المجتمع Vs السياسه
بالمقاله السابقه تطرقت لموضوع الديمقراطيه وكيف انها ليست المسؤوله عن تردي الاوضاع السياسيه بالكويت .
بما أن الحكومه قد قدمت استقالتها وسيتم تشكيل حكومه جديده وانتخابات نيابيه جديده أنتهز الفرصه للتركيز على الوضع الإجتماعي الكويتي الذي هو بنظري هو المسؤول الحقيقي عن سوء الأوضاع السياسيه .
نسمع كثيرا هذه الجمله :
"بالكويت يذهب الناس الى الديوانيه وهي تعد من العادات والتقاليد التي تسهم بتعزيز الوصال الإجتماعي" .
لا تنخدع عزيزي القارئ بهذا الكلام المعسول المأخوذ خيره لأن الوصال الإجتماعي بمجتمعات الخليج الصحراويه ليس سوى عملية تزاوج ذكوري والمجتمع الكويتي هو احد تلك المجتمعات التي يفتخر أفرادها بتلك العاده التي تصور لهم عاداتهم وتقاليدهم أنها حميده.
ماالذي أقصده بالتزاوج الذكوري؟
بما أن المجتمعات الخليجيه منغلقه من ناحية الإختلاط بين الذكور والإناث نجد أن غالبية الذكور بالكويت وغيرها من دول الخليج يقضون معظم سنين عمرهم ولحظاتهم بمجالس ذكوريه (الدواوين).
السياسيون بالكويت بما أنهم جزء من هذا المجتمع فمن الطبيعي ان يخالطوا أقرانهم الذكور بتلك الدواوين فبالتالي ينتهي الذكر الكويتي بمعدل معارف من الذكور قد يصل ببعض الحالات القصوى ل500-1000 شخص وانا لا أبالغ بهذا الرقم فالبلد صغير والعديد من الذكور يفتخر ويتبجح كلما تعرف على ناس جدد .
ما علاقة الديوانيه بالسياسه ؟
علاقه قويه جدا كما قلنا مسبقا أن كان السياسي من رواد الدواوين فهو سيخالط اعدادا مهوله من الناس وللأسف أن بمجتمعنا مفهوم "رفع الكلفه" فرض إجتماعي كي يحظى الفرد على القبول من الأشخاص الذين تعرف عليهم حديثا لذلك معظم السياسيين يحرص على تحقيق هذا الشيء مع أكبر عدد من الأفراد.
ماذا يعني رفع الكلفه بين السياسي والمواطن بالكويت؟
يعني ان السياسي مجبر اجتماعيا للإنصياع لرغبات المواطن فبالتالي تصبح هذه الدواوين سببا رئيسيا لإنعدام الإحترافيه السياسيه والقفز فوق القوانين .
لماذا اهاجم الدواوين ؟
لأنها مضيعة وقت دون منفعه .
وقت الإنسان أثمن من ان يضيعه بزيادة رصيد معارفه من الذكور سنويا.
سبب وصول ناس غير كفؤين لمناصب حساسه بالبلد .
طريقه غبيه وا ستغفال لعقول الناس كي يحقق صاحبها نجاحا سياسيا.
تعزز مبدأ المجتمع الذكوري وتهميش دور المرأه السياسي.
هل التجمعات ونقاش الناس بالأمور السياسيه خطأ؟
بالطبع لا ليتجمع الناس متى ما أرادوا ويقولوا ما يشاؤوا لكن ليس على حساب الوطن وتنميته.
هل جميع نواب مجلس الأمه تحت رحمة الديوانيه وروادها؟
الجواب طبعا لا لكن أستطيع القول بكل ثقه أن معظمهم كذلك بمن فيهم مدعي الليبراليه من التحالف الوطني الذين أثبتوا لنا أن غباءهم السياسي هو سبب تخبطهم بالتنظيم السياسي المحترف. حتى بالأحزاب الإسلاميه هناك إتفاق بين الذكور والإناث على تزكية مرشحي الإنتخابات. أما ربعنا شلة التحالف البرجوازي محتكري الوطنيه والليبراليه الذين من المفترض أن يقنعوا الناس انهم يؤمنون بالمساواة بين الجنسين ,نراهم اليوم يمشون مشية الغراب ذاتها التي مشوها في انتخابات 2006.
مفهوم الدوله المدنيه ليس سوى حلم بعيد المنال لأن المجتمع عشائري بطبعه لازال يتصرف كانه بقبيله او قريه .الدوله المدنيه تحتاج لنظام سياسي علماني إنساني لا يعرف دينا أو طائفه وهذا الأمر مس التحالف بشكل مباشر وجعله تجمعا بلا مبادئ او أسس فكريه. فقط شعارات جوفاء وطرح سياسي متقلب بسببه أصبح أفراده بنظر المجتمع مجرد بهلوانات سياسيه ترفع شعارات التقدميه والمدنيه كما تشاء وحسب المصلحه.
السياسيون عندنا لا يطبقون القانون بسبب خوفهم من الناس بالدول المتقدمه السياسيون مضطرون لتطبيق القانون خوفا من الناس.
لذلك تغيير النواب , الوزراء أو الدوائر الإنتخابيه لن يغير حقيقة تطفل النظام الإجتماعي وأساساته الفكريه المشوهه على النظام السياسي بالتالي انهيار الأوضاع وتوقف التنميه والتطور .
أكرر لست هنا بموقع تقييم نمط حياة الناس ليقضوا اوقاتهم بالطريقه التي يشاؤون لكن ليس على حساب الإحترافيه والمهنيه السياسيه, محاربة الفساد والمحسوبيه تكون بالفعل قبل القول .