من قبلها . ان كنتم ترون أن الحكومه تنتهك الدستور فحلفاؤكم الجدد لا يعترفون فيه أصلا .
لا يهمني ماهي تداعيات جلسة اليوم فوجود المجلس من عدمه واحد بنظري والضرر الذي توقعته قد حصل وانتهى الأمر .

٢٠٠٩/١٢/٠١

شكرا أستاذي عبداللطيف الدعيج

منقول من جريدة القبس
جميل أن يتفاعل بعض نوابنا مع الصرخة التي أطلقها قسم من المدوّنين ممن شعروا بمحاولات سلطوية لتقييد التدوين والحد من الحرية التي أتاحتها «الإنترنت» لعموم الناس، أو للأغلبية الصامتة الحقيقية، للتعبير عن رأيها وطموحها بعيداً عن سيطرة السلطة أو المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي عادة ما تكون خاضعة لـ«طرف» قوي واحد يوجه الرأي العام، ويحدد خيارات الناس ويوجه مساراتهم. والأجمل من هذا هو تحرك المدونين أنفسهم، وأخذهم زمام المبادرة، وتجنيد الجماعات والاتجاهات السياسية لدعم حملتهم، حيث عدنا مرة أخرى إلى أجواء «نبيها خمس» عندما قاد المدونون والشباب، النواب والشارع على حد سواء.منذ زمن وأنا أكتب عن المضايقات التي يتعرض لها المدنون، سواء كانت بشكل فردي عبر أنياب السلطة ومخالبها، أو بشكل جماعي من خلال القوانين أو المشاريع القانونية التي ينادي بإصدارها البعض. ووفق ما يبدو الآن، فإن بعض المدونات قد اختفت بشكل مفاجئ، مما يوحي بأن حملة، لا يمكننا الإشارة بيقين إلى مصدرها، قد بدأت تؤتي ثمارها، وان «الخوف» أو محاولة تجنب المشاكل قد تمكنا من بعض المدونين. نحن لا نملك الدفاع المباشر عن المدونين، خصوصاً في مواجهة التهديدات المزعومة أو الإشارات غير الواضحة التي تتولى إرسالها أو التلويح بها المؤسسات الحكومية. ولكن نؤكد كما أكد بعض نواب الأمة ان المساس بحرية الرأي مرفوض، ولن يسمح به بغض النظر عن الجهة التي تتولاه. بعد أربعين سنة وأكثر من الممارسة الديموقراطية، من المفروض ان يكون من المفروغ منه ان الإنسان حر في إبداء رأيه والتعبير عن شعوره تجاه القضايا والظواهر العامة. ويجب ألا يكون هناك تصنيف أو تحديد للرأي سوى ان الرأي هو «كل ما يصدر عن الإنسان بهدف عرض وجهة نظره والتعريف بمعتقده». ولدينا رسالتان، ولنواب الأمة بالذات، الأولى ان الدعوة إلى حرية الرأي والتعبير يجب أن تكون شاملة، والدفاع عنها يجب أن يكون عاماً، في كل الأوقات ولكل الأطراف. بعض نوابنا مع الأسف لايزال يرى أن حرية التعبير تتوقف عند مصالحه ومعتقداته، وان الرأي هو في الدعوة إلى هذه المعتقدات وحسب. والثانية ان هذا الدفاع والحرص يجب ألا يكونا موسميين أو عند اعتقال أو احتجاز صديق أو قريب. لدينا قانون المطبوعات، ولدينا قانون المرئي والمسموع، كلاهما قانونان غير ديموقراطيين يقيدان حرية الرأي والتعبير، وتتعارض مع المواد الدستورية والمواثيق الدولية، ويجب العمل على إلغائهما... بل الغاء أي قانون أو حتى جهة أو مؤسسة «تنظم» حرية الرأي.ملاحظ لأصحاب شعار الحملة.. المادة 36 من المفروض أن تكون مفتاحاً لحرية الرأي وليست قفلاً
بقلم: عبداللطيف الدعيج

تعليقي:
أستاذي أبا راكان أصبتهم بمقتل فهم لا يعترفون بحرية الرأي إلا ان مست جعجعتهم السياسيه فاللذي حبسوه لفتره تزيد عن الشهر بسبب جريمه خلقوها من عدم حماية لدينهم الرجعي لم يجد من يدافع عنه لأن الناس لا تؤمن بالحريه اصلا وفاقد الشيء كما قلنا سابقا لا يعطيه ولن يعطيه . هم يؤمنون بحرية الرأي فقط ضد الشيوخ أما عندما يتعلق الموضوع بالدين وحريةالإعتقاد والرأي الشامله الحقيقيه تجدهم أول من يؤيد ويبارك للبلطجه والقمع . المبادئ لا تتجزأ وهؤلاء لم يملكواالمبادئ اصلا كي يتغنوا بجزء منها . لو هناك شيء نطالب فيه سنطالب ان يذهب قانون المرئي والمسموع القمعي الى مزبلة التاريخ فهو قانون يصادر حرية الرأي ويمنح الدوله حق ترهيب مستخدمي الإنترنت وهذا أمر غير اخلاقي لايمكن ان نقبل فيه .
نقطه يجب ايضاحها حسب قانون الإنترنت الدولي التشهير وتشويه السمعه تعتبر جريمه يحاسب مرتكبها أمام القانون ومع كل احترامي لشخص الجاسم وأي شخص آخر تمس كتاباته واسهاماته الآخرين سواء كانوا سياسيين او غيرهم أنتم لستم مصانين وكل شخصيه عامه رغم انها ليست مصانه من النقد الجاد أو الساخر إلا انها تمتلك حقوقا ادبيه تحول دون تشويه سمعتها أو التدليس ضدها.
نعم نحن مع حرية الرأي ونرفض الإجراءات البوليسيه ضد أصحاب الرأي سواء بالأنترنت او بالوسائل الإعلاميه الأخرى لكن التعدي على الحقوق الادبيه للآخرين هو خط احمر تصونه القوانين المتحضره .

تحديث مقال آخر :
لدينا هذه الأيام معارضة من نوع فريد، ربما سنتناول ظروف وعوامل نشأتها الاجتماعية والسياسية في وقت قريب. حاليا.. وعلى عجالة سنحاول القاء الضوء عليها او تحديدها. معارضة هذه الأيام من الممكن وصفها بالفريدة والعجيبة والغريبة. هذه العجائب والغرائب تتفق مع كل شيء، كونها غير طبيعية الأهداف والطروحات وغير أصيلة المنشأ والاتجاه.
معارضة هذه الأيام – كحال أي معارضة- لم تنشأ من رحم سابقتها أو تتطور خلفا لسلف تقاعد، أو تقاعس أو فشل، بل هي في الواقع نبت يمكن وصفه بالشيطاني من دون خشية التحامل أو حتى المبالغة. معارضة جاءت أو استحدثت لكنس كل القديم والأصيل وإحلال قوى سياسية جديدة تستبدل العريق وتطيح بما هو مستقر ومتفق عليه.
المعارضة في العادة تستهدف تغيير الحكومة ومعارضة السلطة، معارضتنا معنية بتحطيم الطروحات الوطنية ونشر الشكوك والريبة حول القوى التي تمثلها أو تجتهد من اجل تحقيقها. ليس لدى المعارضة الجديدة مشكلة مع التراث أو الموروث أو حتى الوضع القائم، فكل شيء «تمام يافندم» الخطأ كما تراه وتسعى إلى تغييره واستصغاره المعارضة الجديدة هو القوى التقدمية التي تمثل عائقا أمام الاستحواذ والنهب المقنن للثروة الوطنية. باختصار معارضة همها الأساسي معارضة أو الإطاحة بــ«المعارضة الحقيقية» أو التقليدية. أول معارضة في التاريخ السياسي لديها انسجام وتوافق مع الوضع القائم ومشكلتها الأساسية هي مع من يحاول تغييره أو تحديثه إلى الأفضل!
لهذا شنت ولا تزال تسعى جاهدة - معارضة آخر زمن - إلى التشكيك بمواقف النواب الوطنيين واستثمار الموقف اليتيم من معارضة طرح الثقة في وزير الداخلية لضرب وتصفية الاتجاه الوطني برمته. برموزه ونوابه، وخصوصا العضوات اللواتي مثلن ومازلن تحديا للعقلية القبلية الدينية الذكورية التي يتمتع بها اغلب مكوني المعارضة الجديدة، وذلك تمهيدا لنقض ودفن برامج هذا الاتجاه الوطني المدني في التنمية وفي الحفاظ الحقيقي على الثروة الوطنية.
الاستحواذ مع التخلف مع التطرف الديني مع التزمت الاجتماعي العام والنظرة الذكورية الهمجية للمرأة تتلاقى هذه الأيام للتشكيك في جدوى النضال الوطني وإثارة الشكوك حول كل النواب الوطنيين أو الذين كانت لهم مواقف مشهودة في الذود الحقيقي عن المال العام.. إذا هذه معارضتكم... سجلوني موالي.


بقلم: عبداللطيف الدعيج
تعليقي:
أستاذي وجه كلامك للتيار الوطني الذي أصبح يمشي بهذا الإتجاه الخاطئ إرضاءا لللمجاميع الشعبيه التي هي اسلاموقبليه .لم نطلب منهم المستحيل كنشر العلمانيه أو الطرح التنويري لكن وقوفهم مع الإسلاموقبليين لمجرد معارضة الشيوخ ولتصفية حسابات قديمه انتهت صلاحيتها قد أفقدنا الثقه فيهم . مالهدف من التيار الوطني أليس ترسيغ مفاهيم الدوله المدنيه وحماية حريات الافراد وحقوقهم والدفاع عن المكتسبات الدستوريه ؟ لماذا التيار الوطني بات يساند نوابا وفئات تدعي حماية المال العام والدستور وهي بالواقع المنتهك الرئيسي لبديهيات العدل والمساواه عن طريق التنفيع والمحسوبيه ولا احد ينكر ذلك بمن فيهم هم والمحسوبين عليهم من أبناء قبائلهم وطوائفهم وتياراتهم. رأينا التيار الوطني يحتضن ذوي اللحي الذين يريدون فرض الوصايه وسكتنا لكننا اليوم لن نسكت عندما نراه يحتضن اعداء العداله الذين جعلونا نكفر بالديموقراطيه والمواطنه . ان كانت المعارضه تعني تبني طروحات وأفكار المجاميع الإاسلاموقبليه تحت شعار الوحده ونبذ الفروقات فأنا أول الموالين معك يا أبا راكان .